[هل من توضيح للبلاغة في هذه الآيات؟]
ـ[مشعل الليل]ــــــــ[22 - 03 - 2009, 03:32 م]ـ
إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ {26} الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {27} كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {28}.
أريد بيان مواضع الفصل والوصل في هذه الآية؟
وفي سورة آل عمران أريد معرفة الكناية والتعريض في الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ {118} هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {119} إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ {120}.ولكم كل الشكر والتقدير ..
ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 03 - 2009, 07:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ولك كل الشكر والتقدير.
هذه محاولات تحتاج مراجعة وإتماما.
من مواضع الفصل:
في قوله تعالى: (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ)، الكلام مستأنف لئلا تكون الجملة نعتا للنكرة: "مثلا" فيتغير المعنى، فكلامهم ينتهي عند قوله: "مثلا"، وما بعده من كلامه، عز وجل، فهو يضل به من شاء عدلا، ويهدي به من شاء فضلا، وما يضل به إلا الفاسقين الذين سبق في علمه الأزلي المحيط فسقهم واستحقاقهم الضلال.
و: (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ)، فالذين: بدل من الفاسقين أو عطف بيان، فالذي سوغ الفصل هنا هو: "كمال الاتصال"، إذ البدل منزل منزلة المبدل منه، فهو بمنزلة المبين له، وكذلك يقال في عطف البيان فهو من اسمه: مبين لما قبله، والمبيِن والمبيَن كلاهما: شيء واحد.
وفي قوله: (أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ): فصل ثالث، إذ هو بمنزلة الحكم بعد سرد علله: النقض والقطع والإفساد، فتلك قد عطفت لأنها في مرتبة واحدة: مرتبة العلة لما بعدها، وأما قوله تعالى: "أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ"، فهو الحكم الذي انبنى عليها فناسب ذلك الفصل بين العلة والحكم تمييزا لهما عن بعضهما البعض.
وفي قوله تعالى: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ): فصل رابع لاختلاف السياق من: الخبر إلى إنشاء التعجب بالاستفهام، إذ تقدير الكلام: ويلكم كيف تكفرون بالله فهو تعجب من كفرهم به وإنكارهم ألوهيته الحاكمة بعد ظهور آيات ربوبيته الباهرة في أنفسهم.
&&&&&
وفي آيات آل عمران:
الكناية في قوله تعالى: (وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ): كناية عن شدة الغيظ ولا يمنع ذلك وقوع صورة العض حقيقة فهذا حد الكناية كما قد علم من كلام أهل العلم من البلاغيين.
والتعريض في قوله تعالى: (إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ)، فهو شرط سيق مساق التهييج والإلهاب، على وزان قولك: إن كنت رجلا فافعل، ففيه تعريض بمن لم يفعل، فليس متصفا بالرجولة وإن حاز منها الأوصاف الظاهرة، فكذلك من لم يمتثل تلك الموعظة: ليس عاقلا، وإن سلمت آلة العقل عنده إذ لم ينتفع بها مع سلامتها فصارت في حكم المعدوم. فالكلام يفيد منطوقا ومفهوما، فالعاقل ينتفع منطوقا، وغير العاقل لا ينتفع مفهوما.
والله أعلى وأعلم.