تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1 - أنَّ مراقبة الله سبحانه وتعالى خلق عمليُّ لا بد لنا من التحلي به في كل شؤوننا ونتدرب عليه ونتواصى به دوماً، وليس مجرد دعاوى دون حقيقة، فليس كل ما يخطر ببالك تكتبه حتى تقدر المصالح والمفاسد ولا مانع من الاستشارة في الأمر قبل نشره، ولذلك فإنَّني أُقدِّرُ عقلَ وحكمةَ كثير منكم عندما يستشيرني - وإن كنت عند نفسي أقل من أكون مستشاراً لمثلكم - في نشر الموضوع الفلاني أو لا، وهل هذه العبارة مناسبة أم لا، وهم أعلم مني وأخبر في كثير من الأحيان، فيكون في الاستشارة بركة وخير.

2 - أنَّ الكلمة الطيبة في النقد والرفق فيه أولى من الغلظة والشدة إلا في القليل النادر، وأن تعويد النفس على ذلك خُلُقٌ لا بُدَّ لنا من التخلُّقِ به بقدر استطاعتنا، فكلنا نرتكب أخطاء تتفاوت درجاتها، ولكنَّ الواجب علينا الرجوع للحق فوراً وقَهر النفوس على ذلك؛ فنفوسنا لو أطعناها جَمَحَتْ بنا جُمُوحاً بعيداً عن الحقِّ، ففيها من الكِبْرِ والغُرور وحُبِّ الانتصار وغيرها من خفايا الطبائع الكثير، ولو أطعناها خسرنا كثيراً ورجعنا عند التحصيل إلى تصرفات أهل الجهل، ومجافاة أخلاق أهل العلم والفضل الذين ندعي الانتساب إليهم، ونَحن نسأل اللهَ كُلَّ يومٍ أن يكفينا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.

3 - التماس العذر لإخواننا الذين بدرت منهم مثل هذه العبارات في حق بعضنا، فأخي تيسير الغول وأخي السراج وبقية المعقبين الموافقين والمخالفين لم يكتبوا ما كتبوا إلا محبة للحق والخير والجمال، ورغبة في الكمال، وحرصاً على الأمة، وليس بغضاً ولا تكفيراً ولا دعوة للجهل والظلم. واستحضار هذا عند الردود يدفعنا لاختيار أحب العبارات للنفوس، وأقدرها على الوصول إلى عقل وقلب المحاور حتى تصل الفكرة بهدوء، بعيداً عن الضجيج والصخب، وأنا لا أمل ولن أمل من التأكيد على هذه الحقائق فتحملوني واصبروا، وأرجو إن أنتم صبرتم أن تحمدوا عاقبة ذلك في كل أموركم.

4 - هذا درسٌ لنا في أدب الحوار، وما أكثر ما تتكرر علينا هذه الدروس، ولكنها - شعرنا بذلك أم لم نشعر - أسهمت في تهذيب أخلاقيات الحوار لدينا في الملتقى، وأنا شخصياً من أكثر المنتفعين من ذلك، وقد أعانتنا على تهذيب أخلاقنا كثيراً، وأنا شخصياً مدين لكم في هذا الملتقى بكثير من الأخلاقيات الراقية التي تعلمتها منكم، وما كنا لنتعلمها لولا مثل هذه المشاجرات، والحِلْم والصبر لا يظهر في مواطن السعة وإنما في مواطن النزاع والسجال، والمرء يتعلم من أخطائه أكثر مما يتعلم من صوابه، وفي ذلك عبرة وعظة.

وأخيراً أقول:

اللهم اغفر لي ولإخواني الذين شاركوا في هذا الحوار، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا، واجعل ما نكتبه في هذا الملتقى حجةً لنا لا علينا، ورفعةً في درجاتنا، اللهم أصلح أحوالنا، واهد إخواننا في هذه القنوات للحق والصواب ودلهم عليه، وانفع بهم وبجهودهم.

الأربعاء 25/ 7/1431هـ

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير