[ما هو رأيكم .. بما ذا نرد عليهم؟]
ـ[الطائر]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 10:36 م]ـ
:::
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران: 7].
دائما الفرق الضاله .. يظهرون المتشابهات من كتاب ربنا عز وجل ويقولون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذا وكذا ..
وهو كذب .. لكنهم لا يصدقون .. ويحتجون
بقوله تعالى: (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لهم الذي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
فما هو رأيكم .. بماذا نرد عليهم؟؟؟
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 11:35 م]ـ
المتشابه وحمل الأوجه
في القرآن آيات متشابهات بهذا المعنى أي حمالة أوجه تحتمل دلالتها على ما يوافق الآيات المحكمة وتحتمل على ما يخالفها فيلتبس المقصود منها على كثير من الناس، ومن رد المتشابهات بهذا المعنى الخاص إلى الآيات المحكمات الواضحات بنفسها تبين له المقصود من المتشابهات وتعين له وجه الصواب، ومن وقف من العلماء عند الآيات المتشابهات ولم يرجع بها إلى المحكمات الواضحات ارتكس في الباطل وضل عن سواء السبيل، كالنصارى في احتجاجهم على أن عيسى ابن الله، يقول الله تعالى فيه: إنه كلمة الله ألقاها إلى مريم وروح منه، وتركهم الرجوع إلى قوله تعالى في عيسى عليه السلام: {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ} (الزخرف، الآية 59) وقوله: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (آل عمران، الآية 59) وقوله سبحانه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} {اللَّهُ الصَّمَدُ} {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (سورة الإخلاص) وقد دل على هذا النوع من التشابه الخاص، والإحكام الخاص، وبين اختلاف الناس في موقفهم منه.
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " القرآن ذلول ذو وجوه فاحْمِلُوهُ عَلَى أحسن وجوهه ".
وفي قوله: " ذلول " تأويلان: أحدهما: أنه مطيع لحامليه حتى تنطلق فيه جميع الألسنة. والثاني: أنه موضع لمعانيه حتى لا تقصر عنه أفهام المجتهدين فيه.
وفي قوله: " ذو وجوه " تأويلان: أحدهما: أن ألفاظه تحمل من التأويل وجوها لإعجازه. الثاني: أنه قد جمع من الأوامر، والنواهي، والترغيب، والتحليل، والتحريم.
وفي قوله: " فاحملوه على أحسن وجوهه " تأويلان: أحدهما: أن تحمل تأويله على أحسن معانيه. والثاني: أن يعمل بأحسن ما فيه، من العزائم دون الرخص، والعفو دون الانتقام. وهذا دليل على أن تأويل القرآن مستنبط منه.
وفي هذا القول إشارة صريحة واضحة إلى تعدد الأوجه في القرآن الكريم، وفيه لذلك رد على المفترين الذين يعترضون على بعض الأوجه النحوية الظاهرية للقرآن الكريم دون الأوجه الأخرى، و يزعُمون أنّهم يستدْرِكون عليها بإيرادِ الوجه الصّحيح، وليس لهم من مرجع في ذلِك إلاّ وجه واحد من الوجوه المتعددة الواردة في اللغة، فيتعلقون بذلك الوجه الوحيد دون مبرر ولا وجه حق، من أجل المغالطة وحدها، وبهدف التدليس وحده.
اتَّخَذَ نحاة العربية النَّصَّ الْقُرْآنِيَّ الْكَريمَ عَلى رَأْسِ الأَدِلَّةِ التي اسْتُنْبِطَتْ مِنْها أَحْكامُ وقواعد النَّحْوِ، وهذا يعني أنّ النّصّ القرآنيّ أقدَمُ من النّحو؛ إذ هو مادّة النّحوِ من حيث الاستشهاد، وهوأكبَر من القواعدِ، والمنطقُ يقضي بأن تُقاسَ عليه القواعدُ وأن تَحْتَكِمَ إليه القواعد، وألاّ يحتكمَ هو إلى القواعدِ. ففي القرآنِ الكَريمِ مادَّةٌ لُغَوِيَّةٌ غنيّةٌ وصحيحَةٌ تُسْتَنْبَطُ مِنْها قَوانينُ النَّحْوِ وَ قَواعِدُهُ وَ أُصولُهُ، وليسَ القرآنُ محمولاً على تلك القواعدِ و لا مُلْزَماً بمُطابَقَة وجوهِه اللغويّة لَها.
- من المقيدات -
ـ[مهاجر]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 08:33 ص]ـ
وكما قال الأستاذ منذر: رد المتشابه إلى المحكم كفيل بحل الإشكال فضلا عن كونهم يحملون آي الكتاب المتشابهة على أوجه لغوية بعيدة تجعل القرآن الذي هو البيان الشافي أشبه ما يكون بالألغاز والأحاجي، فيحملونه على معان لا يكاد يعرفها إلا آحاد أهل اللسان، فكيف تقوم حجة بذلك، والحجة لا بد أن تكون مفهمة رافعة للإلباس مزيلة للإجمال، ولو كان ما يقولون حقا لسبقهم إليه أعلم الناس بربه، وأفصحهم لسانا، وأحرصهم على هداية الخلق: النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولعلمه من بعده: الصدر الأول: اهل اللسان الذي نزل به الوحي، فكيف خفي على أولئك الأخيار المتقدمين ما ظهر لأولئك الأشرار المتأخرين؟!.
والله أعلى وأعلم.
¥