تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تمايز الصحة النحوية للتراكيب (3)]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[19 - 07 - 2005, 06:52 م]ـ

تمايز الصحة النحوية للتراكيب في مجال الصيغة

يقول سيبويه: وزعم الخليل أنه يستقبح أن تقول: قائم زيد (على اعتبار ها جملة فعلية) وذلك إذا لم تجعل (قائم) خبرا مقدما مبنيا على المبتدأ فإذا لم يريدوا هذا المعنى (معنى الجملة الاسمية) قبح"

ولكن لماذا يقبح اعتبار الجملة فعلية؟ لأن صيغة الوصف لم تأت على الشكل الصحيح، حيث قال النحاة أن الوصف يجب أن يعتمد على نفي أو استفهام، من أجل أن يكون مبنبا على النفي أو على الاستفهام وليس على المبتدأ المتأخر، وبهذا يفقد علاقته مع المبتدأالمتأخر، وعندها يصح اعتبار (زيد) فاعلا لاسم الفاعل وإن لم يعتمد على النفي أو الاستفهام بقيت علاقته مع المبتدأ المتأخر ولا يجوز اعتباره فاعلا.

يقول ابن يعيش"وجملة الصفة يجب أن تكون خبريةلأن الغرض من الصفةالإيضاح والبيان، بذكرحال ثابتة للموصوف يعرفها المخاطب له ليست لمشاركه في اسمه، والأمر والنهي والاستفهام ليست بأحوال ثابتة للمذكور يختص بها" (1) يتحدث ابن يعيش هنا عن منزلة المعنى وأهميته بين الصفة والموصوف، فالجملة الاستفهامية مثلا لا تأتلف مع الموصوف ولا تبنى عليه لأنها لا تفيد، ومن أجل هذا تأول النحاة الجملة الاستفهامية وجاءوا بجملة خبريةلأنها مفيدة، ويستشهد النحاة على هذا ببيت الشعر:

حتى إذا جن الظلام واختلط جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط

حيث تأولوا الصفةوهي جملة: هل رأيت .... بجملة خبرية، وقدروها: مقول فيه ذلك .......... إلخ (2) أو لونه لون الذئب والمعاني منسجمة بين الصفة والموصوف مع الجملة الخبرية، ولكنها ليست متوافقة بينهما إن كانت الجملة استفهامية، ولذلك تم استبدالها بالجملة الخبريةمن أجل الفائدة، وما لم يحسنه الشاعر بسبب الضرورةحيث أجبر على تعديل اختياره على المحور الرأسي من أجل الضرورة، أحسنه النحاة عن طريق التأويل، وربما اختار الشاعر الجملة الاستفهامية عمداولا حاجة للتأويل، وهو كثير ومستعمل (3)


(1) ابن يعيش -ج 3،ص 53
(2) انظر تأويلات النحاة في معاني النحو -للدكتور فاضل السامرائي
(3) السابق

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير