ـ[محب البشير]ــــــــ[16 May 2010, 04:11 م]ـ
صدقت أستاذي الفاضل و لعل أطم منه ما يحدث عندنا هذه الأيام من فتنة كرة القدم يشهد الله كم يحز في النفس و أنت ترى حفاظ القرآن و من يصلي بالناس الختمة يفتح بيده جريدة رياضية يقرأها أمام الملأ
الله المستعان
و الله - هؤلاء - لو فتحت لهم موضوعا من مواضيع العلم أو الأدب فإما أن يزجروك و إما أن تبقى وحدك
لكن ليس الكل هكذا، ما زال ثمة من يغتنم لقاء إخوانه في الصالحات و طرق المواضيع النافعة
تحضرني الآن قصة تؤكد على أن مثل هذه الجلسات الأخوية العلمية التي يطرق فيها الأفكار النافعة تؤدي إلى خير عميم:
قرأت في كتب التواريخ الخاصة بتاريخ الجزائر أن الكشافة الإسلامية الجزائرية نشأت على يد الشهيد محمد بوراس ولنشأتها قصة، إذ كان بوراس و أصدقاؤه في نادي الترقي بالعاصمة و هم يتحادثون عن الأمة الجزائرية و بلاويها حتى دخل عليهم الإمام عبد الحميد بن باديس فسألهم عن حالهم و أخبارهم فأخبروه، حينئذ أمرهم بالتوجه إلى أعالي جبل أبي زريعة ليجتمعوا و يفكروا في إنساء جمعية شبابية تنفع الأمة فكانت بعد ذلك الكشافة الإسلامية الجزائرية.
فانظر كيف أدرك الإمام خطورة بقاء المتعلم منفقا وقته في الكلام الذي لا ينفع و كيف حول مسار الكلام إلى ما فيه فائدة و منه إلى أعمال في الواقع.
رحمه الله و إخوانه و المسلمين
و جزاك الله خيرا أستاذنا فهد
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[17 May 2010, 08:15 ص]ـ
قد تركت المجالس العامة والخاصة لا أخفيكم ..
بما أن الترك لله فما غضب أحد ولا عاتب رجل وقد أرحت نفسي من شقاق كثير واكتفيت بمجالست أهلي وتوجيههم وأبدى على الرجل أهله ..
وأذكر هنا كلام بمعناه عن الشيخ عائض القرني:
أن إجتماع الدعاة على موائد عامرة فيها من السرف الكثير
ثم يتبعها تزين من بعضنا لبعض يستعرض بطولاته وإنجازاته
ثم نخرج منها بلا فائدة لان كلآ منا له تحفظ على الآخر
ولو جلست في بيتي أعلم أهلي شيء من القرآن لنتفعت.
ويبقى عندي أخص الخاصة لا نجتمع إلا بعد مدة طويلة جدا تكون مثمرة مليئة بكل ما لذ وطاب .. !!
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 May 2010, 05:12 م]ـ
بارك الله فيك يا محب، وحيث أنك أثرت موضوع الكرة، وقد صدقت فيه، فمن يسلم منه اليوم، وعلى سبيل التنزل والحكم على هذا الأمر بالإباحة إذا لم يشغل عن ذكر الله، تعجبني كلمات لابن القيم لعلها تُنزل على هذا الأمر، قال رحمه الله في مدارج السالكين: قال لي يوماً شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه ـ في شيء من المباح ـ: هذا ينافي المراتب العالية وإن لم يكن تركه شرطاً في النجاة. أو نحو هذا من الكلام. فالعارف يترك كثيراً من المباح إبقاء على صيانته، ولا سيما إذا كان ذلك المباح برزخاً بين الحلال والحرام.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[17 May 2010, 05:28 م]ـ
المشكلةُ أخي فهد:
أنَّ هذا الموضوعَ بالغُ الحساسيَّة عند كثيرٍ من الخاصَّةِ والعامَّةِ , ودعاةُ الجدِّيَّةِ والفائدةِ في المجالسِ لا يختلفونَ كثيراً - في المُعاناة ومرارَة المُواجهة وجلَدِ الخصوم - عن المُرسلينَ إلى من لم يُنذَروا ولا آباؤُهم , فالصُّعوباتُ تترصَّدهُم بكلِّ صوبٍ ومُنحَدَر , علاوةً على نقدِ الأقرانِ , وسخرية كل بطَّالٍ كسلان.
ولو تتبَّعنا أحوالَ بعضِ من عمِلَ بما يُمليهِ واجبُ الانتسابِ للعلم والدَّعوةِ اليومَ من صيانة الوقتِ عن الهدَرِ في السفاسفِ لقرأنا الوصفَ السابقَ جلياً في انطباعِ كثيرٍ من أفراد المُجتمَعِ عنهُم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[18 May 2010, 06:50 م]ـ
موضوع جميل، وهو تذكير بشيء من أعلى أدب أهل القرآن وأسمى صفاتهم.
على أنه لا بد من التنبه لأمرين يكتنفان الموضوع:
الأول: أن الحال والمقام هما الذان يحددان الموقف الأنسب والخلق الأجمل بصاحبه، وقد ذكر أخي فهد -وفقه الله- طرفا من هذا في ختام حديثه.
الثاني: أن لاختلاف الطباع أعظم الأثر في تقدير الأنسب والأليق، فمن الناس من طبعه الذي جُبل عليه هو الخفة والفكاهة، فتجد الطرفة تجري على لسانه بلا تكلف، ومنهم من طبعه الحلم والأناة، ومنهم من هو بين هذا وذاك .. فالشاهد أن ما يطلب من الأول ليس كالذي يطلب من الثاني، وتكلف كل منهما طبعا غير طبعه هو مما تمجه النفوس وتأنفه، وهذا ما يفسر نفور كثير من الناس عن البعض.
فينبغي أن يكون الخلق المشترك هو: "حسن المنطق" الحسن بكل معانيه، المقتضي لترك البذاءة وفضول الكلام وسمجه، ثم كلٌ بحسب المقام الذي هو فيه، والطبع الذي جبل عليه.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 May 2010, 07:15 م]ـ
الشيخ محمود والشيخ محمد: ما أدمث رباكما، وأطيب شذاكما، وأزكى قراركما، وأذكى عراركما، والسلام عليكما.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[20 May 2010, 12:04 ص]ـ
نكأت جراحاً في مقالتك الرائقة أخي فهد .. ولكأنك تتحدث عن كثير مما في النفس، فجزاك الله خيراً.
¥