تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن ما يربطنا بالمسجد الأقصى أكبر من مجرد مكان أو مسجد أو حرم، إنه عنوان وجودنا، ودليل ريادتنا، وموطن مكانتنا .. وحنيننا إليه ليس حنين مكان فقدناه، ولكنه حنين عاشقٍ يعلم ألا كيان له ولا وجود إلا بكيانه وبوجوده.

إن حاجتنا للمسجد الأقصى أكثر مئات المرات من حاجته إلينا لو كنا نعلم. ونتوقف عند "الامتداد" .. حيث علَّمتنا رحلة "الإسراء والمعراج" أن المسلم شخص ممتدٌّ بوجوده وبكيانه وبخيره على العالَمين. شخص يرتبط في لحظة واحدة مع المسجد الحرام وكل من يتجه إليه، ومع كل الرسالات السابقة عبر المسجد الأقصى ومن صلى فيه من الأنبياء -عليهم السلام- ومن ثَمَّ من تبعهم، ومع كل أهل السماء عبر المعراج إليها وإليهم.

والمسلم أيضا شخص موصول بخالقه -تعالى- يستمد منه اليقين والسكينة في داخله، والعون والمدد والعزم في خارجه، ويلقي على أعتابه تعبه وعناء مسيره، ليتجدد ويبدأ كما لو يبدأ أول مرة. وشخص حمَّلته رحلة "الإسراء والمعراج" واجبات ومسئوليات نحو العالَمين، لا يكون فيها مسلمًا إلا إذا أداها وقام بها حق القيام.

هذا ما أخبرتنا به رحلة "الإسراء والمعراج" .. نتذكرها وأحداثها، وكيف كانت مفتاح الريادة والمكانة والهداية للإنسانية .. وتتدافعنا العواطف نحو أشخاصها وأماكنها .. وتلقي علينا تفاصيلها بظلال الفخار والانتماء لهذا الدين .. ونجلس دائما أمام أشخاصها .. نحبهم .. وننهل منهم حتى الارتواء .. ولكن .. تبقى في النفس غصة حين نتذكر أماكنها .. لأن ريادتنا تائهة .. ومكانتنا بعيدة المنال، حتى يعود مفتاحنا ومعبرنا إلى أحضاننا .. وحتى يتوقف "المسجد الأقصى المبارك" عن الشكوى والأنين والألم.

هذه ذكرى "الإسراء والمعراج" .. نتذكرها .. ونفخر بها .. لكنها تبقى ذكرى ناقصة .. حزينة .. دامعة، حتى نقوم بدورنا، وبمسئوليتنا، وبواجبنا، نحو ربنا .. ومسجدنا .. والعالم من حولنا.

المصدر:موقع إسلام أونلاين ( http://www.islamonline.net/arabic/daawa/2002/10/article06.shtml)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير