[وتلك الأيام نداولها بين الناس]
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Jun 2010, 04:45 م]ـ
كتب المحلل روبرت فيسك في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم الثلاثاء، يتساءل هل يمكن أن تكون هذه نهاية إسرائيل، بعد 1300 شهيد فلسطيني قتلتهم في الحرب على غزة 2008 - 2009، و1000 شهيد لبناني أبادتهم في الحرب على لبنان، و20 شهيد قتلتهم يوم الاثنين في قافلة سلمية .. هل سيعني كل ذلك أن العالم لن يتحمل بعد الآن البلطجة الإسرائيلية؟!
الإجابة هي لا، والدليل الأكبر أورده فيسك في تصريحات البيت الأبيض يوم الاثنين التي أعلنت فيها إدارة أوباما أنها "تبحث في ظروف ما حدث وتحاول فهم وقائع المأساة" .. هكذا فقط .. دون كلمة واحدة تدين ما حدث أو تدين إسرائيل!
على العكس مما حدث في عام 1948 عندما قام القادة الأمريكيون والبريطانيون بإنشاء جسر جوي لبرلين لمساعدة شعب جائع كان منذ 3 سنوات فقط عدوا لأمريكا وبريطانيا. لكن شعب ألمانيا كان محاصرا وقتها بجيش روسيا الوحشي الذي حاصر المدينة تماما. وتم اعتبار الجسر الجوي وقتها من أعظم لحظات الحرب الباردة التي حاول فيها القادة في الغرب إنقاذ أرواح الشعوب، لأن الأمر كان أخلاقيا وإنسانيا أكثر منه سياسيا.
ومن السخرية أنه في الوقت الذي كان الحكام الغربيون في 1948 يسعون لإنهاء الحصار على أهل برلين بالجسر الجوي، كانت فلسطين العربية يتم تدميرها على مسمع ومرأى من كل العالم ولم يهتم بشعبها أحد!
ويتابع فيسك متسائلا، أين كان القادة الغربيون في الوقت الذي كانت إسرائيل تقتل المدنيين فيه أمس؟ هؤلاء المدنيون الذين جاءوا من شتى أنحاء العالم، أوروبا وأمريكا وتركيا، وكان منهم أيضا ناجين من محرقة الهولوكوست النازية، لكنهم لم يجدوا خيارا آخر سوى الذهاب إلى غزة لأن قادتهم خذلوهم وفشلوا في إنقاذ أرواح الفلسطينيين المدنيين العزل الذين لا يجدون أدنى احتياجاتهم الأساسية بسبب الحصار الإسرائيلي.
وانتقد فيسك ردود أفعال قادة الغرب على مذبحة أمس، فالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كانت تصريحاته "سخيفة"، وتصريحات البيت الأبيض كانت "مثيرة للشفقة"، أما توني بلير فاكتفى بالتعبير عن "أسفه الشديد" فقط لا غير!
وأشار الكاتب إلى حقيقة أن النشطاء المدنيين الآن هم الذين يتخذون القرارات التي فشل في اتخاذها القادة الكبار. النشطاء المدنيون هم الذين يصنعون الأحداث، بينما السياسيون الغرب أجبن من أن يفعلوا شيئا لإنقاذ أرواح الأبرياء.
إن الأتراك أيضا أوروبيون، وكان ينبغي على القادة الأوروبيين أن يفعلوا شيئا لهؤلاء المواطنين الأبرياء الذين قتلتهم نيران دولة شرق أوسطية هي إسرائيل، ولو كان هؤلاء من أي جنسية أوروبية أخرى لاندلع الغضب في أنحاء العالم!
وقال فيسك إن ما حدث يدل على جهل إسرائيل وعدم اهتمام الإسرائيليين بأي عهد. إذ لا ينبغي أن نتجاهل أن تركيا كانت من أقرب الحلفاء لإسرائيل، ولم يكن الأتراك ليتوقعوا بأي حال من الأحوال الهجوم الإسرائيلي الضاري على مواطنيها المسالمين.
الآن لم يعد لإسرائيل حلفاء، حتى حلفائها في العالم العربي المسلم وصفوا ما حدث "بالمذبحة" ولا يبدو أن إسرائيل تهتم الآن. تماما كما لم تهتم إسرائيل بطرد دبلوماسييها من بريطانيا وأستراليا على خلفية تزويرهم لجوازات سفر استخدموها في اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح. والأمر يشبه أيضا ما فعلته الحكومة الإسرائيلية من إعلان عن بناء مستوطنات يهودية في القدس الشرقية أثناء زيارة جو بايدن لإسرائيل -وهو نائب الرئيس الأمريكي وأكبر حلفاء إسرائيل- إن إسرائيل لم تهتم في كل مرة، فلماذا تهتم الآن؟!
واختتم روبرت فيسك مقاله بالقول إن الغرب اعتاد أن يرى الإسرائيليين يقتلون العرب، وربما نشأ الإسرائيليون أنفسهم على عادة قتل العرب، فتطور الأمر ليقتلوا الأتراك الأوروبيين الآن. إن ما حدث في الـ24 ساعة الماضية غير شيئا في نفوس شعوب الشرق الأوسط والعالم، فلم يعد أحد يتحمل صفاقة إسرائيل، التي كان ردها الدبلوماسي غبيا على مذبحة أمس. العالم كله لم يعد يتحمل إسرائيل، باستثناء السياسيين الغرب، فهؤلاء صامتون إلى الأبد.
ما رأيكم يا أهل القرآن؟
ما رأيكم يا أهل التفسير؟
نريد أن نسمع منكم
كيف تنظرون إلى التاريخ وإلى الواقع من خلال هذا المقال؟
ما هي الأسباب التي أدت إلى هذا الواقع المحزن؟
ثم ما هو دور أصحاب القرار الذين يحكمون أمة الإسلام؟
ألا يخجلون من هذا التوبيخ الذي ينضح به المقال؟
ما هو دور أهل القرآن وأهل التفسير؟
هل الأمر يعنيهم؟
هل عليهم واجب؟
لا نريد أكثر من كلمات على صفحات الملتقى
تصحح المفاهيم
وتساهم في الخروج من المحنة
وتساعد على تربية جيل جديد
لايرضى بالذل ولا الهزيمة
فهل أنتم فاعلون؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jun 2010, 05:10 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا سعد.
حكومة إسرائيل وأنصارها من الصهاينة وغيرهم بلغت بفعلها هذا مبلغاً أرجو أن يكون معجلاً بهلاكها إن شاء الله، فقد انتهكت جميع القوانين، وقتلت الذين يأمرون بالقسط من الناس كما هي عادة اليهود من قديم، وقد رأيتُ من ردود فعل الحكومة التركية خصوصاً ما يبشر بخير، وقد سمعتُ لأردوغان كلمة غاضبة أرجو أن يتبعها أعمال وتعاون من بقية حكامنا في التصدي لهذه الغطرسة والاستكبار الإسرائيلي.
ونسأل الله أن يشفي صدورنا بنصر إخواننا في كل مكان، وفي فلسطين خصوصاً فقد بلغ ظلمهم وانتهاك حقوقهم منتهاه على مرأى ومسمع منا جميعاً، ووقفت كل الدول تتفرج على محنتهم، وبلغ كيد جيرانهم بهم مبلغه.
ووكما قال صاحب المقال: أرجو ألا يكون رد فعلنا هذه المرة مجرد التنديد، وأتوقع أن تتغير سياسة بعض الدول مع القضية، وخاصة تركيا، فإني أحسب أردوغان من القادة الصادقين، وهو يمثل رأي شعبه حقاً، ومواقفه ترفع رأس شعبه أسأل الله أن ينصر به الإسلام، وأن يجعله في نحور اليهود وأتباعهم، وأن يذيقهم على يده ما يكرهون.
أخي ابا سعد
أرجو عدم الانسياق لبعض الحوارات العقيمة في الملتقى حول الموضوع، فالحق أبلج، واللبيب بالإشارة يفهمُ.
¥