تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[بين النحوي والشاعر]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[10 - 07 - 2005, 01:52 م]ـ

[بين النحوي والشاعر]

سأل عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي الفرزدق يوما: كيف تنشد هذا البيت:

وعينان قال الله كونا فكانتا فعولان بالألباب ماتفعل الخمر

فأنشده الفرزدق: فعولان، فقال له عبدالله: ما كان عليك لو قلت فعولين؟ فقال الفرزدق: لو شئت أن أسبح لك لسبحت ونهض فلم يعرفوا مراده، فقال عبدالله: لوقال فعولين لأخبر أن الله خلقهما وأمرهما، ولكنه أراد أنهما تفعلان ماتفعل الخمر. والنصب يجعل فعولين خبرا لكان، والرفع يقطع صلتها بكان لأن كان تصبح عندها تامة

مايهمني من هذه القصة هو قول الحضرمي: ما عليك لو قلت فعولين؟ فهذا يعني أن المتكلم هو الذي يتحكم بالعلامة الإعرابية تبعا للمعنى المقصود، وأن هذه العلامة إشارة إلى منزلة المعنى ونابعة من علاقة الكلمة بغيرها من الكلمات داخل التركيب، وأن الظاهرة اللغوية يمكن تقليبها رأسيا على عدة أوجه وكل وجه له معنى، كقولنا:

ما جاء طالب نشيطا و

ماجاء طالب نشيطٌٌ

ونشيطا مبنية على جاء ونشيط مبنية على طالب

والله أعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير