تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إغتنم وقتك]

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[07 Jul 2010, 08:29 ص]ـ

HTML clipboard إغتنم وقتك (عن كتاب ماذا تفعل في عشر دقائق للمؤلّف عبد الملك بن محمد القاسم)

رأس مال المسلم في هذه الدنيا هو وقته فطوبى لمن استثمره في الخير ومن ضيّعه فلا أمل في لإرجاعه. والمؤمن يسير إلى الآخرة وكل يوم يمر من عمره يقرّبه من النهاية التي لا يدري متى تكون إلا الله تعالى فلنحرص على أن لا نضيع دقيقة واحدة من هذا العمر الغالي وقد كان ابن مسعود يقول: ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي. فإذا فتح الله تعالى لك باباً من الخير فانتهزه حتى لا يحول الله بينك وبين قلبك (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه)

قال الرسول صل1: خير العمل أدومه وإن قلّ. ولقد رأيت من حالي وحال الكثيرين من أبناء وبنات الإسلام يضيعون الوقت ولا يستفيدون منه الإستفادة التّامة، ورغبة مني في نشر الوعي فيما بيننا والعمل على تزكية النفوس والأرواح وإعانتها على الطاعة والعبادة الحقّة حتى تسمو وترقى عن متاع الدنيا الزائلة وتعلو إلى متاع الآخرة ورضوان الله تعالى وجنات النعيم. ودين الإسلام دين السماحة والسعة والكرم فكم من آيات وأحاديث تعلّمنا أن الحسنة بعشر أمثالها وأن قراءة حرف من القرآن به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، والصدقة في سبيل الله حسنة والله يضاعف لمن يشاء من عباده. ومن منّا يا إخوتي لا يحتاج لمضاعفة حسناته فمن منّا يعلم مقعده في الآخرة ومآله هل هو إلى الجنة ونعيمها أم إلى النار أعاذنا الله تعالى منها ومن كل ما يُقرّب إليها من قول أو فعل أو عمل. وكم من الأوقات في يومنا وليلتنا تمر ونحن لاهون غافلون عما يمكننا أن نكسبه من الأجر والثواب في لحظات معدودة نذكر الله تعالى فيها بأي شكل من أشكال الذكر أو العمل الصالح. ويكفينا أن نتذكر الحديث الذي معناه أن أهل الجنة يتحسّرون على دقيقة لم يذكروا اسم الله تعالى فيها، وإذا سألنا أنفسنا لماذا يقولون ذلك فلا بُدّ أنهم رأوا ثواب الذكر وتذوقوا حلاوة فضل الله تعالى وجزاءه وعطاءه الكثير لهم على ما قدّموه في لحظات قليلة من عمرهم. فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعيننا على ذكر وشكره وحسن عبادته وأن يجعلنا ممن يستثمرون أوقاتهم في مرضاته وطاعته اللهم آمين. وهناك أعمال وأقوال وأفعال لا تأخذ من أيّ واحد فينا الوقت الكثير لكن مع هذا فإن أجرها عند الله تعالى عظيم، والآن أسأل هل عشر دقائق من وقتنا يومياً زمن طويل؟ سنقول بالطبع لا، إذن اقرأوا معي ماذا يمكننا أن نفعل في عشر دقائق من الزمن كأن نكون في الطريق إلى العمل، أو بانتظار موعد في مستشفى، أو بانتظار موعد إقلاع الطائرة هذه أوقات لا نفعل فيها شيئاً إلاّ الإنتظار وكثيراً ما تأخذنا الأفكار عبر ذكريات الماضي وأحوال الحاضر وأحلام المستقبل وكل هذه الأمور إما يزيد المرء أسفاً على ما مضى أو حسرة على ما فات أو إحباطاً مما قد يحصل، لكن وبكل بساطة يمكن لهذه الدقائق العشرة أن تكون من أجمل اللحظات وأثمنها وأعظمها أجراً وتكون علاجاً نفسياً للمُثقل بالهموم والمتردد والقلق وغيرهم ممن أخذتهم مشاغل الدنيا عن الراحة النفسية والسلام الداخلي الذي يضفي السكينة على النفس والروح. والوقت كنز ثمين ويجب المحافظة عليه وإنّا مسؤولون أمام الله تعالى عن هذا الوقت والعمر فيما أفنيناه كما ورد في الحديث الشريف:. والزمن كالمال يجب الحرص عليه والإستفادة منه وتنميته وتزكيته وصرفه في أوجه الخير وفيما يُرضي الله تعالى ومن خير هذه المصارف طاعة الله تعالى. وقد نبدأ بعشر دقائق في اليوم ثم بعد أن نستشعر حلاوة هذه الدقائق سنزيدها بإذن الله ونحاول أن لا نضيع وقتاً من غير فائدة تُرجى. فإن قرأت القرآن كل يوم عشر دقائق تختمه إن شاء الله في مدة شهرين بدل انتظار قراءته إلى رمضان القادم، وتخيلوا معي لو سبحّتم الله تعالى في هذه الدقائق مئة مرة كم سيكون مجموع هذه التسبيحات في عام واحد؟ 365000 تسبيحة وكم أجرها والحسنة بعشر أمثالها؟؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير