تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تخيّل لو استبدلت كلمة " اصدع " بكلمة " بلغ " ..

ألا تشعُر أن عنصر التأثير قد تضاءل وأنّ الصورةَ الحَيّةَ المُتحرِّكة قد

اختَفَت، وأن المعنى قد أصبَحَ شاحِباً باهِتاً؟!

إن اللفظة المستعارة هي التي رسمت هذه الصورة في إطار نظم الآية المعجزة.

قال تعالى: (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ

جَمْعاً) / الكهف: 99.

أُستُعيرَ في الآيةِ الكريمة الموج " حركة الماء " للدفع الشديد بجامع سرعة الاضطراب

وتتابعه في الكثرة ثم اشتق من الموج بمعنى الدفع الشديد" يموج " بمعنى

يدفع بشدة. إنّ هذه الإستِعارة القرآنية الرائعة تُصَوِّر للخيال هذا الجمع الحاشد مِنَ

الناسِ احتشاداً لا تدرك العينُ مَداهُ، حتى صارَ هذا الحشدُ الزاخِرُ كبحرٍ ترى العينُ

منهُ ما تراهُ مِنَ البحر الزاخر مِن حركةٍ وتَمَوُّجٍ واضطرابٍ.

تأمّل اللفظة المستعارة أنها في إطار نظم الآية المعجزة قد استقلّت برسم هذا

المشهد الفريد بصوتها وجرسها وإيحائها.

قال تعالى: (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ

إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) / ابراهيم: 1.

استعير في الآية الكريمة الظلمات للضلال بجامع عدم الاهتداء في كل منها.

واستُعيرَ النورُ بجامِع الإهتداء في كل منها. وهذا المسلَكُ الأدَبِيُّ يُسمّيهِ عُلَماءُ

البلاغةِ بـ: " الإستعارة التصريحة الأصلية ".

هذه الإستعارة الفرديّة تجعَل الهُدى والضَلال يستحيلان نوراً وظلمة. إنها تُبرِزُ

المعاني المعقولة الخفيّة في صورةٍ مَحسوسةٍ حَيّةٍ مُتحرِّكةٍ كأن العينَ

تراها واليد تلمسها!

تأمّل كلِمة " الظلمات " إنها تُصوِّرُ لك بظلامِها الضلال

ليلاً دامِساً يطمس معالم الطريق أمام الضلال فلا يهتدي إلى الحق ثم تأمل الدقةَ

القرآنية في جمع " الظلمات " أنه يصوّر لك إلى أيِّ

مَدى ينبَهِمُ الطريقُ أمامَ الضَلالِ ف، لا يهتَدونَ إلى الحَقِّ وسط هذا الظلام المُتَراكِم.

ثم تأمل كلمة " النور " أنها بنورها تصور لك الهداية مصباحاً

منيراً ينير جوانب العقل والقلب ويوضح معالم الطريق أمام المهتدي فيصل في

سُهولةٍ ويُسرٍ إلى الحقِّ؛ فينتفِعُ به فيطمئن قلبُه وتسكن نفسُه ويحظى

بالسعادة في دُنياهُ وآخِرتِه.

المصدر: ((موسوعة الإعجاز العِلمي في القرآن و السنة))

ـ[أنوار]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 04:12 ص]ـ

انتقاء موفق أخي الكريم ..

بورك الجهد وأجزل الثناء

ـ[طالب عِلم]ــــــــ[17 - 10 - 2009, 01:35 م]ـ

بارَكَ اللهُ بكِ أستاذتي الكريمة:

(أنوار)

على القراءةِ والدُّعاء والثناء

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير