تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أين هي نجد التي فيها قرن الشيطان]

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 Jun 2010, 07:15 م]ـ

[أين هي نجد التي فيها قرن الشيطان]

يخلط على بعض العوام ناهيك عن أنصاف أهل العلم هذه المسألة فيظنون أن المقصود في نجد هي ما يطلق عليه الآن السعودية والتي تضم بعض نجد وليس كلها. ولكن الناظر الى الحديث وشرحه يفاجأ بأن أحداً من أهل العلم لم يشر ولو إشارة خفية الى تلك البلاد. ولكن المقصود بنجد هي المنطقة الممتدة من شرق المدينة حتى أرض السواد في العراق. بل إن الفتنة كلها ليست إلا في العراق مركوسة فيها حتى ظهور الدجال والذي يشكل وحده أعظم فتنة وأكبر بلاء.

بل إن الحديث النبوي قد تكلم بصراحة متناهية لا تقبل الشك أن المدينة ومكة هما المدينتان الوحيدتان اللتان لا يدخلهما الدجال. فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

يَجِيءُ الدَّجَّالُ، فَيَطَأُ الأَرْضَ، إِلاَّ مَكَّةَ والْمَدِينَةَ، فَيَأْتِي الْمَدِينَةَ، فَيَجِدُ بِكُلِّ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهَا صُفُوفًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، فَيَأْتِي سَبْخَةَ الْجُرْفِ فَيَضْرِبُ رِوَاقَهُ، فَتَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ كُلُّ مُنَافِقٍ وَمُنَافِقَةٍ.

- وفي رواية: يَجِيءُ الدَّجَّالُ، حَتَّى يَنْزِلَ فِي نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ كُلُّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ.

- وفي رواية: لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلاَّ سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إِلاَّ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ، وَلَيْسَ نَقْبٌ مِنْ أَنْقَابِهَا إِلاَّ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ صَافِّينَ تَحْرُسُهَا، فَيَنْزِلُ بِالسَّبَخَةِ، فَتَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ، يَخْرُجُ إِلَيْهِ مِنْهَا كُلُّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ.

والآن لنعد الى حديث نجد ونرى ما يقول أهل العلم حوله:

عن ابْنِ عُمَرَ قال:، قَالَ النَّبِىّ - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِى شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِى يَمَنِنَا»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَفِى نَجْدِنَا، فَأَظُنُّهُ قَالَ فِى الثَّالِثَةِ: «هُنَاكَ الزَّلازِلُ وَالْفِتَنُ، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ». وَقَالَ ابْن عُمَرَ مرةً: «أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ، الْمَشْرِقَ يَقُولُ: «أَلا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ».

قال ابن حجر:نجد هو خلاف الغور والغور هو تهامة وكل ما ارتفع عن تهامة إلى أرض العراق فهو نجد وإنما ترك الدعاء لأهل المشرق ليضعفوا عن الشر الذي هو موضوع في جهتهم لاستيلاء الشيطان بالفتن عليها.

قوله وبها أي وبنجد يطلع قرن الشيطان أي أمته وحزبه وقال كعب رضي الله تعالى عنه يخرج الدجال من المشرق ونجد من المشرق.

قال الخطابي: نجد من جهة المشرق ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها وهي مشرق أهل المدينة وأصل النجد ما ارتفع من الأرض وهو خلاف الغور فإنه ما انخفض منها وتهامة كلها من الغور ومكة من تهامة اليمن.وكان أهل المشرق يومئذ أهل كفر فأخبره (صلى الله عليه وسلم) أن الفتنة تكون من تلك الناحية، وكذلك كانت الفتنة الكبرى التى كانت مفتاح فساد ذات البين وهى مقتل عثمان، رضى الله عنه، وكانت سبب وقعة الجمل وصفين، ثم ظهور الخوارج فى أرض نجد والعراق وما وراءها من المشرق، ومعلوم أن البدع إنما ابتدأت من المشرق، وإن كان الذين اقتتلوا بالجمل وصفين بينهم كثير من أهل الشام والحجاز فإن الفتنة وقعت فى ناحية المشرق، وكان ذلك سببًا إلى افتراق كلمة المسلمين وفساد نيات كثير منهم إلى يوم القيامة، وكان رسول الله يحذر من ذلك ويعلمه قبل وقوعه، وذلك دليل على نبوّته.

وقال المهلب: إنما ترك الدعاء لأهل المشرق، والله أعلم، ليضعفوا عن الشَّرِّ الذى هو موضوع فى جهتهم ولاستيلاء الشيطان بالفتن فيها، كما دعا على أهل مكة بسبع كسبع يوسف ليؤدبهم بذلك، وكذلك دعا أن تنقل الحمى إلى الجحفة، وذلك والله أعلم، لما رآه من أرداف السوداء فى المنام فتأول أنهم أحق بمثل هذا البلاء ليضعفوا عما كانوا عليه من أذى للناس.

وقرن الشيطان: أمته وحزبه، وروى معتمر عن ابن طاوس، عن أبيه، عن كعب، قال: يخرج الدجال من العراق، وقال: عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: يخرج الدجال من كور من الكوفة.

وعلى ذلك فإنه يظهر بجلاء تام أن نجد والحجاز قد شرفهما الله الى يوم القيامة لمكانتهما عند الله تعالى وعند رسوله عليه الصلاة والسلام. حتى الإستعمار البغيض الذي كان في بدايات القرن الماضي لم يصل تلك البلاد وظلت محصنة من دخول الكفار اليها بشتى الطرق الى يومن هذا. وهذا من فضل الله تعالى ومنّة منه على تلك البلاد تستحق الشكر والحمد. والحمد لله رب العالمين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير