[" يا بنت حواء " قصيدة جميلة]
ـ[السراج]ــــــــ[25 May 2010, 09:35 ص]ـ
" يا بنت حواء "
شعر*
د. محمد منيرالجنباز
وَيْلٌ لِدَاعي الشَّرِّ والظُّلماتِ
وَيلٌ لَهُ في مُحْكَمِ الآياتِ
النَّاسُ تدعو للإلهِ لِدِينهِ
وَهُو الدَّعيُّ لِفتنَةٍ وعُرَاةِ
وَجَدَتْ شياطينُ الْغَوَى في قلبهِ
سَعَةٌ لِتَنْبُتَ فيه شَرَّ نباتِ
فإذا اللسانُ لِسَانُهَا يا وَيْحَهُ
وإذا الكلامُ يفيضُ باللَّمزاتِ
وتَحَايلَ المَسْعُورُ يَنفُثُ سُمَّهُ
وَيُثيرُ مُفْتَنَّاً هَوَى الشُّبهاتِ
وَالنَّاسُ كانوا في ضَياعٍ قَاتلٍ
غَرْبٌ يُسَيطرُ قاهراً لِدُعاةِ
والحَاكِمونَ المُترفونَ تَوَسَّدوا
قِممَ الكَراسي واكتفوا بِسِماتِ
ظَنَّوا الحياةَ بما حَوتْهُ قُصُورُهمْ
فإذا بِهمْ يَهْوَوْنَ ذُلَّ حَياةِ
مَنْ ذَا يُرَجّي مِنْ قُلوبٍ لَفَّها
رَانُ الدُّجى وَهَوتْ قُبيلَ مماتِ
وَاللَّيلُ أَقْبَلَ كالشتاءِ بِعُنْفِهِ
يَغْتَالُ كُلَّ الزَّهرِ والزَّهَراتِ
صَبَغَ الْجميعَ بلونهِ مُتمادياً
فارْتَاحَ كُلُّ الْجيلِ للظُّلماتِ
وَرَأوا شُعَاعَ الشَّمسِ سَهْماً قَاتِلاً
وَرَأوا بَريقَ النُّورِ كالْجَمَراتِ
وَتَعَارفوا والْعُرْفُ أضحى شِرْعَةً
لا رأيَ فيهِ لمُرشِدينَ هُداةِ
مَنْ ضَيَّعَ الأفهامَ حتى أُبْلِسَتْ؟!
مَنْ صَادرَ التَّفكيرَ مِنْ سَنَواتِ؟!
تَاهَتْ جَماعةُ أُمَّتي في مَهْمَةٍ
قَفْرٍ فَهلاَّ أُرْشِدَتْ لِنجاةِ
تَسْري طِباعُ الْمارقيِنَ بِساحِها
فَتُمزِّقُ الأكبادَ بالْحَسراتِ
ضَّجَّ الْغواةُ لِهَتكِ سَتْرِ حَرائرٍ
وَتَصايحوا للْكَشفِ عنْ عوراتِ!
سَمُّوا التَّبرجَ والسُّفورَ تَحرُّراً
فَتحرَّروا مِنْ عِفَّةٍ وتُقاةٍ
وَتَهَالكوا خَلْفَ السَّرابِ لِيُمسكُوا
طَرَفاً مِنَ الْحُريةِ المُرْجَاةِ
لكنَّهمْ خابوا وغَطَّى وَجْهَهُمْ
كَلحُ الشُّحوبِ وجَمرةُ الآهاتِ
وَغَدتْ نِساءُ الْيومِ بعدَ تَبَرُّجٍ
أشقى بني الإنسانِ في الطُّرقاتِ
فمِنَ الشوارعِ للْملاهي للْغَوى
للإتِّجَارِ بهنَّ في الحاناتِ
أُلْزمنَ في كدحٍ بَئيسٍ مُثقَلٍ
حتى فَقَدْنَ بهِ أَعَزَّ صِفاتِ
فَكأنما غَدَتِ النِّساءُ بهائِماً
يَرْتَعْنَ دُونَ تَفَهُّمٍ لِحياةِ
وَالسَّاقِطونَ يُتاجِرونَ بِهنَّ في
وَضَحِ النَّهارِ لِكَسبِ بعضِ فُتاتِ
فإذا هَرِمْنَ لَفظَنَ كالمجذومِ في
دَربٍ كَئيبٍ سَيّءِ الخُطواتِ
يا بنتَ حواء رُويدَكِ فَكّري
بالْعَقلِ والْإيمانِ بَعْدَ أناةِ
فاللهُ قدْ خَصَّ الإناث برحمةٍ
عُظمى وَوَصَّانا بِحُبِّ بناتِ
نَزلَ الحجابُ لِعِفَّةٍ وطَهارةٍ
فهو الشِّعارُ لنسوةٍ حُرَّاتِ
لا تُخدَعنَّ من الذئابِ فليسَ في
دينِ الإله سِوى الهُدى لِنجاةِ
فالمرأةُ المُثلى حَياءٌ زانَها
سَدْلُ الخمارِ وَعِفَّةُ النَّظَراتِ
* المصدر: ديوان الشاعر أزاهير وأشواك.
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[05 Jul 2010, 12:51 م]ـ
نفع الله بكم ا
لأسلام والمسلمين لا حرمت سعادة الدارين
ـ[السراج]ــــــــ[05 Jul 2010, 09:45 م]ـ
جزاك الله خيراً على مرورك الكريم ..