[التبادل المعجمي في المواقع التركيبية]
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[13 - 06 - 2005, 10:56 ص]ـ
[التبادل المعجمي في المواقع التركيبية]
أولا: تبادل الاسماء والأفعال في القراّن الكريم
يرى بعض النحاة أن المبتدأ والفاعل ونائب الفاعل لا تأتي إلا أسماء، وهي من القضايا المختلف عليها بينهم. ولكن جاء في القراّن الكريم قوله تعالى"أفلم يهد لهم كم أهلكنا" (طه 128) ويبدو لي أن مجيء الفاعل جملة أو (على صورة الجملة) (1) هو شيء يتطلبه المعنى،،ففي الاّية السابقة حلت "كم أهلكنا" محل الاسم "إهلاكنا"لغرض التكثير، فالمعنى مع الاسم غيره مع الجملة.
كما قال تعالى"ومن اّياته يريكم البرق خوفا وطمعا" (الروم24) فالفعل يريكم يعبر عن التجدد والاستمرارأكثر من رؤيتكم أو إراءتكم.
وقال تعالى"سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم "فقد جاء المبتدأعلى صورة الجملةللدلالة على أن هؤلاء القوم متشددون في مواقفهم وثابتون عليها ولوتم الإنذار مرة بعد مرة.
وقال تعالى"سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون (الأعراف193) "فجاءت الجملة من المبتدأ والخبر موضع الفعل والفاعل لأن الأصل في المعادلةأن تكون الثانية كالأولى نحو"أدعوتموهم أم صمتم" (2).وتقول العرب: قد عُلِم أزيد في الدار أم عمرو، وقد قيل: زيد منطلق، وهو موجود في كلام العرب كثيرا وفي القراّن (3).
وبالتالي، وإن كان الغالب مجيء المبتدأ والفاعل ونائب الفاعل أسماء، إلا أن هذا لا يمنع من وقوعها جملة إذا كان المعنى يتطلب ذلك.
ثانيا: التنويع بين حروف الجر
ورد في قصة سيدنا موسى مع فرعون قوله تعالى: ولأصلبنكم في جذوع النخل" والصلب عادة يكون على الشيء وليس في الشيء فلماذا قال تعالى " ولأصلبنكم في جذوع النخل"؟ وليس على جذوع النخل؟
من المعروف أن هذه الاّية تتحدث عن الغضب الذي أصاب فرعون عندما اّمن السحرة بسيدنا موسى، حيث قال لهم "فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ......... "ففرعون كان يمر بحالة غضب شديد، ويريد أن ينتقم من السحرة، ولهذا فصلبهم على جذوع النخل لا يكفيه، ولا يشفي غليله، بل الذي يشفي غليله هو أن يجعلهم من شدة الصلب وكأنهم حالين في الجذع، أو كأنهم جزء من الجذع الذي صلبوا عليه، ولهذا اختار حرف الجر (في) بدلامن (على) لأن على لا يفي بالمعنى المقصود، وفي رأيي أن القول بأن (في) هنا بمعنى (على) ليس دقيقا.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة على وقتها، ........... "أترى أن أفصح الخلق لا يعرف أن الصلاة تصلى في وقتها؟،ولكنه اختار حرف الجر (على) الذي يفيد الاستعلاء بدلا من (في)،من أجل أن يحث المسلمين على التعجيل في إقامة الصلاة بعد انتهاء الأذان مباشرة، فهو يريد منهم الصلاة في أول وقت الصلاة أو بدايته، وحرف الجر في لا يفي بالغرض المقصود. وفي رأيي كذلك أن القول بأن على بمعنى في ليس دقيقا.
ولهذافالكلام اختيار وتأليف بحسب الأهمية.
والله أعلم