ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 09:32 م]ـ
بل هو موضوع رائع أخي السراج
بارك الله فيك أستاذ فيصل
ـ[ضاد]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 10:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مما يميز الأسلوب القرآني في السرد تركه للتفاصيل وتركيزه على المهم في القصة وعبرتها, ويتجلى هذا في تقنيات سردية مختلفة منها الانتقال السريع بالحدث عبر الزمان والمكان والأشخاص دون مقدمات تنبه القارئ مما يتطلب منه التركيز التام عند الإصغاء, وهذا هو المطلوب من المسلم عموما عند سماع كلام الله. ونرى ذلك في عدة سور وآيات قصصية, كقوله تعالى:
"ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَ?لِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ - وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ? فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى? رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ? إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ" (يوسف)
فالانتقال من الحوار القائم بين العبد ويوسف إلى جواب الملك على ما يفترض أن العبد نقله إليه من كلام يوسف, وما تُرك في السرد يمكن استنباطه ولا ضرورة سردية إلى ذكره, مما يجعل هذا الأسلوب في الانتقال من البراعة بمكان.
أو كقوله تعالى في السورة نفسها:
"ارْجِعُوا إِلَى? أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ - وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ? وَإِنَّا لَصَادِقُونَ - قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا ? فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ? عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ? إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ" (يوسف)
من الانتقال من كلام الأخ إلى رد يعقوب عليه السلام مما فسرناه في المثال السابق.
ويتجلى هذا الأسلوب كذلك في المسألة المذكورة في هذا الموضوع, حيث ترك الله تعالى ذكر حيثية سردية لكونها غير مهمة في السياق ومستنبطة من الكلام الذي يليها, فالركوب في "السفينة" يلزم منه وجود السفينة أصلا, وهذا أمر بديهي. وترك ذكر وجود السفينة لا يؤثر في الخيط السردي, ذلك لأن "السفينة" ذاتها ليست ذلك العنصر الحاسم أو المهم في السرد إذ العبرة في ذلك الفصل من القصة هو عملية الخرق لا أصل السفينة, ولذلك – والله أعلم – ترك الله ذكر وجود السفينة وتعداه إلى الركوب فيها الذي يلزم منه معنويا حدث سابق له مفهوم من السياق ومن أسلوب التقديم في الفصول الأخرى, ألا وهو وجود السفينة. أما الغلام, فوجب تقديمه في القصة وبذلك تنكيره لأنه عنصر أساسي ولأن قيمته السردية أعلى من السفينة حتما بسبب شنع الفعلة التي أتاها الخضر, ولأنه نفس بشرية والبشر أهم في القصص من الأشياء ولا يمكن ترك تقديمهم لأن ذلك يعني معروفيتهم في السياق السردي أو الذهني, الأمر المفقود في هذا الفصل من القصة. أما القرية فقد قدم لها الله تعالى بأهلها وبذلك حصرها في سكانها وهم بشر, وينطبق عليهم ما ينطبق على البشر في السرد.
يتبع بإذن الله.
ـ[راجي مغفرة ربه]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 11:55 م]ـ
لعل في الرابط التالي زيادة فائدة
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=42562&highlight=%C7%E1%D3%DD%ED%E4%C9
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[29 - 04 - 2009, 12:48 م]ـ
الإخوة الأكارم /
السراج
بحر الرمل
ضاد
الشيخ عطية الله
شكرًا لكم على قراءتكم، وإضافاتكم.
ـ[معد63]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 05:56 م]ـ
السلام عليكم، عندي سؤال، وهو سؤال فقط لا أقصد به إلا زيادة المعرفة:
الأخ صاد: لماذا عرّف السفينة، هو السؤال، فلماذا لم يقل فلما ركبا سفينة خرقها، فلم التعريف، لا بد أن يكون له سبب، والإحالة على مجرد ليس له قيمة في السرد القصصي ربما يكون فيه مشكلة على كثير من أمثالي أن يفهموه، إذ إننا نعرف أن الله سبحانه وتعالى لم يأت بحرف أو كلمة إلا لمعنى مقصود في من البلاغة ما يعجز الفصحاء أن يأتوا بمثله، ولكم الشكر إن تفضلتم بتوضيح الأمر لي حتى استزيد.