تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقيل أنها مكونة من؛ "وي" و "الكاف" الداخلة على "أنَّ".

وقيل أنها كلمة واحدة.

ولم ترسم في المصحف إلا ككلمة واحدة.

ومعنى "ويكأنَّ" الله؛

ألم تر أنَّ الله يبسط الرزق، ألم أن الكافرين لا يفلحون.

اعلم أنَّ الله يبسط الرزق، اعلم أن الكافرين لا يفلحون.

وما حدث لقارون من الهلاك بالخسف به، وبداره؛ يثير الخوف والعجب،

ويجعل الذي تمنوا مكانه يتندمون على تمنيهم،

ويخشون من عقابهم على تمنيهم ذلك.

ويثير عجبهم من بسط الرزق لمن لا يحسن العمل به ولا يشكر الله عليه، ويكون من الكافرين.

وعجبهم من أن بسط الرزق للكافرين لا ينجيهم من عذاب الله.

وأن بسط الله تعالى الرزق لمن يشاء حقيقة دائمة

وأنه لا فلاح للكافرين حقيقة دائمة

وكان التعجب بـ "وي" مما له صفة الدوام.

فكان وصل (وي) التعجب بـ (كأنَّ) المؤكدة لما هو دائم ومستمر في الرسم موافق للمعاني التي استعملت لها.

بسم الله الرحمن الرحيم

الكلمة الرابعة والعشرون: وصل وقطع أنْ لنْ

وردت "أن لن" ثلاث عشرة مرة؛ قطعت في أحد عشر موضعًا، ووصلت في موضوعين؛

فقد وصلت في قوله تعالى: (وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48) الكهف.

هذا الخطاب هو في يوم القيامة، بعد أن تحقق الوعد بإعادة خلقهم مرة أخرى، وأصبح الوعد حقيقة يعيشونها؛ فعلى ذلك كتبت بالوصل وليس بالقطع الذي ذكروا به من قبل، ولم يعد أحد يزعم به بعد قيامه.

وأما قطعها في قوله تعالى: (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7) التغابن.

فلأن هذا الزعم بالنفي للبعث قائم في الدنيا؛ وعليه كان القطع لا الوصل.

وقد وصلت في قوله تعالى: (أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) القيامة.

والظن يكون فيما لم يأت بعد، والشك في شيء قد أتى، والحساب هو التقدير لشيء قائم، وعظام الإنسان مجموعة وقائمة فيه، وهو يقدر أن الله لن يعيدها مجموعة مرة أخرى؛ فعلى ذلك كان الرسم بالوصل لا القطع.

أما قطعها في قوله تعالى: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29) محمد.

فلأن الظن هو في شيء لم يأت، والتقدير أن الله لن يخرج أضغانهم، وقد قال تعالى بعدها: (وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ (30) محمد؛ فجاء القطع موافقًا بالقطع الذي يظنوه وأن أضغانهم لن تخرج.

وأما قطعها في قوله تعالى: (أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) البلد.

فالحساب كما قلنا لشيء قائم، وهو ينفق ماله كما يشاء، ولا يجد من يحاسبه عليه؛ (يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) البلد. ولم ير من قدرة الله شيئًا يقع عليه عقابًا له؛ فعلى ذلك كان القطع؛ لقطع المحاسبة عنه على فعله إلى أن قال قوله.

وقطعت في قوله تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ (87) الأنبياء.

ظن يونس عليه السلام أن الله تعالى لن يقدر عليه؛ أي لن يضيق عليه، فظنه أن ذلك بعيدًا عنه؛ فكان الرسم بالقطع على ما ظن، ولكن ما حدث له خلاف ما ظن فقد أصبح محصورًا مضيقًا عليه في بطن الحوت, في ظلمات لا يرى فيها نورًا؛ ضيقًا في المكان، وفي الرؤية عندما أقر بذنبه ونزه الله تعالى وشاهدًا له بالوحدانية، فأخرجه تعالى من الظلمات إلى البر.

وقطعت في قوله تعالى: (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) الحج.

كان قطع أن لن في الرسم موافقًا لمن يظن أن النصر مقطوع عنه.

وقطعت في قوله تعالى: (بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (12) الفتح.

وكان قطع أن لن في الرسم يوافق ظن المنافقين قطع المشركين عودة الرسول إذا قدم عليهم ليطوف بالبيت الحرام.

وقطعت في قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) الجن.

وكان ظن الجن أن الإنس والجن لن تبلغ بقول عن الله كذبًا، وكان الرسم موافقًا لهذا الظن بالقطع.

وقطعت في قوله تعالى: (وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7) الجن.

وكذلك ظن الجن أن الله تعالى لن يبعث أحدًا بعد الرسل السابقين فكان الرسم موافقًا لما هم عليه من الظن.

وقطعت في قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) الجن.

وكذلك ظن الجن أنهم لن يعجزوا الله فإعجاز الله مقطوع عنهم وكذلك جاء الرسم بالقطع.

وقطعت في قوله تعالى: (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) الانشقاق.

ظن الكافر أنه مقطوع عن الرجوع إلى الله عز وجل، ولن يبعث مرة أخرى؛ وعلى ذلك كان الرسم بالقطع.

وفي قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي الَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْءانِ (20) المزمل.

علم الله تعالى أن الناس لن يقدروا على إحصاء الليل بالعبادة؛ فهذه القدرة مقطوعة عنهم، وكذلك جاء الرسم بالقطع موافقًا لذلك.

لم تأت "أن لن" مع "ظن" إلا مقطوعة؛ لأنها متعلقة بأمر مستقبل مقطوع عن الوجود حتى يأتي زمن قدومه،

وأما مع "زعم" و"حسب" فقد جاء الرسم بالقطع والوصل حسب المعنى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير