[اذا حان الوداع]
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[19 May 2010, 03:07 م]ـ
هذه القصيدة كتبتها وأنا في أمريكا تصلح أن تخاطب بها من تحب من وطن أو أهل أو مدينة أو زوجة أو مكان. ولقد قلتها يوماً للإخوة المرافقين معي في إداء العمرة حينما خرجنا من مكة. فلم يسع أحد من السامعين إلا البكاء. عساكم تستمتعوا بها. وتذكروا دوماّ أن الشاعر ربما يقول مالا يفعل.
لا تقولي وداعاً
اذا حان الوداع فلا تقولي = وداعاً إن ذاك القول سيف
فإن العيش بعد في عيوني= سراب أو هباء أو أخف
أيهنأ بعدك قلب ويصبو = إلى متع من الدنيا ويهفو
اذا حان الوداع فلا تريني =دموعاً في جفونك فهي حتف
ولا تمدي الى التوديع كفاً= فمني لن تمد اليك كف
ولا تصغي اليّ فسوف يبقى =خيال منك يصحبني وطيف
ستبقى الذكريات تثير شوقي= لها في مسمعي رجع وعزف
ستبقى الذكريات على عيوني =ووجداني وفوق الفكر تطفو
اذا ودعتني سيظل نصف =لديك وسوف يرحل عنك نصف
عيوني ملئها جمر ودمع =وقلبي ملؤه وجد وخوف
احاول جاهداً اظهار صبري =فيظهر رغم أنف الصبر ضعف
اذا ما الشوق هاجك ذات يوم= وطالك منه تعذيب وعصف
فقلبي إذ هناك يذوب شوقاً =وأني من حنيني لست أغفو
وإن أحسست في بعدي عذاباً =لدي من الذي احسست ضعف
على أمل اللقاء تعيش روحي= فإن الدهر يقسو ثم يعفو
ـ[ايت عمران]ــــــــ[19 May 2010, 05:46 م]ـ
في الحقيقة لم أشأ أن أكون أول المعلقين، وأنا المزجى البضاعة في فن تذوق القريض، لكن رأيت ذلك من العدل بين الشعراء الذين أتحفونا هذه الأيام ببنات أفكارهم، كما أنه أداء لبعض الواجب تجاه ما يبذلونه من نتاجهم.
أقول: إلى الأمام يا أستاذ، مشاعر جميلة، وعبارات رقيقة، لولا ما تخللها من مناه تكاد تقترب من تعنيف المحبوب وزجره، مع أن المقام مقام تودد وتحبب.
وأقترح على فضيلتكم النظر في البيتين التاليين، من حيث الوزن في الأول، والتركيب في الثاني:
ولا تمدي الى التوديع كفاً= فمني لن تمد اليك كف
...
فقلبي إذ هناك يذوب شوقاً =وأني من حنيني لست أغفو
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 May 2010, 12:29 م]ـ
وأقترح على فضيلتكم النظر في البيتين التاليين، من حيث الوزن في الأول، والتركيب في الثاني:
سأفعل ذلك إن شاء الله ولكن اعطيني بعض الوقت فلدي الآن ما هو مشغول به وبارك الله بك. وأنا أرحب دوماً بل وكلي محبة للنقد الواضح الجلي.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 May 2010, 12:31 م]ـ
ستبقى الذكريات تثير شوقي = لها في مسمعي رجع ٌوعزف
ستبقى الذكريات على عيوني = ووجداني وفوق الفكر تطفو
إذا ودّعتني سيظلُّ نصفٌ = لديك وسوف يرحل عنك نصف
على أمل اللقاء تعيش روحي = فإن الدهر يقسو ثم يعفو
غفر الله لنا ولك يا أستاذ
فقد قلّبت المواجع
تحياتي لك وسلامة مواجعك يا أبا تيماء. وأصل الشعر لا يكون إلا بالمواجع والمعاناة. خليها مستورة
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 May 2010, 03:06 م]ـ
أخي العزيز الأستاذ أيت عمران
أولاً أنت لا تحمل بضاعة مزجاة. ولكنك تحمل في قلبك الدر والياقوت وفوق ذلك فن وذوق وروعة.
أما بالنسبة للبيت التالي
ولا تمدي الى التوديع كفاً= فمني لن تمد اليك كف
نعم يا أستاذنا الفاضل فهو مكسور (الله لا يكسر حدا). ولكن كسره يجبر إن شاء الله بالتالي:
ولا تهوي الى التوديع كفاً= فمني لن تمد اليك كف
وتهوي من أهوى. أهوت بيدها الى التسليم. . أو أي كلمة على وزنها. وعلّة الكسر في تمدّي هي تشديد الدال. والحقيقة أنني لم أنتبه الى ذلك إلا منك بارك الله بك.
أما البيت الثاني فلا أدري ما هي علة تركيبه. فإن كان لديك ملاحظة فمررها عليّ أكن لك من الشاكرين.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[20 May 2010, 06:21 م]ـ
أستاذي العزيز: تيسير
تالله لقد كبلتني بكريم خلقك، وشددت لساني بطيب منطقك، منكم نتعلم خلق أهل العلم، بيد أني لست إلا طالبا مبتدئا، ولجت هذا المولج لأستفيد من أمثالكم، وأنهل من رحيق أزهاركم، فلله دركم، وعليه أجركم.
أما البيت الذي زعمتُ أن فيه نظرا من حيث التركيب، وهو البيت الثاني من هذين البيتين:
اذا ما الشوق هاجك ذات يوم= وطالك منه تعذيب وعصف
فقلبي إذ هناك يذوب شوقاً =وأني من حنيني لست أغفو
فذاك لأني فهمت أن (إذ) في قولكم: (فقلبي إذ هناك) أردتم بها التعليل، ولا تصلح أن تكون لغير ذلك في نظري القاصر، وأن المعنى: (فلأجل قلبي هناك يذوب شوقا)، ويقوي هذا المعنى عندي فتحكم همزة (وأني) في عجز البين نفسه.
فإذا كان هذا هو المقصود فلا معنى لإقحام (إذ) بين (قلبي) و (هناك) علما أن "إذ" في كل أحوالها الأربعة لازمة الإضافة للجمل الفعلية أو الاسمية.
وأقترح أن يكوت البيت هكذا:
فإذ قلبي هناك يذوب شوقاً =وأني من حنيني لست أغفو
أو:
فذاك لأن قلبي ذاب شوقاً =وأني من حنيني لست أغفو
زادكم الله علما وتواضعا وطيبا، وغفر لي ولكم ولجميع المسلمين.
¥