[ولكم في القصاص حياة ... بماذا نرد؟]
ـ[القبندي]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 01:37 م]ـ
سؤال للأخوة الافاضل الذين لديهم علم بالبلاغة:
لو اردنا أن نثبت بأن قوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة) ... هو أبلغ وافصح من عبارة: (اقتصوا تحيوا).
فماذا نقول؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[مهاجر]ــــــــ[09 - 04 - 2009, 06:53 ص]ـ
وجزاك خيرا أيها الكريم.
هذه محاولة تحتاج مراجعة وإتماما.
قد يقال:
الجملة الاسمية آكد في الدلالة على الثبوت والاستمرار من الجملة الفعلية، فهي بمنزلة الخبر الذي يراد به إنشاء الإلهاب والتهييج على امتثال حكم الشارع، عز وجل، ببيان منفعته، وهي: حفظ الحياة، فالجملة بمنزلة التعليل العقلي الصريح للحكم، ومعرفة علة الحكم مما يزيد السامع حرصا على امتثاله، فذلك بمنزلة معرفة الحق بدليله، والدليل هنا: نصي يخاطب العقل ببيان العلة كما تقدم. وذلك مما تتسم به الجملة الفعلية: (اقتصوا تحيوا)، أيضا، ولكن دلالة الخبر المراد به الإنشاء على امتثال الحكم آكد من دلالة الإنشاء أو الأمر الصريح.
ويقال أيضا: في الجملة الاسمية تصرف بتقديم ما حقه التأخير وذلك أيضا من المؤكدات، وفيها النص على الحياة تنكيرا يفيد التعظيم: "حياة"، وذلك مما لا يتوافر في الجملة الفعلية، فإن الغرض الذي من أجله شرع القصاص وهو حفظ النوع الإنساني أو: "الحياة" بردع من تسول له نفسه التعدي عليها ظلما وعدوانا، قد جاء النص عليه في الآية يما يزيده قدرا في نفس السامع، بتنكيره على التفصيل المتقدم، وذلك مما لا يوجد في الجملة الفعلية.
ومثل ذلك يقال في لفظ: "القصاص" فـ: "أل" الجنسية فيه آكد في الدلالة على جنس القصاص من الفعل، إذ الفعل مشتق من المصدر، فدلالته على معنى الحكم: دلالة تضمن، إذ يدل على المعنى وزمن الحدوث، وهو في فعل الأمر: المستقبل، بخلاف المصدر الصريح: "القصاص" فإن دلالته على معنى الحكم: دلالة مطابقة، فهو لا يدل إلا على المعنى إذ لا دلالة زمنية له، ودلالة المطابقة أقوى من جهة الدلالة على المعنى من دلالة التضمن لاقتصارها على المعنى المراد فقط دون أن تزاحمها دلالة أخرى على زمن حدوث، أو ذات محدِثة للفعل.
وفي قوله تعالى: (ولكم): نوع تلطف مع المخاطب فالحكم ما شرع إلا من أجلكم، بخلاف الأمر الصريح: "اقتصوا".
يقول أبو السعود رحمه الله:
" {وَلَكُمْ فِي القصاص حياة} بيانٌ لمحاسِنِ الحُكم المذكور على وجهٍ بديعٍ لا تُنال غايتُه حيث جُعل الشيءُ محلاً لضِدِّه، (القتل قصاصا سبب للحياة)، وعُرِّف القصاص ونُكِّر الحياةُ ليدل على أن في هذا الجنس نوعاً من الحياة عظيماً لا يبلُغه الوصفُ وذلك لأن العلمَ به يردَعُ القاتلَ عن القتل فيتسبَّب لحياةِ نفسَيْن، ولأنهم كانوا يقتُلون غيرَ القاتل والجماعةَ بالواحد فتثورُ الفتنةُ بينهم، فإذا اقتُصَّ من القاتل سلِم الباقون فيكون ذلك سبباً لحياتهم". اهـ بتصرف.
والله أعلى وأعلم.
ـ[لغة الروح]ــــــــ[16 - 04 - 2009, 01:13 م]ـ
أحب أن أضيف بعد أذنكم أن:::إيجاز القصر زاد في بلاغة هذه الآيه ...
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[16 - 04 - 2009, 01:40 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته:
عزيزي القبندي، ورد في مناهل العرفان للشيخ عبد العظيم الزرقاني في معرض التدليل على البلاغة القرآنة مقارنة بين قول العرب (القتل أنفى للقتل) وقوله تعالى (ولكم في القصاص حياة) وأخذ من الآية جملة (القصاص حياة) وعقد مقارنة بينها وبين قول العرب، ويمكنك الرجوع إلى ما أورده الشيخ في هذا المجال، ففيه فوائد جمة.
ـ[السراج]ــــــــ[22 - 04 - 2009, 11:19 ص]ـ
أدعوكم لقراءة كلمة:
(كلمة مؤمنة في رد كلمة كافرة)
لمصطفى الرافعي
فيها رد شاف كاف، حول ذلك ..