تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد الحازمي]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 04:18 ص]ـ

أمّا في الاصطلاح:

فعلى الرغم من ممارسة النحاة لفن التأويل ممارسة مكثفة جعلت منه آلية أصيلة في نظريتهم النحوية، بنيت عليها الكثير من المفاهيم التي أضفت على قواعدهم النحوية التي استنبطوها من كلام العرب قدراً كبيراً من الاتساق، وهي القواعد التي صارت قانونًا يجب أن يحتكم إليه كل كلام، فما وافقه قبل، وما خالفه رد بعدد من الطرق، ولطف السياسة، وحسن التخريج، والتأويل، أقول على الرغم من كثرة التأويل عند معشر النحاة فإنني لم أعثر لهم على تعريف له غير ما ذكره السيوطي نقلا عن أبي حيان النحوي قوله: " وإنما يسوغ التأويل إذا كانت الجادة على شيء ثم جاء شيء يخالف الجادة فيتأول " ()،ومعناه: أنه إذا ورد عن العرب الأقدمين نص يصادم قاعدة نحوية؛ فإن النحاة يؤولونه بما يوافق قواعدهم النحوية، فليست الجادة النصوص اللغوية، بل هي قواعد النحو التي يلتزم بها النحاة.

وإنْ كان ابن الأنباري قد سبق هذا بذكر التأويل من جملة ما ذكره في الاعتراض على الاستدلال بالنقل من جهة المتن، ومثل له بقوله: " مثل أن يقول الكوفي: الدليل على جواز ترك صرف ما ينصرف في ضرورة الشعر، قول الشاعر: ()

وممن ولدوا عامـ ـرُ ذو الطُّول وذو العرض

فترك صرف عامر، وهو منصرف؛ فدل على جوازه، فيقول البصري: إنما لم يصرفه؛ لأنه ذهب به إلى القبيلة، والحمل على المعنى كثير في كلامهم " ()، وأورد أمثلة أخرى.

وقد رأى د. علي أبو المكارم: أن التأويل النحوي يمتد مفهومه امتداداً مباشراً عن مدلوله اللغوي، وحصره في الدلالة على العاقبة والمآل والتدبر والتقدير، فهو يطلق على الأساليب المختلفة التي تهدف إلى إسباغ صفة الاتساق على العلاقة بين النصوص والقواعد.

فالتأويل يعني تبيين النص بصورة تجعله آخر الأمر متفقاً مع القواعد المتبعة، ومن هنا يعتبر التأويل-في نظره- صب ظواهر اللغة المنافية للقواعد في قوالب هذه القواعد. ()

وقيل: صرف المعنى الظاهر من اللفظ إلى معنى آخر يحتمله اللفظ، ويعضده دليل.

وقيل: صرف الكلام عن ظاهره إلى ما يحتاج إلى تدبر وتقدير ()

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير