[كيف تكتسب اللغة قيمتها؟]
ـ[جمال تركي أبونعاج]ــــــــ[15 - 06 - 2005, 03:41 م]ـ
يمكن أن يسأل الواحد منا، أسئلة كثيرة للوصول إلى إجابة محددة على السؤال عنوان الموضوع. من ذلك مثلا، تساؤلك وأنت تكتب اسمك كاملا، ثم تحلله كلمة كلمة، وصوتا (حرفا) صوتا، من أين اكتسب هذا الاسم معناه؟
ويجرنا السؤال السابق إلى أسئلة كثيرة تقودنا إلى حكمة، لخصها ربنا جل وعلا في آية بل آيات كثيرة، نذكرها في موقعها المناسب، بإذن الله.
من الأسئلة، مثلا:
س1 - ما الذي يجعل العملة الورقية تكتسب قيمتها دونا عن سائر الورق؟ وهل يمكن أن تفقد قيمتها؟
س2 - ما الذي يجعل الفاكهة أو الخضروات تكتسب قيمتها؟ والسؤال بصورة أخرى، ماذا لو كانت كل الخضروات أو الفواكه على صورة واحدة أو بطعم واحد؟
س3 ما الذي يجعل المفاتيح عموما تكتسب قيمتها؟
س4 - ما الذي يجعل الذهب والجواهر يكتسب قيمته؟
أما الجواب باختصار فيكمن في صفتي الاختلاف والتجميع في نظام محدد في بيئة اجتماعية محددة.
ولتبسيط ذلك، نقول: لو سألنا سائل: ما معنى الصوت (بْ، أوتْ، ... )؟ لكان الجواب لا معنى لها؟ أو لا أدري. ولو سألنا: من أين أكتسب الفعل (كتب) معناه؟ لقال القائل من العرب. ولو سألنا: كيف سيكون المعنى، لو كانت الأصوات (الحروف) متشابهة، نحو (ككك) أو (تتت) أو (ببب)؟ لكان الجواب لا معنى لها.
من هنا فإن اختلاف الأصوات (ك ت ب)،ثم تجميعها، يجعل منها خطوة أولى لاكتساب قيمتها. ومعنى ذلك، ليس كل تجميع أصوات مختلفة، يعطي معنى؛ لأنها لم تخضع لاستعمال الجماعة اللغوية أو لأنها لم تخضع لنظام الجماعة. ومثل، أن تجمع ثلاثة أحرف أو أكثر من لوحة المفاتيح بصورة أفقية أو عامودية. نحو (دجح) أو (ثصض) وغيرها.
وما ينطبق على كلمة (كتب) ينطبق على جملة (كتب المشارك موضوعا مفيدا).حيث أن قيمة هذه الجملة نابع من اختلاف الكلمات المتجاورة وتجميعها في نظام أو قوانين لغوية يجعلها تقوم بوظيفتها. ولعلي استطيع الآن أن أذكر بقول الله جلت حكمته: (ومن آياته اختلاف ألوانكم وألسنتكم .... ).هذا الاختلاف هو الذي يمكنه أن يفسر قيمة الحياة وقيمة الوجود. وقد يختزل هذا الاختلاف إلى ثنائية الذكر والأنثى. فسبحان الله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى. وللحديث بقية بإذن الله. والسلام
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 10:23 ص]ـ
أخي تركي
شكرا لك
تكتسب اللغة من القبول الاجتماعي لها كما ذكرت وإن لم يحصل القبول الاجتماعي لها ستموت، وقد تحيا كلمات ماتت، وهي موجودة في بطون الكتب فقط، إذا أعاد الناس استخدامها.
ولو قالت العرب هرب بدل ضرب لاستخدمناها كما هي (هرب) فهي عبارة عن رمز له دلالة معينة يتفق عليه الجميع وإن لم يتفق عليه الجميع صار لاقيمة له. والله أعلم