تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) " [هود/111 - 117]

فأي شيء ينسب للإسلام ينبغي أن يكون صورة نقية عنه وأن يخلو من المخالفات الشرعية , ووجود خير في قناة لا يعني أنها الصواب , بل وجود باطل يبعدها عن الصواب, وخصوصا مع الإصرار ,ومواكبة القنوات الفاجرة ,

فهل أصبحت الحياة لا تقوم إلا بالطرب والنشيد , والسؤال الذي يجب أن ينتبه له الناس: مكان أي شيء هذه الأناشيد؟ اليست مكان الآيات والسور؟

لقد كان السلف يجتهدون في تربية أطفالهم على حفظ القران والعبادة قبل أن يتعلم باقي العلوم الشرعية , وأصبحنا نربي أطفالنا على ألعاب الفيديوا والأناشيد وبعض الأغاني تجاوزا!!!!

حتى أصبح الكثير من الناس يقول "أوقفت على هذه " , كما قال ابن القيم رحمه الله عن مثلهم:

ويقول قائلهم: أخوض النار في /// نزر يسير ذاك عين خبال

ثقل لى الميزان إني خائض//// للمنكبين أجر بالأغلال

نعوذ بالله من الإنحراف والهوى , فكل انحراف هو طريق إلى النار ,وعندما قيل لمالك إن في أطراف المدينة غناء وهو يقول بعمل أهل المدينة ,قال لهم:إنما يفعله الفساق ,أو بعبارة نحوها.

وهنا أحب أن أنبه أن أغلب من تكلم عن الغناء من العلماء ,تكلموا عن الغناء الصوفي الذي أغلبه مدح للنبي وممزوج بالذكر , فما بالك فيما نراه اليوم:

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

نبذوا كتاب الله خلف ظهورهم * نبذ المسافر فضلة الأكال

جعلوا السماع مطية لهواهم * وغلوا فقالوا فيه كل محال

هو طاعة هو قربة هو * سنة صدقوا لذاك الشيخ ذي الإضلال

شيخ قديم صادهم بتحيل * حتى أجابوا دعوة المحتال

هجروا له القرآن والأخبار * والآثار إذ شهدت لهم بضلال

ورأوا سماع الشعر أنفع للفتى * من أوجه سبع لهم بتوال

تالله ما ظفر العدو بمثلها * من مثلهم واخيبة الآمال

نصب الحبال لهم فلم يقعوا بها * فأتى بذا الشرك المحيط الغالي

فإذا بهم وسط العرين ممزقى * الأثواب والأديان والأحوال

لا يسمعون سوى الذي يهوونه * شغلا به عن سائر الأشغال

ودعوا إلى ذات اليمين فأعرضوا * عنها وسار القوم ذات شمال

خروا على القرآن عند سماعه * صما وعميانا ذوي إهمال

وإذا تلا القارى عليهم سورة * فأطالها عدوه في الأثقال

ويقول قائلهم: أطلت وليس ذا * عشر فخفف أنت ذو إملال

هذا وكم لغو وكم صخب وكم * ضحك بلا أدب ولا إجمال

حتى إذا قام السماع لديهم * خشعت له الأصوات بالإجلال

وامتدت الأعناق تسمع وحى * ذاك الشيخ من مترنم قوال

وتحركت تلك الرءوس وهزها * طرب وأشواق لنيل وصال

فهنا لك الأشواق والأشجان * والأحوال لا أهلا بذي الأحوال

تالله لو كانوا صحاة أبصروا * ماذا دهاهم من قبيح فعال

لكنما سكر السماع أشد * من سكر المدام وذا بلا إشكال

فإذا هما اجتمعا لنفس مرة * نالت من الخسران كل منال

يا أمة لعبت بدين نبيها * كتلاعب الصبيان في الأوحال

أشمتمو أهل الكتاب بدينكم * والله لن يرضوا بذي الأفعال

كم ذا نعير منهم بفريقكم * سرا وجهرا عند كل جدال

قالوا لنا: دين عبادة أهله * هذا السماع فذاك دين محال

بل لا تجىء شريعة بجوازه * فسلوا الشرائع تكتفوا بسؤال

لو قلتمو فسق ومعصية وتزيين * من الشيطان للأنذال

ليصد عن وحى الإله ودينه * وينال فيه حيلة المحتال

كنا شهدنا أن ذا دين أتى * بالحق دين الرسل لا بضلال

بينما نرى السلف يحثون أطفالهم على حضور حلقات العلم ولتلطيف الكلام أضع لكم هذه القصة اللطيفة دون حذف السند لتعلق أخره بالسند, قال الخطيب البغدادي في كتابه الكفاية في علم الرواية:

"أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أنا عبد الله بن موسى السلامي، فيما أذن لنا أن نرويه عنه قال: سمعت عمار بن علي اللوري يقول: سمعت أحمد بن النضر الهلالي، قال: سمعت أبي يقول: كنت في مجلس سفيان بن عيينة فنظر إلى صبي دخل المسجد، فكأن أهل المجلس تهاونوا به لصغر سنه، فقال سفيان: (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم) ثم قال: «يا نضر، لو رأيتني ولي عشر سنين، طولي خمسة أشبار، ووجهي كالدينار، وأنا كشعلة نار، ثيابي صغار، وأكمامي قصار، وذيلي بمقدار، ونعلي كآذان الفار، أختلف إلى علماء الأمصار، مثل الزهري وعمرو بن دينار، أجلس بينهم كالمسمار، محبرتي كالجوزة، ومقلمتي كالموزة، وقلمي كاللوزة، فإذا دخلت المجلس قالوا: أوسعوا للشيخ الصغير، أوسعوا للشيخ الصغير، قال: ثم تبسم ابن عيينة وضحك، قال أحمد وتبسم أبي وضحك، قال عمار وتبسم أحمد وضحك قال أبو الحسن السلامي وتبسم عمار وضحك، قال القاضي: وتبسم السلامي وضحك، وتبسم أبو العلاء وضحك، وتبسم أبو بكر الحافظ وضحك، وتبسم شيخنا أبو عبد الله وضحك، قال سيدنا ابن المقدسي: وتبسم شيخنا الإمام الحافظ أبو طاهر السلفي وضحك» "الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي - (ج 1 / ص 162)

وأشهد الله أني أُبغض كل من يسعى لتمييع الدين تحت أي مسمى ,فكما قال ابن مسعود:" وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ" سنن الدارمي - (ج 1 / ص 233)

وللأسف أصبحت هذه قنوات إسلامية ,فلا غرابة فالبنك الإسلامي عندنا يبيع ما لا يملك , ثم عندنا شركة تأمين إسلامية تزعم أنها تضامنية ولا يوجد فرق بينها وبين باقي شركات التأمين إلا الاسم , والدعاية لها أنها مجازة من قبل العلماء!!!. وكل من درس التأمين الموجود في بلدنا يعلم أنه ليس تأمينا تضامنيا ,ليت الأمر يتوقف هنا بل الأغرب أن غير المسلمين أصبحوا يعاملوننا كسذج حتى وجدت على كيس السكر كلمة "حلال"فلعلهم قد ذبحوا القصب أو الشمندر على الطريقة الإسلامية .....

وأُذكر بهذا البيت من السابق:

يا أمة لعبت بدين نبيها * كتلاعب الصبيان في الأوحال

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير