( .. وآباء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلافهم كانوا على جاهلية، وشرك، وعبادة للأصنام والأحجار وغيرها. ولا يتوجه عيب أحد منهم بأسلافه وقد يخرج الله من أصلاب المشركين، والكفّار من هو خواص أوليائه وأصفيائه …). الأسنة الحداد في الرد على علوي الحداد
ويقول: (قد كان بلد الشيخ اليمامة، ولم تكن اليمامة مشرق المدينة، بل مشرق المدينة العراق ونواحيه، فاليمامة، ليست مشرق المدينة، ولا هي وسط المشرق بين المدينة والعراق، بل اليمامة شرق مكة المشرفة .. ).
وقد رد العلامة المحدث الشيخ حمود التويجري رحمه الله في رسالته (إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة) على فرية الغماري فكان من رده:
(أن الروايات الواردة في طلوع قرن الشيطان من المشرق كلها عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وقد صرح في بعضها أن المراد بالمشرق أرض العراق فبطل بذلك كل ما يتعلق به الملاحدة على أهل الجزيرة العربية).
ولما زعم الغماري أن المراد بطلوع قرن الشيطان بنجد هو ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- أعقبه التويجري بردٍّ قال فيه:
(وهذا من البهتان والإثم المبين، لكونه وصفهم بصفة ذميمة لم ترد فيهم، وإنما وردت في غيرهم، وقد قال الله تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً)، وقد شهد علماء الدين للشيخ بأنه أظهر توحيد الله، وجدد دينه، ودعا إليه، واعترفوا بعلمه وفضله وهدايته، وأثنوا عليه نظماً ونثراً) إيضاح المحجة.
ويقول الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله - معلقاً على حديث (اللهم بارك لنا في شامنا .. ) بعد أن ساق طرقه ومروياته:
(فيستفاد من مجموع طرق الحديث أن المراد من نجد في رواية البخاري ليس هو الإقليم المعروف اليوم بهذا الاسم، وإنما هو العراق، وبذلك فسره الإمام الخطابي والحافظ ابن حجر العسقلاني … وقد تحقق ما أنبأ به عليه الصلاة السلام، فإن كثيراً من الفتن الكبرى كان مصدرها العراق كالقتال بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، وبين علي والخوارج، وغيرها مما هو مذكور في كتب التاريخ. فالحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم وأعلام نبوته .. ) الإمام محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب لمحمود مهدي الاستنابولي.
ـ[السراج]ــــــــ[28 Jun 2010, 08:42 ص]ـ
وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى رقم (6667):
س: ما هي الفتنة التي يقولها عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث: عن عبد الله بن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو مستقبل المشرق- يقول: «ألا إن الفتنة هاهنا، ألا إن الفتنة هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان»؟
ج: المراد بالفتنة هنا: الكفر، وجاء في رواية مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رأس الكفر نحو المشرق» قال: ألا يجي قوله "رأس الكفر" أي: معظمه في المشرق. انتهى.
ونقل عن القاضي عياض ما نصه: قيل: يعني بالمشرق فارس؛ لأنها حينئذ دار معظمه، ورد بقوله في بقية الحديث (أهل الوبر)، وفارس ليسوا بأهل الوبر، وقيل: يعني نجد مسكن ربيعة ومضر، وهي مشرق؛ لقوله في حديث ابن عمر حين قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لنا في يمننا وشامنا، قالوا: وفي نجدنا يا رسول الله، قال: هنالك الزلازل والطاعون، وبها يطلع قرن الشيطان»، وفي الآخر حين قال: «اللهم أشدد وطأتك على مضر، وأهل المشرق يومئذ من مضر مخالفون له، ولدعائه على مضر في غير موطن، ويقول حذيفة: لا تدع مضر عبداً لله إلا فتنوه وقتلوه، وكذا قال لهم حذيفة حين دخلوا على عثمان وملئوا الحجرة والبيت: لا تبرح ظلمة مضر لكل عبد لله مؤمن فتفتنه فتقتله، وقيل: يعني: ما وقع بالعراق في الصدر الأول من الفتنة الشديدة؛ كيوم الجمل، وصفين، وحروراء، وفتن بني أمية، وخروج دعاة بني العباس، وارتجاج الأرض فتنة، وكل ذلك كان بشرق نجد والعراق، وجاء في حديث الخوارج: "يخرج قوم من المشرق"، والكفر على هذا كفر نعمة، وقيل: يعني: الكفر حقيقة ورأسه الدجال؛ لأنه يخرج من المشرق. انتهى.
وقال النووي في شرح مسلم على قوله صلى الله عليه وسلم: «حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر»: وأما قرنا الشيطان: فجانبا رأسه، وقيل: هما جمعاه اللذان يغريهما بإضلال الناس، وقيل: شيعتاه من الكفار، والمراد بذلك: اختصاص المشرق بمزيد من تسلط الشيطان ومن الكفر، كما قال في الحديث الآخر: «رأس الكفر نحو المشرق» وكان ذلك في عهده صلى الله عليه وسلم حين قال ذلك، ويكون حين يخرج الدجال من المشرق، وهو فيما بين ذلك منشأ الفتن العظيمة، ومثار الكفرة الترك الغاشمة العاتية الشديدة البأس. انتهى.
والظاهر أن الحديث يعم جميع المشرق الأدنى والأقصى والأوسط، ومن ذلك فتنة مسيلمة وفتنة المرتدين من ربيعة ومضر وغيرهما في الجزيرة العربية.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبد العزيز بن باز
نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي
عضو: عبد الله بن غديان
عضو: عبد الله بن قعود
رحمهم الله تعالى جميعاً.
¥