[من معاني جمال المفردة القرآنية.]
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[28 - 03 - 2009, 09:47 م]ـ
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} الأنعام - 153
للكلمة في القرآن الكريم ثقلها المعنوي, فالكلمة تحمل داخلها الرسالة القرآنية الموجهة إلى الروح و العقل, وقد جاء اختيار المفردة القرآنية بدقة عالية تناسب أجواءها المعنوية.
تأملوا هذه الآية بعمق, ولاحظوا دقة اختيار مفردة (السبيل) بصيغة الإفراد للإشارة إلى طريق الحق, واختيار (السبل) بصيغة الجمع للإشارة إلى طرق الضلال, وذلك لأن طريق الحق والطهر واحد أما طرق الباطل فمتعددة ومتفرقة وتؤدي بالإنسان إلى الانحدار والضياع لأنها طرق ملتوية غير آمنة.
لا يمكن أن تحل مفردة محل مفردة أخرى لأن ذلك يؤدي إلى اختلال النظم وفساد المعنى.
ـ[محب البيان]ــــــــ[28 - 03 - 2009, 10:47 م]ـ
كلام راااااااائع جزاك الله كل خير،،،،،
لا تبخل علينا بمثل هذه الدرر ....
ـ[السراج]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 08:53 ص]ـ
د. حجي إبراهيم الزويد
شكرا لك.
بل وقدّم كلمة (الصراط) المؤدي (للسبيل)، وكان التقديم داعما للسبيل، وأن هذا الصراط يقود للسبيل المستقيم.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 10:53 ص]ـ
أخي الكريم د. حجي زادكم الله من فضله ..
وهذا الأسلوب نلمحه في كثير من آيات القرآن، فمثلاً نجد استعمال النور مفرد والظلمات وطرق الضلال كثيرة.
جزاك ربي خيراً.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 11:01 م]ـ
الأخ العزيز محب البيان:
أشكر لكم كلماتكم ومتابعتكم.
رعاكم الله ووفقكم إلى كل خير.
---
الأخ العزيز السراج:
شكرا لحضوركم ولإضافتكم الجميلة.
بارك الله فيكم وبكم.
-----
أخي العزيز أحمد الغنام
أعلى الله في الدارين منزلتكم.
أشكر لكم ما أضافه قلمكم المعطاء.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 11:43 م]ـ
قد يسأل سائل, أن كلمة السبل وردت بصيغة الجمع في قوله تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} المائدة -16
فكيف نوفق بين ما ذكر سابقا وبين هذا الاعتراض؟
الجواب:
{يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} المائدة -16
هذا خطاب خاص.
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} الأنعام - 153
هذا خطاب عام.
عندما في هاتين الآيتين الشريفتين نجد أن السبيل والسبل قد ذكرتا معا في آية واحدة, ولازم ذلك استخدامها بصيغة الإفراد للإشارة إلى الخط الآمن غير الملتوي الموصل إلى الله سبحانه وتعالى, مقارنة بالسبل الأخرى الملتوية غير الآمنة.
ونجد أيضا تقديم مفردة (الصراط) المؤدي (للسبيل)، فالخطاب القرآني يريد أن يوصل رسالة وهي أن هذا الصراط يقود للسبيل المستقيم.
فالآية التي في سورة المائدة تشير إلى طريقين: طريق الهدى و طريق الضلال, وأن طرق الضلال متعددة.
بينما الآية التي في سورة المائدة تتحدث عن فئة خاصة اتبعوا رضوان الله سبحانه وتعالى, وإن اتباعهم لرضوان الله فتح أمامهم أبوابا واسعة من الخير و مراتب عالية من التكامل, فالسبل في هذه الآية هو طرق الخير نفسها, وهذا نظير قوله تعالى {و الذين اهتدوا زادهم هدى} , فاهتداؤهم إلى طريق الحق - سبيل الحق - أدى أن إلى أن يفتح الله أمامهم طرقا واسعة - سبلا - من الخير والفيض الإلهي, فهو هداية على هداية, وتكامل إلى تكامل, وهي نفسها المعية التي أرادها سبحانه وتعالى بقوله في سورة الحديد: {و هو معكم أينما كنتم} وهي معية الرحمة و العناية الإلهية بالإنسان, فالألطاف الإلهية المتعددة التي يهبها الله لعباده المؤمنين هي سبل, والتي منها إقبالهم على الطاعات التي تعمق اتصالهم بالله سبحانه وتعالى,
¥