[حرب على (الوهابية)؟ أم (السلفية)؟ أم (الإسلام)؟]
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[19 Jun 2010, 03:18 م]ـ
[حرب على (الوهابية)؟ أم (السلفية)؟ أم (الإسلام)؟]
بقلم: د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي حفظه الله تعالى
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فتنبعث بين آونةٍ وأخرى، صرخات محمومة، تنادي بالحرب على (الوهابية)، وترتفع أيدٍ مكلومة، تشير، تحديداً، إلى (السعودية)، بوصفها، حاضنة الدعوة السلفية، ومنطلقها، قديماً، وحديثاً. وقد ارتفعت وتيرة هذه الدعوات الموتورة، إثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لتصفِّي حسابات سابقة، مع المد الإسلامي، السلفي، الكاسح، الذي استقطب الجمهور الإسلامي، في البلاد الإسلامية المختلفة، وامتد إلى التجمعات، والأقليات الإسلامية، في أركان الكرة الأرضية، بتألقه، وصفائه، وأصالته.
يتحالف، في مصر، أفراد من فلول الصوفية الخاملة، مع مرتزقة تمولهم الرافضة، بالإضافة إلى عجائز من الأشاعرة، وعقلانيين مفلسين، بعضهم من بعض، قد انصرف عنهم الناس، ونفضوا أيديهم من أطروحاتهم الخاسرة، فيقيموا مؤامرة، بعنوان: (مؤتمر الوهابية خطر على العالم والإسلام)!
ويتحالف الخائن، الشيعي، الباطني، علي اليامي، مع مؤسسة هيرتيج الأمريكية، فيعقد مؤامرة أخرى، بعنوان: (خطوات لإضعاف التطرف الإسلامي، من الجانب السعودي)!
ما ذا يريد هؤلاء حقاً؟ هل يريدون الحرب على ما يسمونه الوهابية؟ أم على السلفية؟ أم على الإسلام؟ إن قراءة لقائمة التهم، الموجهة للوهابية، تنضح بما يلي:
1 - الوهابية كدعوة، وفكر، تقوم على نفيالآخر، وتكفيره.
2 - الوهابية تهدد الأمن، والسلم في كافة دول العالم الإسلامي؛ لما تبثه منأفكار إرهابية، وإجرامية شديدة الخطورة.
3 - الوهابية لها موقف سلبي من المرأة، والعلم، والموسيقى وجميع الفنون.
4 - الوهابية لها موقف سلبي منالمسيحيين، بل من أصحاب المذاهب الإسلاميةالأخرى (كالشيعة، والأشاعرة، وغيرهم)، وهي دعوة للجاهلية.
5 - أغلب الموروث الوهابي قائمعلى الإرهاب الفكري والديني، ومخاصمة الواقع والعقل، والقتل باسم الله، والله منهبراء، وأن ما يجري في العراق، وأفغانستان، بل وحتى السعودية، راعية هذا الفكر، من قتل، وإرهاب على الهوية، يؤكد أننا أمام دعوة للإجرام، والقتل، وليس أمام دعوة لإسلام سمح، معتدل.
6 - وصف معهد هيريتيج، السعودية بأنها "مصدر رئيسي للمفجرين الانتحاريين، والتحريض الديني, وممولي المدارس والمساجد المتطرفة حول العالم"
بمثل هذه البجاحة، والصفاقة، تكال التهم جزافاً، في زمن تطورت فيه أساليب البحث العلمي، وأدواته، وبلغت الدقة غايتها في التمييز بين ألوان الطيف، ورصد التوجهات، مما يدل أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن القوم أرادوا ركوب موجة (الحرب على الإرهاب) التي تتبناها القوى العالمية، لطعن مواطنيهم الأبرياء، بسبب خلافات مذهبية، وحسابات خاصة، يستقوون بها على الصوت السلفي، القوي النقي، الذي يزعج الصوفية في همهماتهم، والرافضة في حسينياتهم، والأشاعرة في كلامياتهم، والعقلانيين في تعدياتهم على النصوص، وتحريفاتهم.
باختصار، ليست القضية قضية (الوهابية)، فقد ظلت الدعوة السلفية، في نجد، قائمة منذ قرون، وحتى بعد إعلان المملكة العربية السعودية عام 1351هـ، بقيت محافظة على معتقداتها الإصلاحية، داعية إليها بالحكمة، والدليل الشرعي، والعقلي، لنحو ثمانين سنة، حتى يومنا هذا، من عام 1431، دون أن تفتعل احتراباً داخلياً، أو عدواناً خارجياً، فكيف تهدر تجربة ثمانين سنة، بجريرة أفراد خارجين عن النسق السلفي، الصريح، المعلن، المعتبر، ذي المرجعيات العلمية المعروفة؟
إننا في هذا المقام، لا نجامل أحداً، ولا نعتذر لأحد. لسنا في موقع التهمة، كما أننا لسنا مخولين أن نعتذر عن شيء من مكونات ديننا، وعقائده، وشرائعه، فالإسلام دين الله، الحق، الشامل، الكامل، العادل. وليس من حق أحدٍ، كائناً من كان، أن يجري عليه تغييرات عصرية، أو يعيد إخراجه إخراجاً غربياً، ليتوافق مع قوانين الأمم المتحدة.
وبالعودة إلى قائمة الدعاوى السابقة، نقول:
¥