القول بكراهية النحو ليست دعوى جديدة ويلزم القائل بها أن يقبل نتائجها وإلا فليضرب بدعواه عرض الحائط؟؟
وهذه بعض النتائج:
1 - أن يقر بأنه يكره القرآن (معانيه ومدلولاته وإعجازه)
2 - أن يقر بأنه يكره السنة - معانيها ومدلولاتها
3 - أن يقر بأنه يكره الشعر العربي - عروض وقوافي
4 - أن يقر بأنه يكره الأدب العربي - بيان - بلاغة
5 - أن يقر بأنه يكره العلم - لأن النحو مفتاح أغلب العلوم وسراج الأفهام
أما إذا أنكر اتصافه بهذه الصفات أو إحداها فيلزمه إما أن يكون كاذبا، أو أن يكون جاهلا، وعليه الاختيار0
قد يكون هذا الكلام قاسيا بعض الشيء، ولكنه قريب من الصواب في نظري، والحقيقة دائما مرة، وإنما المطلوب الإنصاف، لأن النحو واللغة العربية هما العلم الوحيد المستباح الجانب عند كثير من الناس اليوم !
اعتقد بأن النحو لو لم يكن مطلوبا لذاته، فعلى العاقل أن يطلبه لغيره من العلوم، لأنه أداة مهمة لكثير من العلوم والمعارف، خاصة الشرعية منها0
أقول هذا الكلام وأنا قليل البضاعة في علم النحو وعلمي فيه بسيط جدا، وما أكثر أخطائي به، ولكني أحبه و أسعى لتعلم ما استطعت منه، لأني أدركت بأنه علم مهم، وإذا كانت دراستنا في الأمس لم تشبعنا منه لخلل في مناهج التعليم أو المعلم؟ فأنا اليوم أشد حرصا عليه من الأمس0
والأمر المهم هنا هو أن النحاة يستمتعون بمعاني لغوية لا يدركها ولا يبلغها من يكره النحو، وقد حرم نفسه من تذوق تلك اللذة التي قد تصل الى درجة النشوة
ولا أبالغ حين أقول ان علم النحو لصيق بالذكاء، وذلك أن النحوي مدقق ومحقق في الكلام ومحلل لمعناه، فلا يمر عليه الكلام مرور الكرام كعامة الناس، وكما يقول الشاعر:
وزن الكلام إذا نطقت فإنما * * * يبدي عيوبَ ذوي العيوبِ المنطق
فكلمة وزن فيها نظر وليست كما يتصورها البعض
فهي مكونة من: و+ زن
ولاحظوا الفرق عندما نرجعها إلى أصلها بدقة
زان --- يزين ---- زِنُ
زان --- وَزَنَ ---- زِنْ
والمنطق في البيت فاعل
هذا شاهد بسيط فقط، والنحو في أوله صعب وفي آخره سهل وقد مُثِّل ببيت من قصب أو زجاج وبابه من حديد، أي انه صعب الدخول لكن إذا دخلت الباب سهل عليك كل شيء0
وأقرب مثل في مخيلتي لجمال النحو وأهميته هو معدن الذهب؟؟
فالذهب عندما يصوغه الصائغ بلمساته الفنية فأنه يكون أجمل منظرا وأكثر قيمة منه وهو خام؟
وكذلك الكلام فهو بغير النحو بشع!!
خلاصة الكلام: من قال أنا أكره النحو فهو كمن يقول أنا أكره العلم، ولاعذر له مهما اعتذر، وعليه مراجعة كلامه0
ولايفوتني هنا أن أشكر جميع الأخوة ممن شاركوا في هذا الموضوع
والله من وراء القصد
ـ[سهر]ــــــــ[21 - 02 - 2003, 01:37 ص]ـ
الأخوة الأكارم
جميع من تجاوب مع هذا الموضوع
جزاكم الله خير الجزاء وجعله في موازين أعمالكم
وإن شاء الله سأحاول جمع الاجابات كاستطلاع للرأي
حول هذه الظاهرة
وسينشر في موقع وحد الإعلام التربوي
www.we7dah.net
لكم شكري وتقديري
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[21 - 02 - 2003, 03:00 ص]ـ
أحسنت القول والله .. أعجبني ما قلت
بالفعل تلك نتائج لا يشعرون بها
فأولئك الجهال
وهذاما أشرت إليه سابقا حين قلت إنهم لا يفهمون المعاني االمختبئة خلف الألفاظ، ومن خلفها لا يفقهون معنى للقواعد ولا أهمية للنحو
أوقد يشعر بعضهم بتلك النتائج ولا يعيرها بالا
وهذه عبارة جميلة أعجبتني:
والأمر المهم هنا هو أن النحاة يستمتعون بمعاني لغوية لا يدركها ولا يبلغها من يكره النحو، وقد حرم نفسه من تذوق تلك اللذة التي قد تصل الى درجة النشوة
وأقول: هناك لذة لا يشعر بها حتى بعض محبي النحو أو المتخصصين فيه
إن في اختلافات النحاة نفسها معاني تجدها على هذا القول، ومعاني أخرى تجدها تظهر عند الأخذ بالقول الثاني
فعندما نقول إن الكلمة الفلانية تحتمل عدة أوجه في إعرابها، أو أن الحرف الفلاني يمكن أن يكون كذا أو كذا، فإن كل وجه يحمل معنى خاصا وعلى المرءأن يختار ما يؤدي غرضه أكثر
إن خلف النحو بيانا، وخلفه دقة ينبغي أن تعين الأديب وتمده برافد ثري لمادة إبداعه عندما يحسن الاختيار وانتقاء اللفظ المناسب
ومن هنا كان من معجزة القرآن: دقة اختيارالكلمة وصواب معناها الذي تحتمله على ذلك الوجه مع الثراء الذي تقدمه أو الظل الذي ترسمه للكلمة
¥