فالطاعات المختلفة سبل أيضا يزداد معها الثواب والقرب من الله.
تأملوا هذه الآية الشريفة مرة أخرى:
{يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} المائدة -16
عند تأملنا للآية الشريفة نجد أن القرآن قد عبر بطريق الضلال بالجمع المثمل في مفردة الظلمات, و عبر عن طريق الحق بالنور, وأكد مرة أخرى بوجود طريق واحد آمن للوصول إليه سبحانه وتعالى - مقارنة بطرق الضلال - في قوله سبحانه وتعالى: {وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
إن القرآن استخدم الجمع مرة أخرى في الآية الشريفة للإشارة إلى طرق الضلال الملتوية التي أخرج منها من اتبع رضوانه, وإن اتباع هؤلاء الصفوة لرضوان الله يفتح أمامهم سبلا متعددة من الخير و الألطاف الإلهية والعناية الربانية.
قال العلامة الطباطبائي في الميزان:
" و الإتيان بالنور مفردا و بالظلمات جمعا في قوله تعالى: {يخرجهم من الظلمات إلى النور} و قوله تعالى: {يخرجونهم من النور إلى الظلمات} للإشارة إلى أن الحق واحد لا اختلاف فيه كما أن الباطل متشتت مختلف لا وحدة فيه، قال تعالى: "و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم:" الأنعام - 153. "
وقال أيضا:
قوله تعالى: "و يخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه" في جمع الظلمات و إفراد النور إشارة إلى أن طريق الحق لا اختلاف فيه و لا تفرق و إن تعددت بحسب المقامات و المواقف بخلاف طريق الباطل."
وقال الفخر الرازي في المفاتيح:
لم ذكر الظلمات بصيغة الجمع، والنور بصيغة الواحد؟ فنقول: أما من حمل الظلمات على الكفر والنور على الإيمان، فكلامه ههنا ظاهر، لأن الحق واحد والباطل كثير، وأما من حملها على الكيفية المحسوسة، فالجواب: أن النور عبارة عن تلك الكيفية الكاملة القوية، ثم إنها تقبل التناقص قليلاً قليلاً، وتلك المراتب كثيرة. "
وقال أبو السعود في الإرشاد:
" وجمعُ الظلمات لظهور كثرةِ أسبابها ومَحالِّها عند الناس، ومشاهدتهم لها على التفصيل. "
ـ[سراب]ــــــــ[30 - 03 - 2009, 10:22 ص]ـ
سبحان الله
وجزاك الله خير اخي الكريم