تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من وحي كأس العالم]

ـ[نعيمان]ــــــــ[11 Jun 2010, 05:41 م]ـ

كلّ أربع سنوات تُشغل الأمم بمتابعة مباريات كأس العالم الّتي تشارك فيها كلّ الدّول؛ برئاسة أغنى وأقوى مؤسّسة في العالم "الفيفا"، حيث لا رادّ لقراراتها على أيّ فريق أو أيّة دولة مهما بلغت قوّتها العسكريّة والاقتصاديّة.

تسكت الأصوات، على وقع ضربات كرة القدم الّتي تتدحرج بين الأرجل الكثيفة السّريعة، وتنحبس الأنفاس عندما تصل المواجهة بين مهاجم وحارس مرمى منافس.

ولكن في خضمّ هذه المباريات تستغل دولة الكيان الصّهيونيّ الحدث الكبير؛ والعالم كلّه منشغل -وأمّتنا ليست خارج الصّفّ إلا في الفوز؛ فنحن -ولله الحمد والمنّة والفضل- متخلّفون حتى في ضرب الكرة؛ إذ لم نحظ بالفوز بكأس واحدة بعد. وحلمنا العربيّ الكبير ألا نخرج من الجولة الأولى-.

فلو تذاكرنا هنا في هذه الصّفحة؛ لنجمع تلكم الأحداث الدّامية الّتي استغلّتها دويلة المسخ الصّهيونيّة، فأحرزت في مرمى أمّتنا أهدافاً غزيرة من برك الدّماء، واجتياح مسافات كبيرة من أوطاننا واحتلاها.

ثمّ نستشرف مستقبل هذه البطولة من خلال سؤالنا: هل يعدّ الآن العدوّ حدثاً جللاً ينسّي المتذكّر منّا ما قد سبق؛ فذاكرة الأمّة ما زالت مخرومة وتحتاج إلى إخراج من غرف الإنعاش؛ من خلال ضربات أعدائها وهي أهون عليها بما لا يُقاس -والله- من ضربات جهلتها المخلصين، والمنافقين المدسوسين في صفّها؛ من بني جلدتها، ممّن يتكلّمون بلسانها، ويمرقون من دينها مروق السّهم من الرّميّة.

وإنّ أمّة لا ذاكرة لها لا تاريخ لها ولا مستقبل.

أرضعتنا مؤسّساتنا الحاكمة لبانة بغض العدوّ الصّهيونيّ مع حليب أمّهاتنا؛ ثمّ فجأة أخبرونا أنّهم جيراننا، ثمّ أبناء عمومتنا، ثمّ أقرب إلى بعضهم من بعضنا.

وهذه أبيات "أرجوزة راقصة على أنغام تراقص الكرة بين أرجل اللاعبين" كتبها شيخ مبارك حبيب إلى قلبي -رحمه الله رحمة واسعة- من وحي كأس العالم 1990م:

هزّوا شباك العُداةِ = بقاذفات الكراتِ

هزّوا شباك الأعادي = بساحق الضّربات

ظروفكم سانحاتٌ = فاستنفدوا السّانحاتِ

لكم عليهم تِراتٌ = فيا لهذي التّراتِ!

كم مرّة هاجموكم = وشدّدوا الهجماتِ!

عن كلّ قوس رموكم = وسدّدوا الرّمياتِ

سهامهم صائبات = تقوى على الخائباتِ

فقد أصابوا حماكم = بين الشّوى واللهاةِ

وأثخنوا القدسَ طعناً = بموجع الطّعناتِ

من كلّ فجّ أتوكم = من واسع الفلواتِ

فأصبحوا في تلاقٍ = وجمعكم في شتاتِ

حطّوا الرّحال وهمْتمْ = في عالم الرّحلاتِ

فسدّدوا ما استطعتم = بالضّرب والرّكلاتِ

رصّوا الصّفوف وسدّوا = عليهم الطّرقاتِ

عسى تصيبون منهم = فتحصدوا الكاساتِ

أم أنّ هذي عظات = وتأنفوت العظاتِ!

إذن فظلّوا نياماً = لا تنهضوا من سباتِ

فإنّ في النّوم خيراً = بل أعظم الخيراتِ

والعيش رغد هنيٌّ = وما به من هناتِ

عدوّكم مستعدّ = للكرّ والوثباتِ

يهمّ لاستحمامٍ = في نيلكم والفراتِ

ناموا ففي الصّحو آهٍ = يزيد في الآهاتِ

ناموا فلستم نياماً = على شفا شفراتِ

ناموا ففي النّوم سرّ = يبدّد الظّلماتِ

واقضوا ربيع الحياة = بقول خذها وهاتِ

وفي السّماء طيورٌ = وفوق تلك الفلاةِ

كما الأبابيل ترمي = عدوّها بالحصاةِ 1

ترميه صبحاً مساءً = تكثّف الرّمياتِ

وليس للّهو ميلٌ = وليس من ملهاةِ

فاللّهو ليس مناهاً = وليس من أمنياتِ

فرغبة في جهادٍ = تعلو على الرّغباتِ

هذي سبيل التّقاةِ = أهل الحجى والثّقاتِ

خطى "محمّد"2 ساروا = أنعم بذي الخطواتِ!

من سار نهجاً قويماً = جنى به الثّمراتِ

1 - كناية عن أبطال الحجارة في فلسطين المسلمة المحتلّة.

2 - صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم.

ـ[نعيمان]ــــــــ[09 Jul 2010, 07:08 م]ـ

أعلام دول المونديال

ترفرف أعلام مختلف الدول بأيدي الأولاد وعلى سياراتهم التي تطلق أبواقها ابتهاجاً بفوز هذا الفريق أو ذاك أو ذياك.

ولقد رأيت في اليوم الذي أكتب فيه هذه الكلمات سيارة يسوقها حدث قد رفع عليها أربعة أعلام لألمانيا (هل سمعت عن التي تفتخر بشعر ابنة خالتها وهي محرومة!)

وعلمت أن بعض الشرطة قد حرر مخالفات سير لبعض السيارات التي تفعل هذا.

والحكاية يا إخواننا مش مخالفة سير، إنما المخالفة على مستوى أعمق وأخطر، وتحتاج من العقلاء تربويين وإعلاميين وسياسيين إلى تفكير وتدبير وتقدير وعلاج، فالأمر فيما أرى خطير.

فأن ننقسم ونتوزع بين الفرق، التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ولا تنتمي إلينا ولا إلى أوطاننا ولا ننتمي إليها، معنى هذا أن هناك أزمة هوية وانتماء، ولا تقللوا من خطورة المسألة.

فأولاً: هناك احتقان يحتال الأولاد لتنفيسه، وهذا المجال المسموح "فيدشون" منه.

فلو فازت الأرجنتين لخرجت الجماهير تطلق أبواق سياراتها، ولو فازت البرازيل لفعلت الشيء ذاته، ولو فازت أوروغواي أو باراغواي أو "أني واي" لفعلت الشيء نفسه. فما معنى هذا؟ ما معنى أن ترتفع أعلام دول لا تمت إلينا في سمائنا؟

بالله لو رفعت أعلام الجزائر في مصر، أظن كانت سترتكب مجزرة.

أرأيتم حال الأمة كم انحدر وانحط وانحل وانحطم؟ العالم أعلن الجنون في جنوب إفريقيا ونحن تبعناهم!

ومن باب التصور لو كانت دولة الإرهاب قد فازت، جدلاً، أكنا ننزل إلى الشوارع ونزعق؟ ولو فازت أمريكا هل كنا نعلن الابتهاج؟ الأمر فيما أظن يحتاج إلى علاج مستعجل وتصوير المشكلة وتشخيص الداء ثم وصف الدواء.

أما من يرى المسألة "عادي" فهذا منه غير عادي! وهل يرفع أولئك الفائزون أو الخاسرون من دول المونديال علم تونس أو الجزائر مثلاً، ولو فازت؟ يستحيل طبعاً.

لماذا هنّا بعد الذي كنّا .. يا مين يخبرنا. وكل موسم كورة وإنتو بخير، وإلى اللقاء مع الزعيق في مونديال قادم ..

http://www.assabeel.net/studies-and-essays/assabeel-essayists/14998- أخبار-وتعليقات. html (http://www.assabeel.net/studies-and-essays/assabeel-essayists/14998- أخبار-وتعليقات. html)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير