تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من بلا غة التصوير في القرآن]

ـ[المستعين بربه]ــــــــ[08 - 07 - 2009, 08:32 ص]ـ

قال تعالى:? وإذا بُشّر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء مابُشّربه أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ساء ما يحكمون ? النحل 58 ـ 59

من هذه الآية سأتناول شيئاً من جانبها التصويري فقط. من غير إشارة إلى حال الأنثى وماتتعرض له بسبب الأعراف الجاهلية.

فا لصورة الفنية المرسومة لهذه الحال تتوزع بين اللون , والحركة ,ومخاطبة النفس؛ هذا جزأمن نسيجها الفني.

فنحن أمام إنسان دهمه خبر مفزع.! حوّل حاله إلى اضطراب وحيرة. فهو عندما سمع الخبر ارتسمت آثاره على وجهه. فبدا عليه السواد, وجللته الكآبة؛ وهذه صورة خارجية؛ وقوله تعالى:?وهو كظيم? هذه الجملة الحالية ـ من حيث موقعهاالإعرابي ـ تصور حاله من الداخل. فالسواد صورة خارجية تشاهد بالعين. أمّا الحزن والغم والكآبة فتستطيع أن ترى آثارهافي الخارج.

ثم تأتي الصورة الثالثة. وهي توصيف حركي لما يقوم به هذا الإنسان فمن شدة الفزع والمذلة التي يحياهما!. فإنّه أخذ يختفي من الناس. حتى لايراه أحد فيرميه بمنقصة الأنثى! كذلك هويريدأن يختفي عن الأنظار ليصل إلى الخط الرابع من خطوط الصورة. وهي مرحلة الصراع مع النفس التي تسبق اتخاذ القرار. فهذا الإنسان بين أمرين أحلاهما مر. الإمساك على هوان ومذلة أوالدس في التراب والا نضمام إلى ركب العرف الجاهلي مع عدم القناعة به.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير