تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الأقلام المأجورة وما يطلبه المستمعون- تيسير الغول]

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[29 Jun 2010, 08:18 م]ـ

الأقلام المأجورة وما يطلبه المستمعون- تيسير الغول


يبدو أن هناك تشابها وتناغما كبيرا بين مصطلح الأقلام المأجورة وبرنامج ما يطلبه المستمعون؛ إذ إن كلا المصطلحين يعنيان بتلبية رغبات الغير والنزول عندها وعدم تعديها، لان في ذلك إخلالا بهدف البرنامج وتعديا صارخا على رغبات الزبائن المحترمين.
أما الأقلام المأجورة التي ابتليت بها امتنا، والتي تجعل من جراح الثكالى وجثث الموتى وجثامين الشهداء، مادة إعلامية رخيصة توغل بها وتتعدى عليها، من أجل حفنة من الدولارات القذرة يدفعها الأسياد، مقابل هذا المداد المسموم الذي لا يقل لهيباً وقسوة عن طائرات أف 16 التي قتلت وفتكت بالمدنيين في غزة وضواحيها.
ومنذ دخلت غزة في حربها ضد أعتى وأخس قوة في الشرق الأوسط، انطلقت تلك الأقلام تكيل التهم وتشكك بالمقاومة وقادتها وسلاحها، حتى إن بعض الكتاب المخضرمين العرب أصر أكثر من اولمرت وباراك وليفني أن صواريخ المقاومة عبثية، وأن أهداف حماس لا تتعدى مصالح فصائلية لإنشاء حكومة ظلاميّة تتبع ايران. هذا الكاتب العربي المخضرم الذي قيل إن أباه فرّ من إحدى الدول العربية، لأنه كان مطلوباً للمقاومة في ذلك البلد بتهمة التجسس والخيانة ضد أبناء شعبه. هذا الكاتب ما زال يكيل التهم ضد أي نوع من أنواع المقاومة مهما كان دافعها، ولم نسمعه بالمقابل ينطق ببنت شفة عن أي موقف أو استنكار حول جرائم "إسرائيل" في غزة. وقد نسي ذلك الكاتب الذي لا يستحق الذكر أنه هو نفسه ضمن قائمة المرتزقة الأمريكية التي تعطيه وتغدق عليه في كل المناسبات، فيقبض دراهم السوء ويبسط يده للمبايعة على المزيد من المداد المسموم.
ورغم كل الجبهات التي فتحت على المقاومة من كل اتجاه، إلا أن المقاومة خرجت عفية. نعم خرجت عفية رغم الآلة الصهيونية الحاقدة، ورغم المداد المسموم الذي بثته أقلام المشبوهين ومن تبعهم من المرجفين الذين لم يعرفوا يوماً معنى الاستقلال، ولم يدركوا بعد مفهوم الكرامة والشرف.
انتصرت غزة وبقي علمها الأخضر يرفرف على أسطح منازلها المهدمة ومآذنها الجريحة، وبقيت قيادتها المتوضئة الساجدة تمسك على الزناد وتتحرى الشهادة، وتمشي على خط أبلج واضح يراه كل مؤمن ويعمى عنه كل كذاب أشر، ولن تنسى أمتنا هؤلاء الكتاب الصم البكم العمي، وسوف يحاسبهم التاريخ يوماً ما، كما سيحاسب كل مفرط مرتاب يقف موقف المتخاذل الرعديد.
لن يضير غزة كل هؤلاء، لأنها لم تستسلم يوماً لعدو، فقد تقهقر المغول على أسوارها ورجعوا خائبين، وقد فعل الصليبيون نفس الشيء فانقلبوا خائفين مذعورين، اقرؤوا التاريخ يا من تشككون بنصر غزة، اقرؤوا كم مرة خرجت من محناتها المتكررة صامدة أبيّة عصيّة قويّة، اقرؤوا يا من سيرجمكم التاريخ بأحذيته القديمة ويُبقي على مساوئكم في سجلات سوق النخاسة الأدبي الذي تنتمون اليه، وتتقهقرون تحت لوائه فبئس ما أنتم عليه.

ـ[نعيمان]ــــــــ[29 Jun 2010, 09:35 م]ـ
جزاك الله خيراً على نفسكم الطّاهر أستاذنا العزيز تيسير-كما نحسبك-.
والنّصر إمّا أن يكون من الأعداء؛ بمعنى يَسلم المهاجَم من قضاء المهاجِم عليه، وإبطال أهدافه. غزوة الخندق مثلاً.
وإمّا أن يكون على الأعداء؛ بمعنى تحقيق أهداف المنتصِر. وما نزال ننتظر.
فإنّ أوّل نصر على العدوّ تتلوه الانتصارات ولا بدّ. ((اليوم نغزوهم ولا يغزوننا))
وما من أحد زعم أنّ غزّة قد انتصرت على جيش النّخبة (!!!) الصّهيونيّ؛ الّذي كانت تأتيه الأطعمة الجاهزة من دولة صديقة لهم!!!
وإنّما انتصرت منهم؛ بمعنى أنّها نجت من القضاء عليهم، وذاك الدّعيّ ينتظر؛ ليسيطر ويفتك بالبقيّة الباقية ممّن يحمل مشعل الأمّة المباركة وجذوة إيمانها المتّقدة؛ الّتي هي جزء من الطّائفة المنصورة بإذن الله تعالى.
ولكن خاب فألهم، وفلّ جمعهم، ورأينا عجباً من ربط جيش النّخبة الّذي لا يقهر بالدّبّابات، ويلبسون ما يلبسه الصّغار في الفُرُش.
آل جيش نخبة آل!! بئس الجيش وبئس قائده وبئس من يفاوضه!
عندما وجدوا أمامهم رجالاً عرفناهم على حقيقتهم أنذالاً. ولكن آه من الخيانات كم تدمّر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير