[اذبحوا بقرة]
ـ[محب البيان]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 08:43 م]ـ
قال تعالى: ((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69)))
البقرة في اللغة تطلق على الذكر والأنثى، فذكر البقر هو الثور والأنثى ثورة، ولكن الآيات تدل (حسب فهمي) أن المطلوب ذبحها هي أنثى وليس ذكر، فهل رب العالمين أمرهم بذبح بقرة (ذكر أو أنثى) ثم لما أرداوا أن يشددوا على أنفسهم أمرهم بذبح بقرة أنثى وإن كان كذلك لمَ لمْ يستخدم كلمة ثورة التي تدل على مؤنث البقر،،
ماهي الناحية البلاغية في الآية،، جزاكم الله عنا كل خير
ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 09:46 م]ـ
وجزاك كل خير أخي محب البيان.
يبدو، والله أعلم، أنها أنثى، وأن التشديد إنما وقع من كون الأمر قد ورد ابتداء بصيغة النكرة في سياق الإثبات: "بقرة"، فتفيد الإطلاق، الذي يخرج المكلف من عهدته بأي فرد من أفراد العموم، على وزان حديث: (لا نكاح إلا بولي)، فينعقد بأي فرد من أفراد جنس الأولياء، فكذلك كان بإمكانهم الخروج من عهدة الأمر بأي فرد من أفراد جنس البقر، وهذا قد يشهد من جهة أخرى لما ذكرته أخي محب، إذ جنس البقر يعم النوعين: الذكر والأنثى وقرينة التيسير بورود اللفظ مطلقا عن القيد ابتداء يزيد الاحتمال الذي ذكرته صحة، فلما لم يمتثلوا وردت المقيدات لذلك الإطلاق بتتابع سؤالهم، فكل إجابة: قيد يزيد الأمر عسرا بتضييق دائرة الاختيار حتى ضاقت فلم تتسع إلا لبقرة واحدة!.
والله أعلى وأعلم.
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 11:12 م]ـ
عادة ذبح بقرة أنثى (عجلة لم يحرث عليها ولم تنجر بالنير) عند كل قتل نفس جهل قاتلها بهدف الاستبراء من دمه عادة معروفة عند اليهود، وهي كذلك مثبتة في توراتهم في السفر الرابع (سفر التشريع الثاني "التثنية") في الإصحاح 21. لذلك فإن جنس البقرة كان أمرا محسوما ومسلما به ومفهوما ضمنا لديهم.
(أنظر التحرير والتنوير)
والله أعلم،
منذر أبو هواش
ـ[محب البيان]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 08:54 م]ـ
وجزاك كل خير أخي محب البيان.
يبدو، والله أعلم، أنها أنثى، وأن التشديد إنما وقع من كون الأمر قد ورد ابتداء بصيغة النكرة في سياق الإثبات: "بقرة"، فتفيد الإطلاق، الذي يخرج المكلف من عهدته بأي فرد من أفراد العموم، على وزان حديث: (لا نكاح إلا بولي)، فينعقد بأي فرد من أفراد جنس الأولياء، فكذلك كان بإمكانهم الخروج من عهدة الأمر بأي فرد من أفراد جنس البقر، وهذا قد يشهد من جهة أخرى لما ذكرته أخي محب، إذ جنس البقر يعم النوعين: الذكر والأنثى وقرينة التيسير بورود اللفظ مطلقا عن القيد ابتداء يزيد الاحتمال الذي ذكرته صحة، فلما لم يمتثلوا وردت المقيدات لذلك الإطلاق بتتابع سؤالهم، فكل إجابة: قيد يزيد الأمر عسرا بتضييق دائرة الاختيار حتى ضاقت فلم تتسع إلا لبقرة واحدة!.
والله أعلى وأعلم.
جزاك الله خيراً أخي مهاجر،، فأنت توافقني الرأي أن الأمر كان مطلقاً في اختيارهم أحد الجنسين ثم أنهم لما شدودوا على أنفسهم شدد الله عليهم بجنس واحد حتى لم يعد لهم أن يذبحوا إلا بقرة واحدة ..... والله أعلم بمراده ..
ـ[محب البيان]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 09:00 م]ـ
عادة ذبح بقرة أنثى (عجلة لم يحرث عليها ولم تنجر بالنير) عند كل قتل نفس جهل قاتلها بهدف الاستبراء من دمه عادة معروفة عند اليهود، وهي كذلك مثبتة في توراتهم في السفر الرابع (سفر التشريع الثاني "التثنية") في الإصحاح 21. لذلك فإن جنس البقرة كان أمرا محسوما ومسلما به ومفهوما ضمنا لديهم.
(أنظر التحرير والتنوير)
والله أعلم،
منذر أبو هواش
جزاك الله خيرا أخي منذر،، ولكن إذا كان الأمر معروفا لديهم، لمَ قالوا لموسى أتتخذنا هزوا؟؟ فظاهر الآية يدل على أن هذه الطريقة لم تكن معروفة لديهم أصلا،، وإلا فما هو تفسيرك للآيه أخي منذر؟
أنتظر جوابك جزاك الله خيرا ..
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[09 - 04 - 2009, 12:51 ص]ـ
أخي الكريم،
لقد أشرت إلى القصة التوراتية لمجرد الاستدلال على جنس البقرة. وهو الأمر الذي أشارت إليه بعض كتب التفسير، حيث ذكر بعض المفسرين أن (ما) في (ما هي) ليست موضوعة للسؤال عن الجنس، وذلك لأن قوم موسى نزلوا البقرة المأمور بذبحها منزلة فرد من جنس غير معلوم على اعتبار أن جنس البقرة كان معلوما لديهم.
وأما التشريع اليهودي المذكور في التوراة فليس لدي ما يؤكد أو ينفي علاقته الزمنية بهذه القصة، وإن كنت أميل إلى الاجتهاد الذي تفضلتم به فيما يتعلق بهذا التشريع على وجه الخصوص، لأن بعض المفسرين يقولون إن قوم موسى قد استخفوا بالأمر حين ظنوه هزؤا، لاعتبارهم أن الأمر بذبح بقرة للاستبراء من دم قتيل كاللعب.
لست مفسرا، فالقرآن الكريم يجمل ولا يفصل، لأن هدفه التذكير والعبرة، والتفاسير المعتمدة متوفرة فليرجع إليها.
ودمتم
منذر أبو هواش
¥