تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)

وجاء إشارة إلى معنى السجن في قوله تعالى:

(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) سورة الأنفال (30)

قال بن عاشور رحمه الله تعالى:

"ومعنى: {ليُثبتوك} ليحبسوك يقال أثبته إذا حبَسه ومنعه من الحركة وأوثقه، والتعبير بالمضارع في {يثبتوك}، و {يقتلوك}، و {يخرجوك}، لأن تلك الأفعال مستقبلة بالنسبة لفعل المكر إذ غاية مكرهم تحصيل واحد من هذه الأفعال.

وأشارت الآية إلى تردد قريش في أمر النبي صلى الله عليه وسلم حين اجتمعوا للتشاور في ذلك بدار الندوة في الأيام الأخيرة قُبيل هجرته، فقال أبو البختري: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق وسُدوا عليه باب بيت غير كَوة تُلْقون إليه منها الطعام، وقال أبو جهل: أرى أن نأخذ من كل بَطن في قريش فتىً جَلْداً فيجتمعون ثم يأخذ كل واحد منهم سيفاً ويأتون محمداً في بيته فيضربونه ضربة رجل واحد فلا تقدر بنو هاشم على قتال قريش بأسرها فيأخذون العقل ونستريح منه، وقال هشام بن عَمرو: الرأي أن تحملوه على جمل وتخرجوه من بين أظْهُرِكُم فلا يضركم ما صنع."

وهناك إشارة أخرى إلى معنى السجن وربما استدل بها على مشروعيته في قوله تعالى:

(وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا) سورة النساء (15)

وربما دل على مشروعية السجن قول الله تعالى:

(فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة التوبة (5)

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[03 Jun 2010, 09:04 م]ـ

جزاكم الله خيراً أخواي الفاضلان على ردودكما القيمة.

أعلم أنه ورد ذكر السجن في القرآن باللفظ الصريح في قصة يوسف عليه السلام لكن سؤالي كان حول السجن في الإسلام تحديداً. فإذا كان عمر رضي الله عنه أول من حبس في الإسلام فعلى أي أساس؟ وجزاء لأي عقوبة؟

أما ما ذكره الأخ الفاضل أبو سعد حول الإشارات إلى معنى السجن في قوله تعالى (فأمسكوهن، ليثبتوك، واحصروهم) فهي لا تدل على أن السجن عقوبة في الإسلام (إلا في اللاتي ياتين الفاحشة من النساء يحبسن في بيوتهن وليس في السجن كما نعرفه في أيامنا هذه).

الكتب التي أشرت إلى روابطها ليست متوفرة للتحميل وسأحاول البحث عنها في المكتبات عندنا لأقرأ ما فيها. إلى ذلك الحين يبقى سؤالي مطروحاً

ما هي الجريمة التي يعاقب عليها الإسلام بالسجن إذا كانت كل الجرائم لها عقوبات منصوص عليها بالقرآن؟

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Jun 2010, 09:31 م]ـ

الأخت الفاضلة سمر

أنا لم أذكر الآيات على سبيل أن القرآن يقرر السجن بالشكل المعروف اليوم كعقوبة وإنما أردت أن هناك إشارات في القرآن يمكن أن يستنتج منها بعض الأحكام.

فذكر السجن في سورة يوسف بذلك العدد ثم نجد أن الله تعالى لم يذكر ما يعيب هذه العقوبة فهذا له دلالة معينة يمكن أن نتدارسها.

وكذلك الأمر بإمساك النساء اللآتي يرتكبن الفاحشة في البيوت هو عقوبة وهو حبس إذاً له دلالته.

كذلك الأمر بحصر الكافرين وشد وثاقهم نوع من الحبس وله دلالته.

فهذا ما أردت التنبيه إليه.

أما ما تسألين عنه من كون السجن عقوبة مقررة في الإسلام لجريمة معينة فهذا لا يوجد، ولكن هو من باب العقوبات التعزيرة وهذه بابها واسع ولكل حالة أدلتها وتكييفها الفقهي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير