تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مقال للدكتور محمد موسي الشريف حفظه الله]

ـ[يسري خضر]ــــــــ[07 Jun 2010, 03:54 م]ـ

سَمْت العلماء وزيّهم

http://www.altareekh.com/App/Upload/articles/_3331_120x100.jpg (http://www.altareekh.com/App/Upload/articles/3331.jpg)

24/06/1431 الموافق 06/ 06/2010

إن الله - سبحانه وتعالى- رفع أهل العلم على سائر الناس فقال سبحانه "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"، وقال سبحانه "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون".

وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع".

وما أحسن أثر العلماء في توجيه العامة وإفادتهم، وحمايتهم من ضلال الأهواء وفتنة الشهوات، وما أجمل جلوسهم إلى الناس وحديثهم معهم.

لكن هنالك أموراً تنغص على مهمة العلماء هذه، وهي كثيرة في هذا الزمان وإنا لله وإنا إليه راجعون، وليس من غرض مقالتي هذه الإتيان على هذه المنغصات وتبيينها لكنْ إنما أُعَرّج على أمر يسوؤني ويكدر عليّ ألا وهو ما صار إليه كثير من العلماء والمشايخ وطلبة العلم من مخالفة السمت الذين ينبغي أن يكونوا عليه، والزي الذي يحسن بهم أن يتزيوا به، وهناك جملة من هذه الأمور منها:

1. السمت المخالف لما عليه أهل العلم:

والسمت: هيئة أهل الخير، ويقال: ما أحسن سمته أي طريقته التي ينتهجها في تحري الخير والتزي بزي الصالحين، وهو – أيضاً - الزي الحسن والهيئة المثلى في اللبس وغيره.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "السمت الحسن والتُؤَدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءاً من النبوة".

والتقصير في الالتزام بسمت العلماء صرنا نراه في كثير من طلبة العلم والمشايخ والعلماء، فتجده قد حلق لحيته أو أنهكها إنهاكاً يشبه الحلق، ولا يجد في هذا غضاضة ولا نقصاً، وأنا لا أريد هاهنا أن آتي على الحكم الشرعي في هذا الأمر فلهذا مكان آخر، لكن إذا صنع العالم هذا فمن هو سلفه في صنيعه هذا؟ هل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته؟ هل هم علماء السلف والخلف؟ هل هم نجوم الأمة وعلماء المسلمين على مدار التاريخ؟ اللهم لا، إنما دخل علينا هذا البلاء لما نزل الاستخراب العالمي بلادنا واحتل أرضنا وغيروا مفاهيم كثير منا، وإلا فمن مِن العلماء مَن حلق لحيته من قبل تلويث الغربيين لفكرنا وثقافتنا؟ وهذه صور العلماء الذين كانوا في أواخر القرن الثالث عشر والرابع عشر الهجريين/ التاسع عشر والعشرين الميلاديين تظهر بوضوح ما أريد، ولم يجترئ بعض العلماء وطلبة العلم على هذا الصنيع إلا في زمن متأخر من القرن الرابع عشر الهجري/ العشرين الميلادي، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وبهذا الصنيع تضعف هيبة العالم، ويقل تأثيره في العامة، ولو تنزلنا جدلاً بأن إطلاق اللحية سنة ولا حرج على من حلقها أفلا يكون العلماء والمشايخ وطلبة العلم هم أولى الناس بمراعاة هذه السُنة والاهتمام بها، فإن حلقها هؤلاء فمن ذا الذي سيرعى هذه السُنة ويهتم بها؟!

ولا يقولن أحد إن هؤلاء الذين يصنعون هذا إنما هم عدد قليل بل هم عدد كثير رأيتهم من المحيط إلى الخليج، وفي تركيا -وإن كان أولئك مقهورين مكرهين في أكثرهم- وفي أماكن كثيرة في العالم الإسلامي وإنا لله وإنا إليه راجعون.

2. لبس اللباس الإفرنجي:

فترى المشايخ المتخصصين في التفسير وعلوم القرآن والعقيدة والحديث والفقه وأصوله وغير ذلك من العلوم يحبون اللباس الإفرنجي ويؤثرونه على لباس بلادهم وآبائهم وأجدادهم، وتجده يربط ربطة العنق ويُحْكِم البِذْلة فرحاً جذلان، فما هذا اللباس؟ ومن هو سلفه فيه؟ أنا لا أتحدث عن هذا اللباس من باب حكمه الشرعي فأنا أذهب إلى جوازه إن ضُبط بضوابط الشريعة، لكني أتحدث عن أمر آخر ألا وهو أن المشايخ لا ينبغي لهم، ولا يحسن بهم أن يلبسوا مثل هذا اللباس لأن هذا مضعف لهيبتهم بين الناس، ومقلل من أثرهم، خاصة أن كثيراً من الناس ينظر إلى هذا اللباس على أنه لباس مرجوح مكروه، فهؤلاء يقوم بينهم وبين من يلبس مثل ذلك اللباس حاجز متين لا يعودون معه يتأثرون بأولئك المشايخ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير