[الواو تفيد الترتيب]
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 12:45 م]ـ
هناك خلاف عند النحاة حول إفادة الواو، فمنهم من يراها لمطلق الجمع ومنهم من يراها للترتيب.
وفي رأيي أن قول النحاة أنها تفيد مطلق الجمع ينبغي أن يفهم على أساس أن جميع المتعاطفات لها نصيب من الفعل الموجود في الجملةوهذا الفهم لا يلغي الترتيب بين المتعاطفات، فعندما نقول: جاء أحمد وسعيد وخالد، فإن فعل المجيء قد حصل من الجميع، ولكن مجيء أحمد اهم من مجيء سعيد ومجيء سعيد اهم من مجيء خالد. لأن العربي يقدم في كلامه الاهم على الاقل اهمية. قال تعالى: لتجدن أشد الناس عداوة للذين أّمنوا اليهود والذين أشركوا"وهذه الاّية مبنية على شدة العداوة للمؤمنين، واليهود يتفوقون على غيرهم في هذا المجال، فإن لم تفد الواو الترتيب فهذا يعني أن تقديم اليهود وتأخيرهم سواء، أليس كذلك؟
وهذا يعني أن الكلام يترتب بفعل قوة العلاقة المعنوية.
ـ[البصري]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 05:00 م]ـ
قلت ـ أستاذ عزام ـ: لأن العربي يقدم في كلامه الأهم على الأقل أهمية ...
وأفهم من كلامك هذا أن الترتيب إنما جاء من التقديم والتأخير وليس من الواو ذاتها، التي أفادت مطلق المشاركة، واستفاد السامع أو القارئ ترتيب المتعاطفات من خلال التقديم والتأخير فحسب، وليس من معنى الواو ...
ولا تستعجل في نقد علمائنا المتقدمين ـ حفظك الله ـ فهم كانوا أكثر منا اجتهادًا، وأكثر استقراء للشواهد، وأقرب للعربية منا، فرويدًا ...
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 06:12 م]ـ
أخي الكريم الأستاذ عزام
أنت خلطت بين الترتيب الزمني المختلف فيه من حيث دلالة الواو عليه، والترتيب الذكري في الكلام المنبني على تقديم المهم على غير المهم واعتبارات أخرى، فالمثال الذي ذكرته يحتمل أن يكون المجيء وقع من المعطوفات في وقت واحد، ولكن قدم الشخص المهم للمتكلم على غير المهم في الذكر، وليس هذا موضع خلاف بين النحويين، وإنما موضع الخلاف هو دلالة الواو على الترتيب الزمني، فمن قال بدلالتها على الترتيب الزمني يرى في مثالك (جاء أحمد وسعيد وخالد) أن أحمد جاء قبل سعيد، وسعيد جاء قبل خالد، ومن قال إنها لمطلق الجمع يرى أنه لا دلالة في الكلام على الأسبق في المجيء وإنما يحتمل الكلام أن يكونوا جاؤوا في وقت واحد، أو في أوقات مختلفة أو اثنان منهم في وقت والآخر في وقت آخر، أما الترتيب الذكري فله اعتبارات أخرى إلى جانب العناية والاهتمام.
مع التحية الطيبة.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[17 - 06 - 2005, 10:11 م]ـ
أخي البصري
أخي الأغر
تحية طيبة وبعد
ماذا تقولون في قوله تعالى: ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج (الفتح17).
هذه الاّية مبنية علىالترخيص بعدم القتال أليس كذلك؟ ولكن اعطاء الرخصة للاعمى اولى من اعطائها للاعرج وإعطائها للاعرج اولى من إعطائها للمريض، لماذا؟ لان الاعمى لا يستطيع القتال حتى ولو حضر المعركة، أما الاعرج فيمكن حمله على الدابة او ما شابهها ولكنه يستطيع القتال محمولا، أما المريض فقد يشفى من مرضه عند المعركة.
وقال تعالى"واللائي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن"وهذه الاّية مبنية على كيفية التعامل مع المرأة الناشز، وأول علاج لها هو الموعظة والثانية هي الهجران والثالثة هي الضرب، فهناك ترتيب زمني لهذه المراحل
فإن لم تفد الواو الترتيب فهذا يعني ان تغيير المراحل ممكن، والسؤال لكما، هل يمكن تغيير المراحل زمنيا؟
النحاة الأفاضل الذين ينكرون الترتيب، ينكرون الترتيب الزمني وغير الزمني فهي عندهم لمطلق الجمع، أرجو مراجعة كتاب الفصول المفيدة للعلائي
إخواني: إن إبداء الرأي لا يعني الانتقاص من قيمة الأجداد أومن احترامهم، ولكن هذا رأيي مدعم بالأمثلة والبراهين ومن حق اي إنسان أن يبدي رأيه، وأجدادي لهم كل
الاحترام والتقدير.
تحيتي لكم
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[18 - 06 - 2005, 01:56 ص]ـ
http://www.trustdot.com/images/bismilah.gif
http://www.moveed.com/data/thumbnails/115/lnkpntr.gif (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=2406&highlight=%D5%CF%ED%DE%E4%C7)
ـ[البصري]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 05:59 م]ـ
الأخ الكريم عزام، إذا أردت الأدلة والبراهين، فهي في ذاك البحث المتين، الذي أشار إليه الأستاذ الشبل، وهو من صنعه وترتيبه، وفيها آيات وشواهد، تغنيك عما ذهبت إليه، مع أني أرى أنك تقصد شيئًا والنحاة أرادوا شيئًا آخر، وهو ما أشار إليه الأخ الأغر، ألا وهو أن ثمة فرقًا بين الترتيب الزماني والترتيب الذكري. فالزماني هو مقصود العلماء، والذكري هو ما تجادل فيه، ومن هنا فلا خلاف ـ ولله الحمد ـ فنحن نذهب إلى ما ذهب إليه علماؤنا من أن الواو لا تفيد ترتيبًا زمانيًا، أما الذكري فلا نخالفك أن المتكلم سيذكر ما هو الأهم لديه أولا، ثم يتبعه بالأقل أهمية فالأقل، مع إصراري على أن لا دخل للواو هنا في مسألة الترتيب، بل يبقى تلفظ المتكلم بها هو الدال على ترتيبها، والله أعلم وأحكم.
¥