[التقدير وإفساد المعنى]
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[29 - 06 - 2005, 11:53 ص]ـ
[التقدير وإفساد المعنى]
قال تعالى: وإن أحد من المشركين استجارك فأجره"
والنحاة يرون بضرورة تقدير فعل قبل أحد، وفي رأيي أن (أحد) تقدم بالمكانة فصارت وإن أحد ولم يتوقف الامر على تقدم أحد بل تبعه (من المشركين) لانه نعت له وهو اهم من الخبر استجارك، كما ان بقاء استجارك في مكانه يثير اللبس، وكأن أحد يستجير من المشركين.
وقد تم العدول من أجل التركيز على الشخصية المستجيرة وليس على فعل الاستجارة، فهنا تخصيص.
وفي رأيي أن هذا التركيب لا يحتاج الى تقدير لان التقدير في النحو العربي يكون بقدرمعين يستقيم معه التركيب ويكون المعنى متطلبا لذلك كما قدروا وقالوا (أصاب) القرطاس والله، وقدروا زيد (كائن) في الغرفة، لان التركيب بحاجة اليه، أما هنا فالمعنى لا يتطلب التقديرولا داعي لتقدير فعل قبل المبتدأ غير تقديس القاعدةوإخضاع المطلق للثابت لان التقدير هنا يؤدي الى فساد المعنى الذي تم التقديم من أجله وهو التخصيص، وليس بعزيز على الله أن يقول: وإن استجارك أحد من المشركين.
والله أعلم
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[02 - 07 - 2005, 03:25 ص]ـ
أخي عزام
الشرط يتطلب الفعل بخلاف الجزاء، لأن الاشتراط لا بد أن يكون عن طريق حدث يترتب على وقوعه أمر ما هذا الأمر يمكن الإخبار عنه بالجملة الفعلية أو الاسمية خبرا وإنشاء. ولذلك لا يستقيم أن تضع الاسمية شرطا كأن تقول: إن زيد أخوك أكرمته، فلا بد فيه من الفعل، كأن تقول: إن كان زيد أخاك أكرمته، ولذلك حكم النحويون بأن (إن) الشرطية لا تدخل إلا على الأفعال لفظا أو تقديرا، ففي قوله تعالى: وإن أحد من المشركين استجارك فأجره، نقول إن التقدير: إن استجارك أحد من المشركين استجارك، وليس فيه لبس، لأن (من المشركين) جاءت بعد (أحد) مباشرة، ولو كان التقدير: وإن استجارك من المشركين أحد، لكان فيه لبس، أما لماذا قدم (أحد) وأضمر فعله، فللتأكيد على أمر الاستجارة، فالإضمار قبل الذكر يهيئ السامع ليقع الذكر من نفسه موقع الماء من ذي الغلة الصادي بردا وسلاما.
فليس في الأمر إخضاع المطلق للثابت، ولا يؤدي التقدير النحوي لفساد المعنى مطلقا.
جاريتك في استعمال تعبير (إخضاع المطلق للثابت) ما المطلق وما الثابت في هذه القضية. أنا فهمت أنك تقصد إخضاع المطلق للمقيد أو الكلي للجزئي، بمعنى إخضاع اللغة لقواعد ضيقة فهل هذا قصدك أم أنني أسأت فهما فأسات جابة؟ نعوذ بالله من إساءة الفهم والجابة.
مع التحية الطيبة.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[02 - 07 - 2005, 11:37 ص]ـ
أخي الأغر:
تقديس القاعدة او اخضاع اللغة للقاعدة او اخضاع المطلق للثابت كلها بنفس المعنى وتعني تحكم القاعدة في اللغة والشواهد اللغوية.
النحاة يقولون: هذا الفعل واجب الحذف، اليس كذلك؟ فاذا كان واجب الحذف فلماذا نقدره؟ الا يعتبر قولهم ان هذا الفعل واجب الحذف أن هذا التركيب مستقيم بدون التقدير؟
ولكن القاعدة عندهم تقول: إن (اذا ولو وان ................. الخ مختصة بالفعل، وإذا جاء شاهد لغوي من القراّن او الشعر او النثر فيجب ان يطوّع من اجل ان ينسجم مع القاعدة النحوية، أو كما قال ابو حيان -رحمه الله- ما حاد عن الجادّة يجب ان يعود اليها.
تحيتي لك
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[09 - 07 - 2005, 12:49 ص]ـ
أخي عزام
تقول: (النحاة يقولون: هذا الفعل واجب الحذف، اليس كذلك؟ فاذا كان واجب الحذف فلماذا نقدره؟)
فهل يعني هذا أن نلغي التقدير؟ وإذا ألغينا التقدير فكيف نفسر المنصوبات أو المرفوعات التي حذفت عواملها جوازا أو وجوبا؟ فلنقل إنها هكذا وردت عن العرب، وبذلك نريح أنفسنا من عناء التقدير. ما رأيك؟
أريد أن أعرف مذهبك أخي الكريم فقد قرأت لك كلاما تقر فيه بأنه يجب التزام ما يمليه المعنى من التقديم والتأخير حتى في تقدير المحذوف؟
فأي كلاميك معتمد لديك؟
مع التحية.