في الأسماء لا تعمل في الأفعال، وأن عوامل الأفعال لا تعمل في الأسماء، إذا عملت في الأسماء لا تعمل في الأفعال، والعكس، والذي يعمل الجر لا يعمل النصب، والذي يعمل النصب لا يعمل الجر، وهذه كما رأينا تجر ? حَتَّى مَطْلَعِ ? وقد انتصب الفعل بعدها ? حَتَّى تَفِيءَ ? فهذه أبقت في نفسه أشياء لم يكملها رغم إفنائه جزءًا من عمره بحثاً فيها، لكن لو تأمل الإنسان الأمر لوجد أن الناصب في حقيقته، يعني المصنف ما ذكرها حتى في حروف الجر، ولعله اكتفى بذكرها في حروف النصب، يعني ذكرها هناك في حروف النصب لأنها تنصب، وهو بتبنيه مذهب الكوفيين يجعل حتى هي الناصبة للمضارع، الجمهور يرون أن الناصب هو أن مضمرة وجوباً بعد حتى، وقد يقول قائل: لماذا نصعب الأمر فنقول: مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد "حتى" لماذا لا نقول: "حتى" هي الناصبة؟ الجواب في ذلك حتى نسلم من هذا الإشكال لأن "حتى" تجر ? حَتَّى مَطْلَعِ ? فهي حرف جر، ويذكرها النحويون في حروف الجر، و لكن من جهة ثانية هي تأتي وبعدها فعل مضارع منصوب، فكيف نجمع بين الأمرين؟ الجامع بين الأمرين أن نقول: الناصب بعد "حتى" هو "أن"، و "أن" وما دخلت عليه من الفعل المضارع في تأويل مصدر مجرور بـ "حتى"، فهي في كل الحالات جارة. مرة ثانية: هي إذا جاء الاسم بعدها فهي جارة ولا إشكال، لكن إذا جاء بعدها فعل مضارع منصوب كما في الآية الكريمة ? حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ? التقدير: حتى أن تعلموا، تعلموا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد حتى، "أن" والفعل المضارع بعدها في تقدير مصدر، أي حتى علمكم، المصدر وهو: "علمكم" مجرور بـ "حتى"، إذن "حتى" في كل الحالات جارة: إما أن تجر الاسم الصريح مباشرة أو تجر الاسم المؤول وهو المصدر المقدر من أن المقدرة والفعل المضارع بعدها الذي يصاغان معاً مصدراً يكون اسماً مجروراً بـ "حتى"، هذه الحالات لا تكون "حتى" في كل الحالات جارة، وهنا يستقيم أمرها وتصبح القاعدة فيها مطردة أن "حتى" من حروف الجر. والنصب وبعدها ليس منه، ولكنه بناصب مقدر بعدها وهو "أن" المضمرة.
(من شرح الدكتور / محمد السبيهين .. حفظه ا
ـ[العذب]ــــــــ[11 - 11 - 2006, 05:55 م]ـ
حفظك الله وجزيت خيراعلى ما أفدتنا به
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 05:52 م]ـ
بارك الله فيك استاذ عمر وجزاك الله خير الجزاء
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[20 - 11 - 2006, 12:29 ص]ـ
س / أذكر انواع التنوين مع التوضيح؟
أنواع التنوين هي:-1. تنوين التنكير:-
وهو اللاحق للأسماء المعربة كزيدٍ ورجلٍ. وفائدة هذا التنوين الدلالة على خفة الاسم وتمكنه في باب الاسمية، لكونه لم يشبه الحرف فيبنى ولا الفعل فيمنع من الصرف.
2. تنوين التنكير:-
وهو اللاحق لبعض المبنيات للدلالة على التنكير، نحو (مررتُ بسيبويهِ وسيبويهٍ آخر)، وأيضاً إذا قلت لشخص يتكلم: (صهْ)، فإنك بذلك تعني أن يسكت عن كلام معين مقصود، وأما إذا قلت له: (صهٍ)، فإنك بذلك تأمره بأن يسكت عن أي حديث يتحدث به لا عن حديث مقصود بعينه؛ لأنها بإضافة تنوين التنكير إليها صارت نكرة.
3. تنوين المقابلة:
وهو اللاحق لما جمع بألف وتاء مزيدتين نحو (مسلماتٍ)، وسمي بذلك لأنه يقابل النون في جمع المذكر السالم نحو (مسلمين).
4. تنوين العوض:-
وهو على ثلاثة أقسام:
أ. عوض عن جملة: وهو الذي يلحق (إذ) عوضاً عن جملة تكون بعدها نحو قوله تعالى (فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الحُلْقُوْمَ * وَأَنْتُمْ حِيْنَئِذٍ تَنْظُرُوْنَ)، أي وأنتم حينئذْ بلغت الروح الحلقوم تنظرون.
ب. عوض عن اسم: نحو (كلٌّ قائم) أي كلُّ إنسانٍ قائم، ومنه قوله تعالى (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شاكِلَتِهِ)، وما ينطبق على (كل) في ذلك ينطبق على (بعض) كقوله:
داينْتُ أروى والدُّيونُ تُقْضى ... فمَطَلَتْ بَعْضاً وأدَّتْ بَعْضاً
يريد بذلك: فمطلت بعض الديون وأدت بعضه الآخر.
جـ. عوض عن حرف: وهو التنوين اللاحق للاسم المنقوص في حالة الرفع والجر عوضاً عن الياء المحذوفة نحو (مررْتُ بجوارٍ) -أصلها جواري- ونحو قوله تعالى (وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ).
شبهة:-
فإن قيل: قد زاد جماعة على ما ذكر من أنواع التنوين تنوين الترنم: وهو التنوين اللاحق للقوافي المطلقة، أي التي في آخرها حرف مد، كقوله:
¥