[لماذا أفرد القرآن " النور " وجمع " الظلمات "؟]
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 07:41 ص]ـ
" إنّ النور سواء أكان المراد به كتابا يهدي إلى الرشد، أو حجة تكشف النقاب عن الشبهات. أو رسولا يدعو الناس إلى الحق. أو إيمانا يعمر به قلب المؤمن. أو عملا يحقق لصاحبه رضوان الله ... كل ذلك له مصدر واحد هو الله سبحانه وتعالى. والقرآن على ذلك خير شاهد:
" الله نور السموات والأرض "، " يهدي الله لنوره من يشاء "، " ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ".
ولهذا الاعتبارات وحّد النور في القرآن تبعا لوحدة مصدره. وهو " الله " نور السموات والأرض.
أما الجهل والكفر والظلال فقد تعددت أسبابها ومصادرها. فالشيطان ضال مضل. والأصنام والأوثان مضلة. والأهواء مضلة. وأصدقاء السوء ضالون مضلون .. ولهذا تعددت الظلمات تبعا لتعدد مصادرها .. والله أعلم. "
من كتاب: خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية. د. عبدالعظيم المطعني.
ـ[أنوار]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 08:32 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ..
معلومة رائعة .. أتعجب من قراءتنا للقرآن صغاراً .. وفهمنا لقصصه ومعانية وماذا يقصد من الآية ..
وبعد ذلك نجد أن هناك عمق وأبعاد معنوية لا نزال نجهلها ..
وفقتم لكل خير ..
ـ[بنفسي فخرت لا بجدودي]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 10:06 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أشكرك أستاذي الكريم على طرحك الرائع والمنقول من كتاب لطالما بحثت عنه ووجدته
بحمدلله
نعلم جميعا أن بعضنا يقرأ القرآن وهو لا يفهمه ويجهل معانيه ولكن لا يجهله كله بل يفهم منه القليل وليس ذلك في القرآن بل في جميع الكتب اللتي يقرأها.
مالسبب في ذلك , السبب أنه يقرأ على عجلة وكأنه يريد أن ينتهي من القراءة فقط ولا يريد أن يستفيد من قراءته, وذلك خطأ كبير لا تقرأ على عجلة فإنك تقرأ ولا تستفيد من قراءتك شئ وربما تستفيد ولكن لاتستفيد الا القليل.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[السراج]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 11:03 ص]ـ
ما شاء الله
بارك الله فيك أيها الأديب
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 12:10 م]ـ
" إنّ النور سواء أكان المراد به كتابا يهدي إلى الرشد، أو حجة تكشف النقاب عن الشبهات. أو رسولا يدعو الناس إلى الحق. أو إيمانا يعمر به قلب المؤمن. أو عملا يحقق لصاحبه رضوان الله ... كل ذلك له مصدر واحد هو الله سبحانه وتعالى. والقرآن على ذلك خير شاهد:
" الله نور السموات والأرض "، " يهدي الله لنوره من يشاء "، " ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ".
ولهذا الاعتبارات وحّد النور في القرآن تبعا لوحدة مصدره. وهو " الله " نور السموات والأرض.
أما الجهل والكفر والظلال فقد تعددت أسبابها ومصادرها. فالشيطان ضال مضل. والأصنام والأوثان مضلة. والأهواء مضلة. وأصدقاء السوء ضالون مضلون .. ولهذا تعددت الظلمات تبعا لتعدد مصادرها .. والله أعلم. "
من كتاب: خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية. د. عبدالعظيم المطعني.
أكرمكم الله على هذه المعلومات القيمة , ولم لا وهي لعالم جليل يشهد له الجميع بعلو قدره , ورفعةومنزله.
إضافة معلومة لعالم لغوي دقيق ألا وهو صلاح الدين الصفدي رحِمه الله حيث قال في نصرة الثائر على المثل الثائر:
التناسب بين المعاني ومناقشة أمثلة من ذلك:
قال في النوع الرابع والعشرين في التناسب بين المعاني، بعد أن أورد أمثال قول الشاعر:
ألا يا بن الذين فنوا فماتوا* أما والله ما ماتوا لتبقى
ومالك فاعلمن فيها مقامٌ * إذا استكملت آجالا ورزقا.
وأنكر عدم المناسبة بين إفراد الرزق وجمع الأجل، وقبحه:
كنت أرى هذا الضرب واجبا في الاستعمال، وأنه لا يحسن المحيد عنه، حتى مر بي في
القرآن ما يخالفه. كقوله تعالى: "أوَلم يَروا إلى ما خلَق اللهُ مِن شيءٍ يَتفيَّأ ظِلالَه عَن اليَمين
والشمائل. وأورد قوله تعالى: "أولئك الذين طبَعَ اللهُ على قُلوبهم وسمْعِهم وأبصارِهم".
وقوله تعالى: "حتى إذا ما جاؤوها، شَهِد عليهم سمعُهم وأبصارُهم وجلودُهم".
أقول: لا مرية في قول الشاعر: آجالا ورزقا، أنه معيب معدود في عدم تناسب المعاني،
وقد ذكره علماء البلاغة ونصوا عليه. ولو كان قال: أجلا وأرزاقا لكان أهون، فإن الأجل
واحد، والرزق متعدد. وصحة الذوق تأبى مثل هذا.
وأما إيراده هذه الآيات، فإنه لم يرد الجمع مع الإفراد إلا لحكمة لم يطلع عليها ابن الأثير.
وتلك الحكمة أكبر وأعظم من مراعاة المناسبة.
ويضرب إلى جهة اليسار فهو واحد، فإذا زالت الشمس وعادت إلى جهة الغرب، انعكس
الظل وأخذ عن الشمال ثم صار شيئاً ف شيئاً وتعددت زياداته وفرضت النصبة. كذا
لاستقبال القبلة وشرف جهتها.
ودع ذا فإن لفظة الشمائل أعذب في الجمع من الإفراد وأحلى، والعرب من عادتها مراعاة
خفة الألفاظ وعذوبتها مع عدم تناسب المعاني. وأنت قررت أن من الألفاظ ما يثقل مفردا
ويخف جمعا.
وأما السمع في الآيتين الكريمتين فإنما أفرد لأنه مصدر، والمصدر يصدق على القليل والكثير،
فإذا اندرج بين جموع كان له حكمها، وإذا اندرج بين مفردات، كان في حكمها.
وعلى الجملة فالمصادر جمعها عيٌ، لأن معنى الكثرة موجود فيها، أو لأنه بتقدير حذف
مضاف لم يحسن في غيره، كأنه تعالى قال: وعلى حواشي سمعهم. ولا يستقيم مثله في
الأبصار والقلوب.
أما الأبصار، فلأنها غير مطبوع عليها ولكنها مغشاة. وأما القلوب، فلأنها غير محوية فيما
له حواش يقع الختم عليها، فكان الطبع على القلوب نفسها لا على حواشيها. ومن هذا
قوله تعالى: "وجعل الظُّلماتِ والنُّور" لأن الظلمات من أجرام متكاثفة، والنور من النار.
فكذا اليمين والشمائل.
¥