وما الضير في اللباس الأزهري الجميل؟ وما البأس في لباس الجبة الشامية الجليلة؟ وما أحسن لباس السودانيين، وما أفضل لباس المغاربة من البرانس والقُمُص، وكذلك لباس الجزائريين والتونسيين والليبيين، وأَجْمِل بلباس اليمنيين وسائر أهل الجزيرة فلماذا يا عباد الله يلبس العلماء اللباس الإفرنجي "البِذلة"؟ ولماذا يربطون ربطات العنق؟ فما هذا اللباس المذكر لنا بلباس الاستخرابيين المحتلين الصليبيين؟ وما هذا السَمْت الذي يتساوى به المسلمون بغيرهم؟ فانظروا إلى الفارق الكبير في التأثير بين من يلبس ذلك اللباس العربي الإسلامي الأصيل وبين من يلبس ذلك اللباس الإفرنجي البغيض؟!
نعم إن هناك بعض من يلبس اللباس الإفرنجي ويكون لحديثه أثر ولكلامه وقع لكن كيف يكون حاله إذا أضاف إلى حلاوة كلامه جمال لباسه وحسن سمته وزيه؟!
3. فإذا انضم إلى لباس العالم لبستَ الإفرنج حلق اللحية والشارب فماذا بقي للعالم بالله بعد ذلك من أثر وتأثير؟ ولقد رأينا في الفضائيات وفي المحافل والمجامع والمؤتمرات والندوات أشخاصاً مثل هؤلاء لا تكاد تفرق بينهم وبين الفِرَنجة في شيء بل لا تدري ولا تستطيع أن تدري أن هذا من أهل العلم.
ـ ولم يكن أحد من العامة يجرؤ على لبس هذا اللباس قبل حلول الاستخراب ببلادنا ويعاقب على على ذلك إن صنعه بأشد العقوبات، فكيف اجترأ العلماء على هذا اللباس واستسهلوه بعد ذلك؟ إن السبب في هذا هو نشأتهم تحت حراب الاستخراب العالمي، فلما انقلع الاستخراب إلى الأبد إن شاء الله، وانزاح ظله الثقيل من بلادنا استمرأ كثير من طلبة العلم والعلماء هذا اللباس البغيض وأحبوه وتعلقوا به؟ وكان من المظنون بالعلماء والمشايخ أن يكونوا أسرع الناس إلى التخلص من كل آثار الاحتلال البغيضة، ولا والله ما رأينا أحداً من علماء الغرب والشرق يلبس لباسنا ولا يتزيا يزينا لاعتزازهم بلباسهم فلماذا لا نعتز بلباسنا يا عباد الله، خاصة أن فيه موافقة للباس أهل العلم قديماً وحديثاً؟ وأن فيه إحياء للباس التقليدي التراثي الموجود في كل بلاد العرب والإسلام؟ وأن فيه الاعتزاز بذلك كله.
وقد كان السلف على خلاف هذا؛ فقد كان الإمام أحمد يجتمع له في مجلسه زهاء خمسة آلاف، وكان منهم حوالي خمسمائة يكتبون والباقي يتعلمون منه حسن الأدب وحسن السمت.
وكان إبراهيم النخعي يقول: كانوا - أي الصحابة- إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى سمته وإلى صلاته وإلى حاله ثم يأخذون عنه.
وقال سُحنون، كنا نختلف عند البهلول نتعلم منه السمت.
ـ هذا وإن في اللباس الغربي تشجيعاً لطلبة العلم والمشايخ على التفريط في سائر جوانب السمت والهدي الذي ينبغي أن يكون عليه المشايخ وطلبة العلم، مِن حلق للحى والشوارب -كما مَرّ- ومن التدخين!! ومن التهاون في الوقار والهيبة، ومن الاختلاط المخل بين الرجال والنساء وغير ذلك، بينما أهل العلم الملتزمون باللباس الإسلامي والوطني يكون على ظاهرهم هيبة وفي دواخلهم حاجز نفسي يمنعهم من تلك الأمور السابقة الذكر، ويترددون في إظهارها لو ضلوا أو زلوا وهذا هو الأمر الغالب، ولا يمنع هذا التقرير أن يكون من الفريق الأول من هو أتقى وأحسن وأقوم من الفريق الآخر لكن إنما أبني كلامي على الأكثر الذي رأيت والشائع الذي علمت، والله أعلم.
فلذلك كله أدعو طلبة العلم والمشايخ والعلماء إلى نبذ اللباس الغربي إلى غير رجعة وإلى أن يعتزوا بلباسهم الإسلامي الوطني الذي به يعظم تأثيرهم وتُحفظ شخصياتهم، وأن يستمسكوا بسَمْت أسلافهم وهديهم والله الموفق.
المصدر: موقع التاريخ
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Jun 2010, 04:09 م]ـ
لا يستغرب الكلام الطيب من معدنه
نعم الكاتب ونعم ما كتب
وشكر الله لك يا دكتور يسري