السؤال " رواه الشيخان
16) وإذا كان زوجك عنده بعض المعاصي لله فاحرصي على دعوته إلى الله بالإسلوب الحسن الطيب واجتهدي معه في ذلك أما إذا كان لا يصلي الصلاة المفروضة وامتنع ورفض أن يصلي بعد أن دعوتيه في حدود المشروع والمباح فقدمي أمرك إلى المحكمة لأنه يكون مرتدا ولا يحل لك البقاء معه "
والله الموفق.
كتبه محب الخير بكم / محمد بن شامي شيبه
21 ــ رسالة " عسى وعسى "
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين وبعد:
أيها المسلم ــ أيتها المسلمة:
1) إن كل واحدمنكما معرض للإبتلاء " لأننا نعيش في دار الإبتلاء في هذه الدنيا " لكن ما حالكم وحال العبد أمام هذا الإبتلاء؟ وهو كما يلي:
1) اعلما أن الإبتلاء بالتكاليف الشرعية كالإيمان والصلاة والزكاة وغيرها فهو خير للعبد أن يقوم بذلك لأن فيه نجاته من عذاب الله وفيه فوزه برحمة الله وجنته ورضوانه فقوما بذلك كما أمر الله متابعين رسول الله صلى الله عليه وسلم مخلصين العبادة لله وحده دون سواه.
2) واعلما أن الإبتلاء بالمصائب كالمرض والفقر وموت القريب والإصابات في الجسم وذهاب المال وغير ذلك ففي ذلك خير للمؤمن إذا صبر وقد قال صلى الله عليه وسلم عن المؤمن " إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " " صح " بل إن ما كتبه الله وقضاه على العبد من المصائب قد يكرهه العبد وهو خير له وقد قال تعالى " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم " ولذا أيها المسلم ــ أيتها المسلمة قوما بما يلي:
1) إذا أصيب أحدكما بالمصيبة فليصبر وليحمد الله أو ليسترجع وليدع الله أن يأجره في مصيبته ويخلف له خيرا منها وليتعز بمصيبته برسول الله صلى الله عليه وسلم.
2) وليعلم أن الله عز وجل إنما ابتلاه ليرجع إليه فليرجع إلى ربه خوفا منه ومحبة له وتسليما لأمره وقضائه وليعلم أن الله إنما قضى له خيرا وقد قال تعالى " وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون "
3) وليعلم أن ما أصابه مما يكرهه له فيه خير وعسى أن يكون ما أصابه خيرله مما أحبه وقد يكون حصول ما أحبه يدعوه إلى البطر والكبر والإسراف وبذل النعم في المعاصي فكان ما أصابه من المصائب خيرا له ولذلك يحمد الله على المصائب.
4) واعلما " أيها الرجل والمرأة ممن أصيب " إن ما أصابكما إنما هو لتمحيص الذنوب وتكفيرها وهذا خير عظيم فهو خير من بقاء الذنوب على العبد حتى يؤتى بها يوم القيامة وعسى أنه لو لم يمحص فتكون ذنوبه كثيرة يوم القيامة فيود أنه ابتلى وكفرت ذنوبه فكانت المصائب خير له وقد قال صلى الله عليه وسلم " ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب ولا وهم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة إلا كفر الله بها من خطاياه " رواه الشيخان.
5) واعلما أن المصائب بالبلاء فيه خير عظيم فعسى العبد أن يكره ذلك ولكن الله يريد أن يثيبه ويرفع درجته فيثيبه بالمصائب وذلك خير له وقد قال صلى الله عليه وسلم " يود أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض مما يرون من ثواب أهل البلاء " رواه الترمذي " صح "
6) واعلم أيها المسلم والمسلمة أن ما حصلتم عليه أو تحبون أن تحصلوا عليه من المال والصحة والجاه والولد وغيرها من النعم مما يكون فيه شرلكم فإذا فات ولم يحصل فلا تأسوا على ذلك ولا تفرحوا به فرح البطر وقد قال تعالى " وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرلكم " فقد يحصل لكما المال فيحصل منكما الطغيان وكذلك الولد والصحة فسبحان الله العظيم الذي قضى للمؤمن ما هو خير له وهو سبحانه يعلم ما يصلح لعباده " والله يعلم وأنتم لا تعلمون " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير "
7) إذا فهمتما هذا كله وعلمتما فضل الله على خلقه فلتكن النتيجة لكما ولكل مسلم كما قال تعالى " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم والله لا يحب كل مختال فخور "
" ارجع إلى الله ــ احمده ــ لا تتحسر على ما فات ــ لا تفرح بما جاءك من النعم بطرا "
8) وإذا عرفتما هذا فحققا توحيد الله بعبادته دون سواه وأكثرا من حمد الله وشكره وإرجاع الأمر إليه وأكثرا اللجأ إلى ربكما وأسألاه كل خير وتعوذا من كل شر وكونا ملازمين للتوبة والإستغفار حتى تلقيا الله " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين "
والله الموفق
كتبه محب الخير لكم / محمد بن شامي شيبه
¥