تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[(فتوى) السلام عليكم]

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[06 Jun 2010, 07:50 ص]ـ

كنت مع أحد ألمشايخ الازهريين من أهل العلم على (الشات) فكتب لي: السلام عليكم. فكتبت له: وعليكم من الله مثله. فسألني: وهل هذه الصيغة في السلام لها أثر؟؟ فقلت: لا إنما هي بدعة ابتدعتها الآن.

ثم قلت: إلا أن صيغة (السلام عليكم) تفيد الدعاء فإذا كانت على سبيل الدعاء فإن ملكاً من السماء يقول: ولك مثله كما ورد في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -: أَنَّهُ سَمِعَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَا من عبدٍ مسلمٍ يَدعُو لأخِيهِ بِظَهرِ الغَيبِ إلا قَال المَلَكُ: وَلَكَ بِمثْلٍ». هذه رواية مسلم.

وفي رواية أبي داود قال: «إِذَا دَعَا الرجُلُ لأخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ قالت الملائكةُ: آمين، ولك بِمثْلٍ».

.

فجال في خاطري هذا السؤال:

هل رد السلام عبر الشات أو عبر الرسائل البريدية سواء كانت الكترونية أم ورقية فرض لازم؟؟؟ وهل السلام واجب في ذلك؟؟ أم أنه فقط من الآداب العامة غير الملزمة؟؟

أحببت أن أشارك إخوتي من أهل العلم حول هذه المسألة. نفع الله بكم أجمعين

بقي أن أقول أن الشيخ الازهري الذي حادثته هو فضيلة الشيخ محمد رشيد. بارك الله به وزاد من علمه مثله ومثله معه.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Jun 2010, 11:15 ص]ـ

الله سبحانه وتعالى يقول:

"وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا " سورة النساء (86)

فهذه الآية الكريمة تدل على أمور:

مشروعية التحية.

وجوب رد التحية وهو ظاهر الأمر وليس هناك قرينة صارفة عن الوجوب.

والأولى أن يكون رد التحية بأحسن منها فإن لم يكن فالواجب الرد بالمثل وليس بأقل.

أما نوع التحية فظاهر الآية أن كل تحية تعبر عن إظهار الود والإشعار بالأمن فهي جائزة، ولكن وجدنا القرآن يشرع لنا تحية تجمع كل معاني الخير وهي السلام:

(فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) من الآية (61) سورة النور.

وقال تعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) سورة النور (27)

و ظاهر هاتين الآيتين وجوب إلقاء التحية عند دخول البيوت، والسنة النبوية الشريفة تبين أن الأمر لا يقتصر على دخول البيوت، فقد روى البخاري رحمه الله تعالى ومن حديث البراء بن عازب قال:

"أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجِنَازَةِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ، وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ،وَإِجَابَةِ الدَّاعِي. وَنَهَانَا عَنْ خَوَاتِيمِ الذَّهَبِ وَعَنْ آنِيَةِ الْفِضَّةِ وَعَنْ الْمَيَاثِرِ وَالْقَسِّيَّةِ وَالْإِسْتَبْرَقِ وَالدِّيبَاجِ "

وروى مسلم رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ"

وهنا نرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر في الحديث الأول بإفشاء السلام وهذا يلزم منه المبادرة بإلقاء السلام.

وفي الحديث الثاني جعل إلقاء السلام حق للمسلم وهذا أيضا يلزم المسلم المبادرة بإلقاء السلام ولا ينتظر أن يلقى عليه السلام إلا في الحالات التي وردت في أدب إلقاء السلام:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير