"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ" رواه البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وأما عن صيغة السلام فقد بينها لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ثُمَّ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنْ الْمَلَائِكَةِ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الْآنَ".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس فقال " سلام عليكم. فقال: عشر حسنات. ثم مر آخر فقال: سلام عليكم ورحمة الله. فقال: عشرون حسنة. ثم مر آخر فقال: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال ثلاثون حسنة. فقام رجل من المجلس ولم يسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أوشك ما نسي صاحبكم إذا جاء أحدكم إلى المجلس فليسلم فإن بدا له أن يجلس فليجلس وإن قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخر" والحديث بهذه الصيغة رواه بن حبان وصححه الألباني رحمهما الله تعالى.
أما السلام عبر المكاتبات فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فقد كتب صلى الله عليه وسلم كُتبا إلى ملوك الأمم يدعوهم على الإسلام وكان يبدأ بالسلام:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى أَمَّا بَعْدُ.
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ مِنْ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ إلَى كِسْرَى عَظِيمِ فَارِسَ سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتّبَعَ الْهُدَى.
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ مِنْ مُحَمّدٍ عَبْدِ اللّهِ وَرَسُولِهِ إلَى الْمُقَوْقِسِ عَظِيمِ الْقِبْطِ سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتّبَعَ الْهُدَى.
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ مِنْ مُحَمّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ إلَى جَيْفَرَ وَعَبْدٍ ابْنَيْ الْجُلَنْدَى سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتّبَعَ الْهُدَى أَمّا بَعْدُ فَإِنّي أَدْعُوكُمَا بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ أَسْلِمَا تَسْلَمَا.
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ مِنْ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ إلَى هَوْذَةَ بْنِ عَلِيّ سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتّبَعَ الْهُدَى.
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ مِنْ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ إلَى الْحَارِثِ بْنِ أَبِي شِمْرٍ سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتّبَعَ الْهُدَى وَآمَنَ بِاَللّهِ وَصَدّقَ.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[06 Jun 2010, 10:43 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء على هذا التوضيح والبيان. كما انتم دوماً
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Jun 2010, 10:57 م]ـ
وجزاك أيها الحبيب فهذه من هداياك المباركة فأنت تطرح أسئلة تحرك الذهن وتدفع إلى المراجعة والبحث
جعلها الله في موازين حسناتك
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[06 Jun 2010, 11:28 م]ـ
حياكم الله وجزاكم الله خيراً
ومن باب الدق على نفس المسمار ..
التعامل مع الشبكة ما هو إلا دخول وخروج.
والدخول والخروج إذا كان على " غرف " أو " حجرات " أو ما في حكمها من البالتوك والشات والماسنجر ومراسلات الإيميل والخاص وغيرها.
فقد تحقق فيها معنى السكنى في البيوت أو الغرف، وإن كانت بيوتاً أو غرفاً افتراضية.
والداخل إلى إحداها داخل في الحكم، والمسلم يسلم في كل دخول وفي كل خروج، وخاصة إذا آنس وجود من يحادثه على الخط (حتى تستأنسوا).
ولعل أحكاماً شريعة كثيرة تبنى على أساس هذا المفهوم، كالتجسس والسرقة والأمانة العلمية والحرمة والتحادث في الخلوات ونحو ذلك
وما أحوج هذه الشبكة المائجة إلى السلام بكل معانيه.
والله أعلم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[07 Jun 2010, 06:53 ص]ـ
صدقت ما شاء الله عليك. وهذه إضافة جليلة تضاف الى ما قاله شيخنا ابا سعد. بارك الله بك استاذ عصام وهذه حقيقة لفتة رائعة وتشبيه بليغ ز