تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بارك الله بشيخنا الشعباني وحكيمنا الحكيم على الإفادات الرائعة. ويا حسرتاه على مساجد اليوم فهي تكاد تكون خاوية على عروشها إلا في أوقات الصلاة. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[15 May 2010, 08:55 ص]ـ

وفيكم بارك أخانا الكريم وجزاك الله خيرا.

ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[15 May 2010, 09:33 ص]ـ

نعم أخي الحبيب إنه الإسلام الذي أراده الله لعباده منهج حياة يؤسس حياة بني البشر على حقيقة العبودية لله وظيفة هذا المخلوق ومعراج ارتقاءه والذي فهمه أئمتنا الكرام وتمثلوه واقعا حياً

ولعلنا نتذكر مسألة الصاع في ذلك الحوار الرباني الذي يكشف لنا حقيقة منهجية المسلم ومنهاجه في الحياة

كان لأبي حنيفة رحمة الله عليه اجتهاد في تقدير الصاع أخذه عن شيوخه العراقيين كما بلغهم ونقل إليهم بأسانيدهم وهو ما يسمى بالصاع العراقي ... وكان للحجازيين تقدير آخر أخذه مالك عن أهل المدينة عمن كانوا يأتون بصدقاتهم ويقدرون بها صدقاتهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .... فلما قدم أبو يوسف القاضي إلى المدينة المنورة وكان ثم لقاء معلوم بين هذين الإمامين الجليلين تم فيه مدارسات لبعض المسائل الخلافية بين المدرستين اللتين يمثلها كل واحد منهما .. وبعد حوار طلب مالك ممن لديه صاع أن يأتي به فجمعت صواع كثيرة فقال مالك لأصحابها فلينسب كل منكم صاعه فطفق كل منهم يذكر نسبه عن أبيه عن جده أنه كان يأتي به بصدقة الفطر للمساكين على عهد رسول الله .. فقال زنهم يا أبا يوسف فوزنهم .. فقال مالك لأبي يوسف وما تقول يأبا يوسف فقال الصاع صاعكم يا إمام ... فقال مالك وما تفعل بقول صاحبك - يعني أبا حنيفة عليه الرحمة والرضوان- فقال أبو يوسف يرحمك الله والله لو رأى صاحبي ما رأيت أي من الدليل لما ذهب إلا لما رأيت

فرضي الله عنهم وأرضاه وجعلنا على سننهم سائرون

فالخير في أمة محمد صلى اله علية وسلم ما دام فيها واحد منهم إلى قيام الساعة

ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[15 May 2010, 11:55 ص]ـ

جزاكم الله خيرا أخانا الكريم الأستاذ طارق عبد الله حفظك الله على هذه الإفادة والتي تؤكد ما أجمع عليه أئمة الخير الأربعة ووافقهم عليه سائر الأئمة من أنه إذا صح الدليل فهو مذهبي , فليت من أحب إماما اتبعه في ترك رأيه إلى الدليل كما كان الأئمة رحمهم الله تعالى.

ـ[خالد عبدالغني شريف]ــــــــ[16 May 2010, 12:32 ص]ـ

جزاكم الله خيرا شيخنا محمد بن عيد الشعباني: ويحضرني أمر قد يكون من نفس الباب أستأذن في ذكره ,وذلك أن عمتي وكانت أمية, وهي متوفاة الآن - أسأل الله أن يغفر لها ولوالدي وللمسلمين والمسلمات -كانت تدلني ذات مرة على أبواب الخير فذكرت صدقة السر فدلتني على طريقة من طرقهااستحسنت فقهها فيها قالت: تستدعي الأجير الفقير لعمل ما فتعطيه أجره وزيادة عليه بنية الصدقة ففهمت أنها بذلك تخفي على الناس بل وعلى من تصدقت عليه نفسه, فرحمني الله ووالدي وإياها والمسلمين والمسلمات .. آمين.

ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[16 May 2010, 04:43 ص]ـ

جزاكم الله خيرا شيخ خالد على هذه الإضافة الطيبة , ورحم الله تلكم المتصدقة بهذه الصدقة الخفية رحمة واسعة.

ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[20 May 2010, 08:55 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد:

فقد ذكر القرطبي رحمه الله عند تفسير آية الأيمان من سورة المائدة هذه القصة الجميلة التي فيها عبر بالغة على وجازتها فقال رحمه الله:

قال ابن العربي: وكان أبو الفضل المراغي (3) يقرأ بمدينة السلام (4)، وكانت الكتب تأتي إليه من بلده، فيضعها في صندوق ولا يقرأ منها واحدا مخافة أن يطلع فيها على ما يزعجه ويقطع به عن طلبه، فلما كان بعد خمسة أعوام وقضى غرضا من الطلب وعزم على الرحيل، شد رحله وأبرز كتبه وأخرج تلك الرسائل، فقرأ فيها ما لو أن واحدا منها يقرؤه بعد وصوله ما تمكن بعده من تحصيل حرف من العلم، فحمد الله ورحل على دابة قماشه (5) وخرج إلى باب الحلبة طريق خراسان، وتقدمه الكري (6) بالدابة وأقام هو على فامي (7) يبتاع منه سفرته (8)، فبينما هو يحاول ذلك معه إذ سمعه يقول لفامي

آخر: أما سمعت العالم يقول - يعني الواعظ - أن ابن عباس يجوز الاستثناء ولو بعد سنة، لقد اشتغل بذلك بالي منذ سمعته فظللت فيه متفكرا، ولو كان ذلك صحيحا لما قال الله تعالى لايوب: " وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث " (9) [ص: 44] وما الذي يمنعه من أن يقول: قل إن شاء الله! فلما سمعه يقول ذلك قال: بلد يكون فيه الفاميون بهذا الحظ من العلم وهذه المرتبة أخرج عنه إلى المراغة؟ لا أفعله أبدا، واقتفى أثر الكري وحلله من الكراء وأقام بها حتى مات. أ.هـ

فهل فينا مثل هذا الفامي الذي يستدرك على حبر الأمة بكل أدب وتبجيل غير آخذ من ذلك سبيلا إلى النيل من شخصه أو الحط من قدره , وهل فينا مثل المراغي رحمه الله الذي استحسن ذلك واستفاده من ذلك الفامي ولم يمنعه حبه وتقديره لحبر الأمة من الإعجاب بما قاله الفامي ما دام ملتزما بالأدب والعدل والإنصاف؟ وكذلك ابن العربي حكاها معجبا بها ومثله القرطبي فرحم الله علمائنا المنصفين وهدانا للحق أجمعين.

ويمكن أن نستخلص الفوائد الآتية:

1 ـ أن العالم مهما بلغ علمه يمكن أن يفوته من العلم أشياء , وليس ذلك بقادح فيه.

2 _ أن العامي قد يستدرك على العالم ويبين ما فاته من العلم ولا يشترط في المستدرك على العالم أن يكون عالما.

3 _ أن الاستدراك على العالم إذا كان بدليل صحيح واضح ينبغي قبوله والرجوع عن متابعة العالم في خطئه.

4 _ إنصاف العلماء رحمهم الله حيث أعجبوا بأدب هذا الفامي في الاستدراك على حبر الأمة.

5 _ أن الشر والخلاف ليس من الرد والاستدراك وإنما من التعصب للمردود عليه , فكثير من الردود عليهم اليوم يتعصب لهم محبوهم فيحدث من تعصبهم شر مستطير فلا يقبلون الحق فيهم.

6 _ أن العبرة في الرد إنما هو الدليل وليس منزلة المردود عليه أو من يرد.

ومن أراد أن يستخلص المزيد فليتحفنا جزاه الله خيرا.

والله تعالى أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير