[تساؤلات في خصائص ابن جني]
ـ[أنا البحر]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 01:25 ص]ـ
لقد بدأت في قراءة كتاب الخصائص لابن جني و من خلال قرائتي لبعض الأبواب تبادر إلى ذهني بعض الأسئلة فأحببت أن أنهل من علم أصحاب الفصيح
و الأسئلة كالتالي:
1 - الضمير أعرف المعارف (لماذا؟)
2 - ما معنى قول العرب "عسى الغوير أبؤسا"
3 - يقول ابن جني في باب في مقاييس العربية: "و اعلم أن العرب تؤثر من التجانس و التشابه و حمل الفرع على الأصل , ما إذا تأملته عرفت منه عنايتها بهذا الشأن , و أنه منها على أقوى بال , ألا ترى أنهم لما أعربوا بالحروف في التثنية و الجمع الذي على حده , فأعطوا الرفع في التثنية الألف , و الرفع في الجمع الواو, و الجر فيهما الياء , و بقي النصب لا حرف له فيماز به , جذبوه إلى الجر فحملوه عليه دون الرفع , لتلك الأسباب المعروفة هناك , فلا حاجة بنا هنا إلى الإطالة بذكرها "
ما الأسباب المعروفة التي يقصدها ابن جني؟؟؟
4 - هل هناك كتاب حديث يوضح أو يشرح ما استغلق من كتاب الخصائص؟؟؟
و أخير أزجي الشكر الجزيل لكل أهل هذا المنتدى الذي استفدت منه ما يعجز اللسان عن التلفظ به
ـ[محمد عبدالله محمد]ــــــــ[16 - 07 - 2005, 07:59 م]ـ
أرجو أن أفيدك:
الضمير أعرف المعارف (لماذا؟)
تعتمد المعارف على المتكلم والمخاطب، ومدى معرفتهما للمتكلم عنه.
فإذا كان المتكلم عنه المتكلم نفسه، أو من يخاطبه، فلا شك أن هذا أسمى مستوى المعارف، فأنا أعرف الناس بي، ولن أتكلم عن شخص أمامه إلا إذا كنت أراه وأعرفه.
فإذا قلت أنا أقوم، عرف المستمع منك مدلول كلامك، وأنك أنت القائم، ومثله: أنت تقوم.
وقريب منهما هو يقوم، إذ يفهم السامع من الضمير هذا مقصود المتكلم منه، وإلا احتاج إلى مزيد بيان.
ولا يتوفر ذلك فيما عداه من المعارف، فالعلم مثلا يحتاج في الغالب إلى البدلية أو الوصفية، كأن تقول: محمد بن عبدالله قام، أو محمد رسول الله ... ، أو أحمد الطويل، أو عمر الفاروق ... ، أو أبي بكر الصديق .... إلخ
ومثله اسم الإشارة: هذا الرجل قادم، وذلك الولد يلعب.
بينما استغنت الضمائر عن البدلية والوصفية.
وأبعد منهم اسم الموصول الذي لا يستغني عن صلته.
ما معنى قول العرب "عسى الغوير أبؤسا"
ارجع إلى كتب الأمثال تجد مبتغاك.
يقول ابن جني في باب في مقاييس العربية: "و اعلم أن العرب تؤثر من التجانس و التشابه و حمل الفرع على الأصل , ما إذا تأملته عرفت منه عنايتها بهذا الشأن , و أنه منها على أقوى بال , ألا ترى أنهم لما أعربوا بالحروف في التثنية و الجمع الذي على حده , فأعطوا الرفع في التثنية الألف , و الرفع في الجمع الواو, و الجر فيهما الياء , و بقي النصب لا حرف له فيماز به , جذبوه إلى الجر فحملوه عليه دون الرفع , لتلك الأسباب المعروفة هناك , فلا حاجة بنا هنا إلى الإطالة بذكرها "
ما الأسباب المعروفة التي يقصدها ابن جني؟؟؟
كلام ابن جني عميق، ويحتاج إلى قراءة النص من أوله، أعني أول الفصل المذكور، وما سبق في كتابه فإنه كثيرا ما يحيل.
لكن من النظرة الأولى غير المحققة أقول: لعله يقصد بالأسباب اتفاق النصب والجر في الأحكام النحوية والصرفية، أعني بذلك: لما كان ما يجمع بألف وتاء، ومثله الممنوع من الصرف يستوي فيه النصب والجر، ولم تستو حركة الرفع والنصب في شيء، لذا حملوا النصب على الجر في المثنى وجمع المذكر السالم.
هل هناك كتاب حديث يوضح أو يشرح ما استغلق من كتاب الخصائص؟
لا أعرف كتابا يشرح ما استغلق من كتاب الخصائص، لكن باستطاعتك الاستعانة بفهرسة شيخنا الدكتور عبدالفتاح سليم عافاه الله.
ـ[أبومصعب]ــــــــ[17 - 07 - 2005, 03:12 م]ـ
الضمير أعرف المعارف (لماذا؟)
1 – الضمير معرفة لأن حد المعرفة ما خص الواحد من جنسه، وحد النكرة ما لم يخص الواحد من جنسه وقبل دخول الألف واللام (1)
قال ابن مالك رحمه الله:
نَكِرَةٌ قَابِلُ (أل) مُؤَثِّرَا * أو وَاقِعٌ مَوْقِعَ مَا قَد ذُكِرَا
وَغَيرُهُ مَعرِفَةٌ كَهُم وَذِي * وَهِندَ وَابنِي وَالغُلاَمِ وَالَّذِي
2 – مرتبة الضمير بين المعارف:
يعتمد في ترتيب المعارف على مدى قربها أو بعدها من حد النكرة، فكلما ابتعدت المعرفة من حد النكرة كلما ازدادت معرفة وبالعكس كلما قربت من حد النكرة كلما قلت معرفة،
فمثال ما بعد من المعرف عن حد النكرة، الضمير فهو يخص الواحد من جنسه ولا يفتقر إلى ما يزيل شيوعه أو يقيد عمومه من وصف أو صلة
وبعده العلم، فهو وإن دل على واحد من جنسه لكنه يفتقر في بعض الأحيان لما يخصصه ويزيل إبهامه مثل (مررت بزيد المجتهد) لما كان لدينا (زيد مجتهد) و (زيد كسول)
عسى الغوير أبؤسا (أي بناحيته بؤس)
وغوير: تصغير غار، أبؤسا: جمع بأس
ما الأسباب المعروفة التي يقصدها ابن جني؟؟؟
قال ابن الأنباري (2)
فإن قيل: فلم حمل النصب على الجر دون الرفع؟ قيل لخمسة أوجه:
الوجه الأول: أن الجر ألزم للأسماء من الرفع، لأنه لا يدخل على الفعل، فلما وجب الحمل على أحدهما، كان حمله على الإلزام أولى من حمله على غيره.
والوجه الثاني: أنهما يقعان في الكلام فضلة، ألا ترى أنك تقول: (مررت) فلا يفتقر إلى أن تقول: بزيد أو نحوه؟ كما أنك إذا قلت: (رأيت) لا يفتقر إلى أن تقول: (زيدا) أو نحوه.
والوجه الثالث: أنهما يشتركان في الكتابة، نحو رأيتك، و مررت بك.
والوجه الرابع: أنهما يشتركان في المعنى، تقول: (مررت بريد) فيكون في معنى: (جزت زيدا)
والوجه الخامس: أن الجر أخف من الرفع، فلما أرادوا الحمل على أحدهما، كان الحمل على الأخف أولى من الحمل على الأثقل.
والله أعلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)، (2) أسرار العربية لابن الأنباري
¥