تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أين كان يسكن الراهب بحيرى رحمه الله]

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[15 May 2010, 03:54 م]ـ

الراهب بحيرى أردني المولد والنشأة

في محاضرة عن الاردن في الكتاب والسنة كنت قد القيتها في مدينة عجلون بدعوة من مديرية الثقافة قلت أشياء كثيرة تخفى على كثير من الاردنيين للأسف حتى أنني أحببت أن ألقي تلك المحاضرة في ربوع كل الاردن ليعرف الناس كم هي مباركة تلك الارض أرض الشام والتي يعد جزء منها من الارض المقدسة كما أكدت في المحاضرة. إلا أنني اليوم سأعرض عليكم فقط قصة الراهب بحيرى رحمه الله تعالى حيث ذكرت بعض كتب التاريخ ان الراهب بحيرى الذي خاف على النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود، كان يسكن قرب زيزياء قرية في الاردن وكان على دين المسيح، على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام. وقد كان موحداً ومات على التوحيد لأنه لم يدرك نبوة النبي محمد عليه الصلاة والسلام

وقد توفي قبل البعث، وكان يسكن البلقاء بقريةٍ يقال لها: ميفعة وراء زيزاء ().

قال نعيم بن حماد: زيزاء من قرى البلقاء الكبيرة تقع على طريق الحجاج. كان يقام بها سوق وفيها بركة ماء عظيمة (وهذه البركة ما زالت قائمة) ().

قصة بحيرى الراهب مع الرسول عليه الصلاة والسلام

أما في خروجه عليه الصلاة والسلام مع عمه أبى طالب إلى الشام وقصته مع بحيرى الراهب قال ابن إسحاق:

ثم إن أبا طالب خرج في ركب تاجرا إلى الشام.

فلما تهيأ للرحيل وأجمع السير صب به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما يزعمون.

فرق له أبو طالب وقال: والله لاخرجن به معى ولا أفارقه ولا يفارقنى أبدا.

أو كما قال.

فخرج به.

فلما نزل الركب بصرى من أرض الشام وبها راهب يقال له بحيرى في صومعة له.

وكان إليه علم أهل النصرانية، ولم يزل في تلك الصومعة منذ قط راهب فيها إليه يصير علمهم عن كتاب، فيما يزعمون، يتوارثونه كابرا عن كابر.

فلما نزلوا ذلك العام ببحيرى - وكانوا كثيرا ما يمرون به فلا يكلمهم ولا يعرض لهم، حتى كان ذلك العام، فلما نزلوا قريبا من صومعته صنع لهم طعاما كثيرا، وذلك فيما يزعمون عن شئ رآه وهو في صومعته، يزعمون أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم

في الركب حتى أقبل وغمامة تظلله من بين القوم، ثم أقبلوا فنزلوا في ظل شجرة قريبا منه.

فنظر إلى الغمامة حين أظلت الشجرة وتهصرت أغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استظل تحتها.

فلما رأى ذلك بحيرى نزل من صومعته وقد أمر بطعام فصنع، ثم أرسل إليهم فقال: إنى صنعت لكم طعاما يا معشر قريش، فأنا أحب أن تحضروا كلكم، كبيركم وصغيركم، عبدكم وحركم.

فقال له رجل منهم: والله يا بحيرى إن لك لشأنا اليوم! ما كنت تصنع هذا بنا، وقد كنا نمر بك كثيرا فما شأنك اليوم؟ قال له بحيرى: صدقت قد كان ما تقول، ولكنكم ضيف، وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما فتأكلون منه كلكم.

فاجتمعوا إليه، وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم لحداثة سنه في رحال القوم تحت الشجرة فلما رآهم بحيرى لم ير الصفة التى يعرف ويجده عنده فقال: يا معشر قريش لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي.

قالوا: يا بحيرى ما تخلف أحد ينبغى له أن يأتيك إلا غلام، وهو أحدثنا سنا فتخلف في رحالنا.

قال: لا تفعلوا ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم.

قال: فقال رجل من قريش مع القوم: واللات والعزى إن كان للؤم بنا أن يتخلف محمد بن عبد الله بن عبد المطلب عن طعام من بيننا.

ثم قام إليه فاحتضنه وأجلسه مع القوم.

فلما رآه بحيرى جعل يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء من جسده قد كان يجدها عنده من صفته، حتى إذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا قام إليه بحيرى وقال له: يا غلام: أسألك بحق اللات والعزى إلا أخبرتني عما أسألك عنه.

وإنما قال له بحيرى ذلك لانه سمع قومه يحلفون بهما.

فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: لا تسألني باللات والعزى شيئا، فو الله ما أبغضت شيئا قط بغضهما.

فقال له بحيرى: فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه؟ فقال له: سلنى عما بدا لك.

فجعل يسأله عن أشياء من حاله ومن نومه وهيئته وأموره، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره.

فوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته.

ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه موضعه من صفته التى عنده.

فلما فرغ أقبل على عمه أبى طالب فقال: ما هذا الغلام منك؟ قال: ابني.

قال بحيرى: ما هو بابنك، وما ينبغى لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا.

قال: فإنه ابن أخى.

قال فما فعل أبوه؟ قال: مات وأمه حبلى به.

قال: صدقت، ارجع بابن أخيك إلى بلده واحذر عليه اليهود، فو الله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم فأسرع به إلى بلاده.

فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام.

قال ابن إسحاق: فزعموا فيما روى الناس أن زريرا، وتماما ودريسا وهم نفر من أهل الكتاب - قد كانوا رأوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلما رأى بحيرى في ذلك السفر الذى كان فيه مع عمه أبى طالب، فأرادوه فردهم عنه بحيرى، فذكرهم الله وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته، وأنهم إن أجمعوا لما أردوا به لم يخلصوا إليه ().

تاريخ ابي زرعة ص605.

تاريخ دمشق ج2 ص71.

تاريخ دمشق ج12 ص86.

مختصر تاريخ دمشق ج3 ص163.

الفتن ص24

السيرة النبوية لابن كثير ص243.

للمزيد يرجى الرجوع الى كتابي/ الاردن في الكتاب والسنة في مكتبات الجامعات الاردنية ومكتبة بلدية اربد

للمواصلة [email protected]

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير