تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تمايز الصحة النحوية للتراكيب (1)]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[17 - 07 - 2005, 01:14 م]ـ

تمايز الصحة النحوية للتراكيب في مجال العلامة

درس النحاة الظاهرة اللغوية دراسة تركيبية تعتني بالظاهرة اللغوية نفسها، وقد اعتمد النحاة على معيار منزلة المعنى للتفريق بين مستويات الصحة النحوية للتراكيب من حيث الوجوب والمنع والجواز كما في الأمثلة التالية:

يقول سيبويه يجوز أن نقول: مررت ببر قفيزا بدرهم

ولا يجوز: مررت ببر قفيزٍ بدرهم

فلا يجوز أن نجعل القفيز تابعا للبر على النعت لأنه لا ينعت بالجوهر، لأن النعوت تحلية والجواهر هي المنعوتات، فالنعت لا يأتلف معنويا مع المنعوت إذا كان النعت جوهرا، ولكن يجوز أن تجعل القفيز منصوبا على الحال لأن الحال مفعول فيها فالشيء قد يكون حسنا إذا كان خبرا وقبيحا إذا كان صفة، فالجر غير جائز لضعف العلاقة المعنوية أما النصب فجائز بسبب التوافق المعنوي، وكأننا نقول مررت ببر هكذا حاله أو مسعر قفيزا بدرهم (1)

ويقول سيبويه: ومماجرى نعتا على غير وجه الكلام،

هذا جحر ضب خربٍ

والأصل هذا جحر ضب خرب ٌٌ

والوجه الرفع وهو أكثر كلام العرب وأفصحهم وهو القياس، لأن الخرب نعت للجحر رفع ولكن بعض العرب يجره (2)

وسبب كون الرفع هو الوجه هو أن النعت مبني على المنعوت وعلاقته المعنوية معه وليس مع الضب، ولا علاقة معنوية بين الضب وخرب ولكن بعض العرب يجره من أجل التناسب اللفظي.

وكلام سيبويه يدل على أن أكثرية العرب تراعي منزلة المعنى في كلامها والأقلية تراعي منزلة اللفظ.

والله أعلم


(1) الكتاب-ج 1 - ص 396

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير