تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال تعالى: أئفكا اّلهة دون الله تريدون*

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 12:02 م]ـ

قال تعالى: أئفكا اّلهة دون الله تريدون*

هذه الاية تترتب من العام إلى الخاص بحسب الأهمية المعنوية، والأصل في هذه الأية هو الجملة التالية: أتريدون اّلهة دون الله إفكا، ويلاحظ أن المتكلم ينصب المفعول لأجله والمفعول به قبل أن ينطق بالفعل، وهذا يعكس الافتراض المسبق في ذهن المتكلم في أنه سيجعل من (إفكا) مفعولا لأجله، ومن اّلهة مفعولا به قبل مجيء الفعل، فالمتكلم يعرف أنه سيأتي بالفعل في نهاية الجملة، ومن هنا نصب المنصوبات بالفعل الاّتي، فالرافع والناصب والجار والجازم هو المتكلم بحضور الألفاظ ونطقها أو بحضورها في ذهنه، وهو يقوم بالرفع أو النصب بحسب المعنى الذي يريده،،ومثل ذلك: أما الطالبَ فلا تضربه، حيث نقوم بنصب كلمة الطالب لأننا سنجعل بينها وبين الفعل المتأخر علاقة المفعول بالفعل، ويمكن أن نرفع كلمة الطالب فنقول: أما الطالبُ فلا تضربه لأننا سنقطع الصلة بين الاسم المتقدم وبين ما بعده، ولهذا نقوم بإشغال الفعل بضمير الاسم المتقدم.

فالكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية، والحركات يتحكم فيها المتكلم، وتكون بحسب المعنى الذي يقصده، فهي تنبع من العلاقات المعنوية داخل التركيب، و ترمز لمنزلة الكلمة داخل التركيب وتمنع من اللبس.

والله أعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير