يا عالم الأمة .. كن جالاويًّا!؟! تحقيق القول في المذهب الجالوي!
ـ[خلوصي]ــــــــ[02 Jun 2010, 11:20 ص]ـ
يا عالم الأمة .. كن جالاويًّا!!
[21:37مكة المكرمة] [29/ 12/2009]
جورج جالاوي يقود قافلة شريان الحياة 3
بقلم: غادة أحمد
فلقد ورد اسمه ونسبه وأصله وفصله في معجم "شريان الحياة"،
حين ذكر المصنّف رحلته التاريخية، نسبةً لعصره وأوانه وأقرانه! ممن عاصروه من العلماء والدعاة والمصلحين ذوي البيانات والتصريحات والمؤتمرات تبعًا للسنَّة الجارية في ذلك العصر من الرفض والشجب والاستنكار والحفاظ على الأمن العام!
الرحَّالة جورج جالاوي، والذي انطلقت رحلته في المحرم من عام 1431هـ الموافق لديسمبر من عام 2009م، زعم المصنّف أنَّه كان بريطاني المولد والنشأة والجنسية، نصراني الديانة،
ولعله وَهِمَ أي المصنّف أو دُلِّس عليه فيما جمع من معلومات حول الرجل،
فبحسب ما وصفه عبدٌ من عباد الله من أهل البلاد التي زارها هذا الرحَّال؛ حيث قال فيه: إنَّه كان يقوم الليل بجمع التبرعات والأموال لشعبٍ يُحكى أنه في هذا الزمان، تم سجنه سجنًا جماعيًّا من قِبَلِ قوم كانوا ينطقون العربية وقتها،
لكن حار المصنِّفون في تحديد أصلهم ونسبهم وديانتهم، ومن أي أرض انحدروا، وأن هذا الرحَّالة كان زاهدًا متواضعًا حتى إنه كان يبيت في الصحراء مع رفاقه لمَّا تعثرت رحلته التاريخية هذه،
ولم تُجَهَّز له ولمن معه الفنادق ذوات النجوم والكواكب كأقرانه كما أسلفت في زمانه.
وممَّا يؤكد عدم صحة أخبار المصنِّف أن جورج جالاوي هذا كان ملتحيًا، بل ويُروى أنه أضرب عن الطعام هو ومن معه في العاشر من محرم من ذاك العام! لما احتُجِزَت قافلته على الحدود بين الممالك لأحفاد فرعون وبني هاشم؛ ما يوحي أن الرجل لعله كان صائمًا وأخفى صيامه بعد أن أعلن "إسلامية" نشاطاته ومواقفه من المضطهدين والمحاصرين في زمانه؛ ما يجعل ادعاء المصنِّف بأنَّ الرجل كان أعجميًّا نصرانيًّا بحاجة إلى تحقيق وتدقيق وإعادة نظر من قِبَلِ شُرَّاحِ أحاديث فقه الطهارة وإزالة النجاسة، وتلك الجوهرة التي لا يعدلها شيء وسموها "السلامة"، وتمرير التوريث حرصًا على مجد الأمة التليد، وكَشْفُ النقاب عن النقاب للوصول إلى الأقصى بسلام، وعلوم كثيرة تم التجديد منها وفيها في هذا العصر المنير.
مرت القافلة بسلام بعد مناوشات ومفاوضات، يقال: إنه أُرِيد في هذا الزمان الغابر إحياء ذكرى مكتشفي القارات عن طريق الاحتفاء بالقافلة لتسلك طريق رأس الرجاء الصالح، فاختارت أيسرهما، ربما عبر الرِّجْلِ أو الذراع، بعد أن حيل بينها قلب الممر، ربما خوفًا أن تتدفق دماء "شريان الحياة" فتهدد البلاد والعباد لاختلاف فصائل الدماء!
وسُكِتَ عن أمر الرجل، ولم يصلنا حوله بحث أو تحقيق، ولا ضير، فلئن مضى الأشخاص، فالأفكار هي التي تبقى عبر الزمان، وقد أسَّسَ هذا الرجل المذهب "الجالاوي" فمن أحق من علماء أمتنا اليوم من إحيائه، وأخذ ما يناسبنا منه وترك ما لا طاقة لعالم الأمة به، وإن كان المرء ليتساءل؛ هل أبقى هذا الرجل لعالم الأمة ما يمكن أن يُعذر فيه؟ فلقد سار الرجل خطوة اقتدى فيها بصلاح الدين فعلاً، لا قولاً أوترنمًا، وإنما حاول الفتح بالقوافل والمساعدات، فهلا أكمل المسيرة عالم الأمة بمسيرات على غرار المسيرة الجالاوية، ليس منفردًا!! فَيَدُ الله مع الجماعة! وإنما بالانضمام إلى مؤسسات مدنيَّة، نقابات، هيئات إغاثية، اعتصامات هادئة سلمية بالتناوب، فنحن لا نطالب العلماء بالخروج جماعة! في ذات الوقت والمكان، فقليل دائم خير من كثير منقطع، ولعل الوقت قد حان لمغادرة ولو من حين لآخر قاعات المؤتمرات التي تنبثق عنها لجان، ومن ثم توصيات فتلاوة بيانات.
فكما يطالبنا علماؤنا أن نكون عبادًا ربانيين لا رمضانيين، فنحن نطالبهم أن يكونوا "جالاويون"،
عسى أن تعتنق الشعوب يومًا هذا المذهب فتسير خطوة فتكون حركة، لمَّا تحرك .. عالم الأمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر
:إخوان أون لاين - سياسية واقتصادية - يا عالم الأمة .. كن جالاويًّا!! ( http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=58449&SecID=390)