تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ما إعراب (مَشَيْنا مِشْيَةَ اللَّيْثِ >< غَدا واللَّيْثُ غَضْبانُ) و ... ؟

ـ[زيد العمري]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 12:23 ص]ـ

مَشَيْنا مِشْيَةَ اللَّيْثِ >< غَدا واللَّيْثُ غَضْبانُ (البيت للفند الزماني)

صَلاحُ أَمْركَ لِلأَخْلاق ِ مَرْجِعُهُ >< فَقَوِّم ِ النَّفْسَ بالأخلاقِ تَسْتَقِم ِ (البيت لشوقي)

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 10:50 ص]ـ

الأخ الكريم الأستاذ زيد وفقه الله

إليك الإعراب مختصرا:

مشينا: فعل ماض، و (نا) فاعله.

مشية: مفعول مطلق مبين لهيئة الفعل مضاف.

الليث مضاف إليه.

غدا: فعل ماض ...

وفاعله ضمير عائد إلى الليث.

والليث: الواو حالية، والليث مبتدأ ...

غضبان: خبر الليث ...

جملة: (غدا) في محل نصب حال من الليث الأول.

جملة (الليث غضبان) في محل نصب حال من الضمير في (غدا)

والتقدير: مشينا مشية الليث غاديا غضبان، على أن يكون غضبان حالا من الضمير في (غاديا)

صلاح: مبتدأ مرفوع .... مضاف.

أمرك: مضاف إليه مجرور ... مضاف، والكاف مضاف إليه.

للأخلاق: جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم للمبتدأ (مرجعه)

مرجعه: مبتدأ مرفوع مؤخر ... مضاف، والهاء مضاف إليه.

وجملة (للأخلاق مرجعه) خبر المبتدأ (صلاح)

أو:

للأخلاق جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره (استقر) هو الخبر لـ (صلاح)، و (مرجعه) فاعل لهذا الفعل.

فقوم: الفاء استئنافية، وقوم: فعل أمر فاعله أنت.

النفس: مفعول به ...

بالأخلاق: جار ومجرور متعلقان بالفعل (قوم) والباء للاستعانة.

تستقم: فعل مضارع مجزوم لوقوعه جواب طلب،. وحرك بالكسر للقافية، وفاعله: (هي) يعود للنفس، ويجوز أن يكون الفاعل أنت، أي قوم نفسك تستقم أنت.

مع التحية الطيبة.

ـ[زيد العمري]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 06:13 م]ـ

عزيزي الأغر!

قوله: (واللليثُ غضبانُ) ما القضية النحوية التي فيه؟

ألم يكن أحرى به أن يقول (غدا وهو غضبان)؟ و (هو) المقصود بهاالليث

وألاتقدر حالا محذوفة في شبه الجملة (بالأخلاق)

ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 06:48 م]ـ

أخي زيد

لعل أحد الموانع هو أن البيت من بحر الهزج، فيضطرب الوزن إذا حلت (هي) محل (الليث).

وهذا البيت على بساطته يطربني، ولولا تكرار كلمة الليث لما طربت.

ـ[زيد العمري]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 07:51 م]ـ

عزيزي أخي جهالين!

أقصد أن الليث (الثانية) كررها الشاعر للتعظيم، مع أن غدا (ابتكر) فيها ضمير يعود إلى الليث الأولى فلم تكن هناك ضرورة نحوية ل ِ (الليث) سوى الضرورة الشعرية المطعمة ببلاغة التوكيد الذي يفيد التعظيم مما زان البيت وزاده متانة

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[17 - 06 - 2005, 07:54 ص]ـ

أخي الكريم زيد

أما إظهار الليث بعد واو الحال استغناء به عن الضمير فقضية بلاغية، وإن كانت مبنية في الأصل على حكم نحوي، فالنحو يبين الأوجه الجائزة في التركيب المفيد، والبلاغة بعد ذلك تختار الوجه الأكثر مناسبة لمقتضى الحال، والأشد تأثيرا في النفس، والجملة الحالية هنا يمكن أن ترد على صور متعددة فيمكن أن نقول: غدا وهو غضبان، وغدا وهو يغضب، وغدا والليث غضبان، وغدا والليث يغضب، وبصرف النظر عن الوزن نجد أن أبلغها وقعا في النفس ما جاء به الشاعر: غدا والليث غضبان، وقد أبان عبد القاهر الجرجاني رحمه الله السبب في ذلك في حكاية عن الصاحب وتعليق عليها فقال:

حكي عن الصاحب أنه قال: كان الأستاذ أبو الفضل يختار من شعر ابن الرومي وينقط عليه قال: فدفع إليّ القصيدة التي أولها:

أتحت ضلوعي جمرة تتوقد

وقال تأملها فتأملتها فكان قد ترك خير بيت فيها، وهو:

بجهل كجهل السيف والسيف منتضى ** وحلمٍ كحلم السيفِ والسيفُ مغمدُ

فقلت لم ترك الأستاذ هذا البيت؟

فقال لعل القلم تجاوزه. قال ثم رآني من بعد فاعتذر بعذر كان شرا من تركه. قال: إنما تركته لأنه أعاد السيف أربع مرات. قال الصاحب: لو لم يعده أربع مرات فقال:

بجهل كجهل السيف وهو منتضى، وحلم كحلم السيف وهو مغمد

لفسد البيت.

والأمر كما قال الصاحب والسبب في ذلك أنك إذا حدثت عن اسم مضاف ثم أردت أن تذكر المضاف إليه فإن البلاغة تقتضي أن تذكره باسمه الظاهر ولا تضمره.

تفسير هذا أن الذي هو الحسن الجميل أن تقول: جاءني غلام زيد وزيد، ويقبح أن تقول: جاءني غلام زيد وهو، ومن الشاهد في ذلك قول دعبل:

أضياف عمران في خصب وفي سعة ** وفي حباء وخير غير ممنوع

وضيف عمرو وعمرو يسهران معا ** عمرو لبطنته والضيف للجوع

وقول الآخر:

وإن طرة راقتك فانظر فربما ** أمرَّ مذاقُ العودِ والعودُ أخضرُ

وقول المتنبي:

بمن نضرب الأمثال أم من نقيسه ** إليك وأهل الدهر دونك والدهر

(انتهى قول عبد القاهر رحمه الله) وأورد بيت الفند الزماني في نهاية حديثه، وكذلك البيت المشهور:

نفس عصام سوّدت عصاما ***** وعلمته الكرّ والإقداما

لله دره ما أبعد غوره، فجزاه الله عما قدم لهذه اللغة الشريفة خير الجزاء.

وأما أن يكون (بالأخلاق) متعلقا بحال فغير متجه لأن الباء هنا للاستعانة كما في قولك: اكتب بالقلم، وربما بدا لك أنه جواب: كيف أقوم النفس؟ فيكون الجواب: بالأخلاق، وما كان جوابا لكيف أعرب حالا، ولكن إذا تأملت ودققت وجدت أنه لا يصح أن يكون هذا جوابا لكيف كما لا يصح أن يكون (بالقلم) جوابا لسؤالك: كيف أكتب؟ وإنما (بالأخلاق) يصح أن يكون جوابا لسؤالنا: بم أقوّم النفس؟ فالجار والمجرور متعلقان بالفعل (قوّم) كما تقول: ضربت بالسوط.

مع التحية الطيبة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير