ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[29 Jun 2010, 10:26 م]ـ
وعليه فالقول:
تعرّف فلان إلى فلان، أي قدم نفسه له، أي عرفه بنفسه وأظهر نفسه له
هو جزء من التعرّف، لأن الذي تعرّفه بنفسك يبادلك التعارف فيعرّفك بنفسه، فأنتما تتعرفان!.
ومن معاني صيغة التفعل: الطلب كتبيّن، والتكلف كتحلّم، والحدوث مرة بعد مرة كتجرّع.
ولعل تعرّف إذا مُرّرت على هذه المعاني أفادتها .. فهي طلب، وفي الطلب كلفة لأن المعرفة استجماع معلومات، ولا تكون المعرفة راسخة حتى تكون بعد كر وفر ..
وقول: عرَفته (الثلاثي): لا يكون إلا بعد تعرّف سابق.
والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Jul 2010, 08:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قدوة المتعرفين إلى الله
الأنبياء والرسل خيرة خلق الله وهم أعرف الخلق بالخالق تبارك وتعالى، ولا شك أنهم في القمة من المتعرفين على الله في الرخاء.
لقد وصف الله عبده ورسوله نوحا عليه السلام بقوله:
"ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا"
ولهذا كان جزاءه من جنس عمله فعرفه الله في شدته وذكره بإحسانه في رخائه:
وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (78) سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80)
وخليل الله إبراهيم وصفه الله تعالى بقوله:
"إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ"
ووصفه بقوله: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121)) النحل
لله ما أجملها من أوصاف!
وجاء الجزاء من جنس العمل في وقت الشدة:
(قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71)) الأنبياء
(فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112))
أما الكليم موسى عليه الصلاة والسلام فقد وصفه ربه بقوله:
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا) مريم (51)
يقول بن عاشور رحمه الله تعالى:
"والإخلاص في أمر ما: الإتيانُ به غير مشوب بتقصير ولا تفريط ولا هوادة، مشتق من الخلوص، وهو التمحض وعدم الخلط. والمراد هنا: الإخلاص فيما هو شأنه، وهو الرسالة بقرينة المقام."
وكان جزاءه من جنس عمله في الشدة:
"وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (116) وَآَتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ (117) وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (118) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآَخِرِينَ (119) سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (120) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (121) إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (122) " سورة الصفات
وأيوب عليه الصلاة والسلام وصفه ربه بقوله:
"نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ"
قال بن سعدي رحمه الله:
" {إِنَّهُ أَوَّابٌ} أي: كثير الرجوع إلى اللّه، في مطالبه الدينية والدنيوية، كثير الذكر لربه والدعاء، والمحبة والتأله."
فلما وقع في الشدة ودعا الله تعالى جاء الجزاء من جنس العمل:
¥