– ((وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ)) ()
(سروراً بزوال الخيفة أو بهلاك أهل الخبائث أو كان ضحكها ضحك إنكار لغفلتهم وقد أضلهم العذاب وقيل كانت تقول لإبراهيم: اضمم لوطاً ابن أخيك إليك فإني أعلم أن ينزل بهؤلاء القوم عذاباً فضحكت سروراً لما أتى الأمر على ما توهمت وقيل ضحكت فحاضت) () وهذا القول مجاهد وعكرمة والعرب تقول ضحكت الأرانب: إذا حاضت وقد أنكر هذا بعض اللغويين () وقد أسهب القرطبي في تفسيره في تعريف الضحك وذكر كلام اللغويين فيما لا يتسع البحث لحصره.
– ((فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا)) ().
(تبسم شارعاً في الضحك وآخذاً منه، يعني أنه تجاوز حدّ التبسم إلى الضحك وكذلك ضحك الأنبياء عليهم السلام وأما ما روي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه فالغرض المبالغة في وصف ما وجد من الضحك النبوي، وإلا فتبدو النواجذ على الحقيقة إنما يكون عند الاستغراب وقرأ ابن السميفع ضاحكاً فإن قلت: ما أضحكه من قولها؟ قلت شيئان، إعجابه بما دلّ من قولهما على ظهور رحمته ورحمة جنوده وعلى سهرة حاله وحالهم في باب التقوى) () وهنا في الآية الكريمة يتجلى الضحك في معاملة الغير عاقل معاملة العاقل وهو سر من إسرار هذا الأسلوب.
5 – ((فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ)) ().
(أي يسخرون منها ويهزءون بها ويسمونها سحراً وإذا للمفاجأة قلت؛ لأن فعل المفاجأة معها مقدّر وهو عامل النصب في محلها كأن قيل فلما جاءهم بآياتنا فأجلوا وقت ضحكهم) ().
– ((وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)) () (خلق قوتي الضحك والبكاء) ()
((وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ)) () تضحكون (استهزاءً) ويتكرر هذا الطباق بين الضحك والبكاء وفي كل مرّة يكشف أسلوباً جديداً.
– ((إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ)) ()
(هم مشركوا مكة أبو جهل والوليد وأشياعهم كانوا يضحكون من عمال وصهيب وخبّاب وبلال وغيرهم من فقر اء المؤمنين ويستهزؤن بهم) ()
وضحكهم كان على وجه السخرية والاستهزاء والتهكم.
والغرض من ضحكهم كان (على وجه السخرية) () وهو من أغراض الضحك السخرية وإبداء السرور
((فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ)) ().
(أي يضحكون منهم ناظرين إليهم ومام عليه من الهوان والصغار بعد العزة والكبر ومن ألوان العذاب بعد النعيم والترفة) ().
((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ)) () (مسرورة فرحة) ()
ومن خلال أقوال المفسرين في هذه الآيات تدرك هذه الظاهرة التي وضت في عشر مواقف من القرآن الكريم وكشفت عن معان بلاغية ودلالات متعددت تكشف هذا النظم القرآني المعجز.
الأسرار التعبيرية والجانب الفني:
((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) ().
1 - (الطباق بين الضحك والبكاء وبين قليل وكثير فهو مقابلة
2 - إخراج الخبر في صورة الأمر للدلالة على تحتم وقوع المخبر به، وذلك لأن صيغة الأمر للوجوب في الأصل والأكثر، فاستعمل في لازم معناه، وذلك في قوله تعالى ((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا)).
3 - الكناية: في قوله تعالى ((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا)) فالضحك كناية عن الفرح والبكاء كناية عن الغم، وأن تكون القلة عبارة عن العدم، والكثرة عبارة عن الدوام) ().
ويضيف محمود درويش بأن (إخراج الخبر مخرج الإنشاء؛ لأن معنا فسيضحكون قليلاً، وسيبكون كثيراً ولكنه أخرج الخبر مخرج الأمر للدلالة على أنه أمر حتمي لابد منه) ()
ففي هذه الآية الكريمة ورد سرين بيانيين في المقابلة والكناية وسر معنوي إذا خرج الامر عن غرضه الأصلي لغرض التهديد وهذا التعبير القرآني الفريد حصر في أربع كلمات فقط وورود الضحك هنا أريد به الكناية عن سرورهم وتهديدهم بما صنعوا.
¥