تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[البلاغة القرآنية]

ـ[القاموس المحيط]ــــــــ[30 - 07 - 2009, 12:13 ص]ـ

:::

تأتي كلمة يسألونك في أماكن عديدة من القرآن:

"يسألونك ماذا ينفقون قل العفو"

"يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي"

"يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج"

دائما الجواب بكلمة قل ولكنها حين تأتي عن الجبال:

"يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا "

هنا لأول مرة جاءت (فقل) بدلا من (قل)

والسبب أن كل الأسئلة السابقة كانت قد سئلت بالفعل، أما سؤال الجبال فلم يكن قد سئل بعد وكأنما يقول الله، فإذا سألوك عن الجبال (فقل)

فجاءت الفاء زائدة لسبب محسوب.

أما في الآية "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي"

هنا لاترد كلمة قل لأن السؤال عن ذات الله والله أولى بالإجابة عن نفسه.

سبحان الله حقا بلاغة تفوق الخيال

ـ[الحسام]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 06:19 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين فإن سؤال الجبال قد وقع بالفعل، فقد جاء في تفسير الألوسي عن ابن جريج قالوا على سبيل الاستهزاء كيف يفعل ربك بالجبال يوم القيامة وقيل: جماعة من ثقيل، وقيل: أناس من المؤمنين. أهـ

وجاء في الدر المنثور أنه قد أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: قالت قريش: يا محمد، كيف يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة؟ فنزلت {ويسألونك عن الجبال} الآية أهـ

أما السر في زيادة الفاء في (فقل) فإن الفاء عند الألوسي للمسارعة قال رحمه الله:

والفاء للمسارعة إلى إزالة ما في ذهن السائل من بقاء الجبال بناء على ظن أن ذلك من توابع عدم الحشر ألا ترى أن منكري الحشر يقولون بعدم تبدل هذا النظام المشاهد في الأرض والسموات أو للمسارعة إلى تحقيق الحق حفظاً من أن يتوهم ما يقضي بفساد الاعتقاد. أهـ

نعم قد ذهب ابن عاشور إلى أن سؤال الجبال لم يقع والمعنى عنده إن سألوك فقل فتضمن الكلام معنى الشرط، ولكن ما جاء من شيوخ المفسرين أن السؤال قد وقع بالفعل فلا داع لأن نقول إن الكلام قد تضمن معنى الشرط، روى الطبري شيخ المفسرين: أن الضحاك قال: نزلت في مشركي مكة قالوا: يا محمد كيف تكون الجبال يوم القيامة؟ وكان سؤالهم على سبيل الاستهزاء. أهـ

وعلى هذا فالفاء للمسارعة إلى إزالة ما فى ذهن السائل من توهم أن الجبال قد تبقى يوم القيامة.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير