تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مختارات من كتب أدب طلب العلم]

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[13 Jun 2010, 08:06 م]ـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، تحية طيبة وبعد:

فمن المعلوم معاشر الأحبة أن حاجة طالب العلم للأدب قبل الشروع في الطلب مهمة، ولذا استفاضت وصايا الأئمة في الأمر بذلك وكثرت كلماتهم فمن ذلك:

ما قاله الإمام مالك ـ رحمه الله ـ لفتى من قريش: يا ابن أخي تعلّم الأدب قبل أن تتعلم العلم. وقال ابن وهب: ما نقلنا من أدب مالك أكثر مما تعلمنا من علمه. وقال ابن سيرين: كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم. وعن ابن المبارك قال: قال لي مخلد بن الحسين: نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من الحديث. وقال أبو النضر الفقيه: سمعت البوشنجي يقول: من أراد العلم والفقه بغير أدب، فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله.

ولقد جمعتني مجالس كثيرة مع جملة من طلاب العلم فكان الحديث يدور عن المناهج العلمية وماذا يقرأ الطالب وماذا يعتني به،فكانوا يذكرون كل شيء إلا كتب أدب الطلب، فكنت أسألهم وما حظ كتب أدب الطلب من المنهجية المرسومة، ولذا اقترحت مرة في مجمع لأهل الفضل ممن يتصدون لتدريس الطلاب في الدورات العلمية، بأن لا تمر دورة من الدورات إلا ويقرر فيها كتاب من كتب أدب الطلب ويعلّق عليه مع المتون التي تدرس.

وأذكر لكم تجربة أقوم بها منذ سنوات ـــ وإن كان الحديث عن النفس شديد على المتلقي، فكلوا البقل ولا تسألوا عن المبقلة ــــ وهي أنه لا يمر عليّ شهر إلا وأقرأ فيه كتاباً من كتب أدب الطلب سواء من كتب المتقدمين أو المعاصرين ولا أعرف أني رأيت كتاباً من هذه الكتب ولم أقتنيه، ولله الحمد والمنة تجاوز ما قرأت في هذا الباب أكثر من ثمانين كتاباً، وأصدقكم أنني لا أزال أحس بتقصير كبير في هذا الجانب ـ جانب الأدب ـ وأسأل الله أن يتجاوز عن التقصير، ولذا تولد هذا الحرص بتكرار القراءة. ولما رأيت أن هناك حصيلة كبيرة من الكتب المقروءة وفيها شيء من الفائدة، أحببت إتحافكم بجملة من فوائدها، وأسأل الله جل وعلا أن لا يجعل عملنا علينا وبالاً وأن يرزقنا النية والإخلاص سبحانه وتعالى، وستأتيكم بإذن الله على فترات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[عمر بن إبراهيم]ــــــــ[13 Jun 2010, 09:49 م]ـ

أتحفنا بها أيها المبارك، فأنا إلى مقالاتك بالأشواق، جزاك الله تعالى خيراً

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[14 Jun 2010, 01:03 م]ـ

شكر الله لك أخي الفاضل عمر وبارك الله فيك، وأبشر بما يسرك بإذن الله.

أما أنت يا أبا تيماء فأسأل الله أن يحفظك ويبارك فيك، وفيكم خير وبركة سددكم الله.

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[15 Jun 2010, 12:11 ص]ـ

الكتاب الأول: تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم، تأليف ابن جماعة الكناني، حققه وعلق عليه محمد هاشم الندوي، الطبعة الثانية 1416هـ، دار رمادي.

1 ـ قال الحسن: (إن كان الرجل ليخرج في أدب نفسه السنتين ثم السنتين). وقال حبيب الشهيد لابنه: (يا بني! اصحب الفقهاء والعلماء، وتعلم منهم، وخذ من أدبهم؛ فإن ذلك أحب إليّ من كثير من الحديث). وقال بعضهم لابنه: (يا بني! لأن تتعلم باباً من الأدب أحب إليّ تتعلم سبعين باباً من أبواب العلم). ص 20 ـ 21.

2 ـ اعلم أنه لا رتبة فوق رتبة من تشتغل الملائكة وغيرهم بالاستغفار والدعاء له وتضع له أجنحتها، وإنه لينافس في دعاء الرجل الصالح أو من يظن صلاحه فكيف بدعاء الملائكة؟!. ص31.

3 ـ قال يحيى بن معاذ: (لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى؛ لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني؛ فكيف والدنيا خزف فان والآخرة تبر باق؟!). ص47.

4 ـ من أدوية الرئاء: الفكر بأن الخلق كلهم لا يقدرون على نفعه بما لم يقضه الله له، ولا على ضيره بما لم يقدره الله تعالى عليه؛ فلمَ يحبط عمله ويضير دينه ويشغل نفسه بمراعاة من لا يملك له في الحقيقة نفعاً ولا ضراً مع أن الله تعالى يطلعهم على نيته وقبح سريرته؛ كما صح في الحديث: (من سمّع سمّع الله به، ومن يراء يراء الله به). ص56.

5 ـ كان جماعة من السلف يستفيدون من طلبتهم ما ليس عندهم. قال الحميدي ـ وهو تلميذ الشافعي ـ: (صحبت الشافعي من مكة إلى مصر، فكنت أستفيد منه المسائل، وكان يستفيد مني الحديث)، وقال أحمد بن حنبل: (قال لنا الشافعي: أنتم أعلم بالحديث مني، فإذا صح الحديث؛ فقولوا لنا حتى آخذ به). وأبلغ من ذلك كله قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أُبيّ، وقال: (أمرني الله أن أقرأ عليك (لم يكن الذين كفروا). قالوا: من فوائده أن لا يمتنع الفاضل من الأخذ عن المفضول. ص 61.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير